وفاة رضيعة تفتح ملف الأمهات داخل السجون.. القانون والرحمة
وفاة رضيعة بعد أقل من شهرين من فصلها عن والدتها المسجونة أثارت تساؤلات حول معاملة الأمهات المحتجزات في السجون
تسبب فصل طفلة رضيعة عن والدتها المسجونة بالرغم من التماسات إبقائهما معا، في موجة غضب هائلة في الفلبين.
لم تكن الناشطة الحقوقية، رينا ماي ناسينو، تعرف أنها حامل عندما تم اعتقالها العام الماضي في مانيلا.
وأرجعت تأخر دورتها الشهرية إلى التوتر والضغط العصبي الذي تعرضت له أثناء مداهمة الشرطة التي اعتقلت فيها مع ناشطين آخرين.
واكتشفت رينا، 23 عاما، حملها أثناء الفحص الطبي الذي خضعت له في السجن.
وأثارت وفاة رضيعة رينا الأسبوع الماضي، بعد أقل من شهرين من فصلها عن والدتها وحرمانها من رعايتها، تساؤلات حول معاملة الأمهات الفلبينيات المحتجزات فضلا عن الاستياء من النظام القضائي في البلاد، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وعملت رينا مع جمعية كاداماي واعتقلت في نوفمبر 2019 الماضي مع زميلين آخرين ووجهت الشرطة لهم تهمة حيازة أسلحة ومتفجرات بطريقة غير شرعية الأمر الذي أنكره ثلاثتهم متهمين السلطات بزرع هذه الذخيرة ضمن حملة قمعية واسعة النطاق ضد النشطاء اليساريين.
وأنجبت طفلتها ريفير في يوم 1 يوليو الماضي، وبموجب القانون الفلبيني يمكن أن يظل الطفل الذي ولد داخل السجن مع والدته الشهر الأول فقط من حياته، لكن يمكن أن تكون هناك استثناءات. بالمقارنة في المملكة المتحدة يمكن أن يظل الطفل مع والدته المسجونة لمدة تصل إلى 18 شهرا.
وقالت المحامية الخاصة بناسينو إن المستشفى الذي ولدت به أوصى بإبقاء الطفل معها، لكن تحججت سلطات السجن بالعديد من الأعذار منتهكة حقوق الطفل في الرضاعة الطبيعية. وبموجب "لوائح بانكوك" المتعلقة بالمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة لمعاملة السجينات، يجب أن تستند القرارات المتعلقة بفصل الطفل عن والدته إلى المصلحة المثلى للطفل.
وفي 13 أغسطس، تم فصل الطفلة ريفير عن والدتها ولم يتمكن زملاؤها من التواصل معها سوى عبر الهاتف بسبب إجراءات كورونا المستجد الصارمة. وبدأت صحة ريفير التي بقيت في رعاية جدتها لأمها في التدهور بعد ذلك بشهر وكانت تعاني من إسهال مستمر.
وزادت الدعوات في إطلاق سراح والدة ريفير بعد أن دخلت ريفير المستشفى في 24 سبتمبر وساءت حالتها، لكن لم يؤذن لها برؤية طفلتها.
وتوفيت الطفلة الأسبوع الماضي بعد إصابتها بالالتهاب الرئوي ما صدم كثيرين في الفلبين وأثار موجة غضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسلطوا الضوء على الاختلاف الصارخ في المعاملة بين النشطاء الشباب والأثرياء والأرفع شأنا في سجون الفلبين.
ما دفع إحدى المحاكم المحلية إلى إصدار قرار بإطلاق سراح ناسينو لمدة 3 أيام لحضور جنازة ابنتها، لكن مسؤولي السجن قللوا هذه المدة لـ3 ساعات فقط.
aXA6IDEzLjU5Ljg4Ljgg
جزيرة ام اند امز