بألسنتهم.. ملالي إيران: الحج فريضة سياسية
الملالي أفتوا بأن الحج فريضة سياسية وأن من لا ينفذ مظاهرات "البراءة" حجه غير مقبول، في حين تثور الشكوك حول هل حج خميني وخامنئي أم لا
الحديث عن قيام إيران بتسييس الحج ليس اتهاما عشوائيا من الرافضين لسياساتها، بل هو حقيقة تفاخر بها إيران التي يقول قادتها إن الحج "فريضة سياسية"، وأن الحج لن يكون مقبولا دون أداء هذا "الفرض السياسي".
وتأتي هذه الفتاوى في حين ما زالت تثور الشكوك حول؛ هل حج مرشدا إيران الخميني وخامنئي أم لا؟
فقد أضاف نظام الملالي إلى مناسك الحج ما أسماها بمراسم "البراءة من المشركين والمستكبرين" وهي تتضمن مظاهرات الإعلان الصريح خلال الحج البراءة ممن تراهم إيران أعداءها -ولو في الظاهر- مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهم.
وهذه المراسم التي تخرج الحجاج عن الأهداف المعلومة للحج، وتسوقوهم إلى توجيه طاقتهم إلى ما يخدم سياسات إيران، وعلاقاتها الخاصة ببعض الدول، يباح فيها للحجاج الإيرانيين (ومن والاهم) رفع صور الخميني وشعارات الولاء له والتنديد ببعض الدول.
وفي حديث لمرشد إيران على خامنئي منشور على موقعه الإلكتروني عام 2015 قال إن "الحج وحشوده العظيمة أعظم منطلق لبروز وتداول هذا التكليف الإلهي"، ويقصد به مظاهرات "البراءة" السياسية التي ابتدعها الخميني.
كذلك قال في يناير/كانون الثاني 2008 خلال استقباله القائمين على مراسم الحج الذي يصفه موقعه بـ"الحج الإبراهيمي" لتمييزه عن حج الشيعة لكربلاء في العراق: إنَّ "استمرار النشاطات الثقافية مع استنفار جميع الإمكانيات يجعل من الحج فرصة ذهبية لا مثيل لها من أجل التعريف بقيم الإسلام والثورة".
والمقصود بقيم الثورة هنا ثورة الخميني التي تهدف إلى تنفيذ مشروع إيراني الاحتلالي التوسعي في المنطقة تحت ستار الدين.
وخلال اللقاء ذاته قال رئيس بعثة الحج الإيرانية، محمدي ري شهري "إنَّ حجاج بيت الله الحرام يعتبرون الحج فريضة عبادية سياسية؛ حيث إن الحضور الواسع للمسلمين من مختلف المذاهب والأطياف في مراسم البراءة من المشركين دليل على ذلك".
فتوى إبليسية
وتطبيقا لهذه الأفكار الدخيلة على الإسلام طالب مرشد إيران، الشهر الماضي، حجاج هذا العام باستغلال الحج والقيام باحتجاجات سياسية بذريعة مناصرة القضية الفلسطينية ورفض التواجد الأمريكي بالمنطقة.
وعند استقباله القائمين على أداء مناسك الحج، قال إن الحج هو "المكان الأفضل من أجل إبراز الموقف تجاه المسجد الأقصى والتواجد الشرير لأمريكا في المنطقة"، وإن "فريضة الحج هي الفريضة التي تحتوي على أقصى الطاقات الاجتماعية، وهي مكان من أجل إظهار عقائد الأمة الإسلامية".
ووصل به الأمر هو وسيده الخميني بأن نزعوا عن الحج القبول إذا ما لم يقم الحجاج بإعلان "البراءة" قائلا: "كان الإمام الخميني يقول، إن الحج من دون إعلان البراءة ليس مقبولا".
وهو يحرض في ذلك بشكل مباشر على استغلال أجواء الحج الإيمانية في استنفار المسلمين وبثّ القلاقل خلال موسم الحج.
هل حج الخميني وخامنئي؟
ويأتي هذا وسط استمرار التساؤل حول؛ هل الخميني وخامنئي أديا فريضة الحج في مكة أم لا؟
ولم يتضح بعد أي تصريحات للاثنين حول قيامهما بأداء الحج، أو نفيهما لذلك؛ ما أطلق العنان لرواد الإنترنت ووسائل الإعلام للقول بأنهما لم يؤديا الحج، لعدم اعترافهما به، أو لأنهما يعتقدان أن ما يصفونه بالحج إلى كربلاء أعلى شأنا.
ورد بعض أتباع الخميني بأنه قام بالحج عام 1933، وهو ما لم يؤكد حتى الآن.
في حين برر آخرون أن الخميني وخامنئي لم يذهبا للحج لأنهما يخشيان أن يجدا سوء معاملة من السعودية.
الاستغلال المادي لأضرحة آل البيت
من ناحية أخرى، أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، أمس الثلاثاء، أن مقاولين إيرانيين سيبدأون مشروعا لتوسعة ضريحي الإمامين علي والحسين في العراق.
وجاء على لسان عضو لجنة العمران في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) سيد هادي بهادري إن عملية التوسعة قيد التنفيذ من قبل المقاولين الإيرانيين.
وتتخذ إيران من المتاجرة بالمشاعر الدينية تجاه آل البيت، والسيطرة على الأضرحة والمساجد المنسوبة إليهم في العراق وسوريا وغيرها من دول وسيلة للتربح الاقتصادي عبر شركات السياحة والمقاولات الإيرانية التي تحتكر إرسال واستقبال السياح والزوار لتلك الأماكن، كما تحتكر عمليات الترميم والبناء والتوسعة.