"لجنة الخميني".. ذراع إيران لاختراق الدول من بوابة الإغاثة
لجنة الخميني للإغاثة لها مكاتب في 7 دول، وتتعامل مع أكثر من 40 دولة حسبما ذكر الموقع الرسمي للجنة
لجأت إيران إلى استحداث عدد من المنظمات لتكون ستارا لأنشطتها المشبوهة، في العديد من دول العالم تحت شعار "العمل الخيري"، والتي تتضمن دعم الجماعات الإرهابية في هذه الدول أو زعزعة استقرار دول مجاورة.
كما تتضمن كذلك تجنيد إرهابيين لاستخدامهم في تحقيق أهداف طهران التوسعية، فضلا عن خلق أمامكن تكون بمثابة معسكرات مغلقة يجري فيها تدريب العناصر التخريبية سواء كانوا من أبناء تلك الدول أو من خارجها، ممن يدخلون تلك الدولة في صورة سائحين.
وتعد لجنة الخميني للإغاثة من أبرز المنظمات الإيرانية، التي تستخدمها طهران لتوزيع الأموال على أنصارها وعملائها تارة، ومن أجل غسل سمعتها الملوثة بالإرهاب والأحقاد تارة أخرى.. وتأسست اللجنة في شكلها الحالي بأمر مباشر من مرشد الثورة الإيرانية روح الله الخميني في مارس 1979م، أي بعد 22 يوما فقط من سقوط نظام الشاه، كمنظمة خيرية لتقديم الدعم للأسر الفقيرة، لكن وجودها الأول يعود إلى عام 1964، وفي ذلك الوقت كان الهدف من اللجنة المصغرة دعم أسر السجناء السياسيين.
الموقع الرسمي للجنة الخميني للإغاثة، التي تعرف أيضًا باسم لجنة إمداد الإمام الخميني، يحمل صورة للمرشد الحالي علي خامنئي، جالسا إلى جوار طاولة عليها صورة للخميني.
بحسب الموقع الرسمي للجنة، تتكفل الحكومة الإيرانية بجزء من مصادر تمويل هذه اللجنة، بالإضافة إلى أموال الخمس والزكاة، وصناديق التبرعات من جميع أنحاء إيران وعبر مكاتب اللجنة.
وللجنة مراكز في محافظات إيران كافة، ويمتد نشاطها إلى بلاد أخرى، منها باكستان والصومال وأفغانستان وفلسطين والبوسنة والهرسك وكوسوفو والشيشان وجزر القمر والعراق وطاجكستان وأذربيجان وسوريا ولبنان.
ووفقًا للموقع الرسمي للجنة، يعد المرشد الأعلى في إيران هو المشرف العام على نشاطات اللجنة، يليه ما يعرف باسم "الشورى المركزية".
تتكون الشورى المركزية من 5 أفراد، من بينهم رئيس الشورى، الذي يعتبر أيضًا ممثلاً للمرشد الأعلى، وتتولى إدارة شؤون اللجنة، ومتابعة نشاطها في الداخل والخارج، وتوجيه النشاطات، التي يقوم بها مسؤولو الشؤون الدولية للجنة.
وتنفيذيا رئيس اللجنة هو برويز فتاح، الذي عينه المرشد علي خامنئي مع أعضاء مجلس الإدارة، وهم: محسن كازروني، حسين أنواري، حميد رضا ترقي، مرتضى بختياري، سيد منصور برقعي، مرضية وحيد دستجردي عام 2015.
وبحسب الموقع، فإن اللجنة تقدم مساعدات مالية أو عينية، وتهتم بتأسيس مراكز تعليمية فنية ومهنية توفر دورات تدريبية مدتها 3 أشهر ومساعدة الطلاب في إكمال دراستهم، وإطلاق مخيمات صيفية ورحلات ترفيهية للأطفال، والأيتام منهم على وجه التحديد للدول المذكورة سابقًا.
وتتوغل اللجنة في هذه البلاد من خلال هذه النشاطات ضمن برامج ثقافية تبشيرية، تسعى أيضًا وفقًا لمخطط زمني محدد، وبرنامج مرسوم سلفا للتوسع في دول أخرى.
وتنتشر لجنة الخميني في البلاد التي تضم تجمعات شيعية، أو في البلاد المنعزلة عن التأثير العربي لتنفيذ مخططها. ولذلك كان من الطبيعي أن تجد عدة فروع لهذه اللجنة في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
ووفقا لما ذكره الموقع الرسمي للجنة تم تأسيس مكتب في لبنان عام 1987، سهل فيما بعد مهمة التعامل بين حزب الله وإيران تحت عباءة الإمدادات والإغاثة.
في حين أنشأت مكتبًا لها في العراق عام 2004، وفي سوريا أوائل 2011، بينما افتتحت مكتبين في أفغانستان، أحدهما في كابل عام 1992، والآخر في مدينة مزار شريف 1993، وفي طاجيكستان عام 1994، وفي أذربيجان عام 1993، وفي جزر القمر عام 2008
في فلسطين، قررت إيران الدخول في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، وبشكل خاص بعد أن سيطرت حركة حماس على القطاع بانقلاب عام 2007.
وتتعاون اللجنة مع جمعية دار الهدى لرعاية الأطفال والخدمات الاجتماعية والصحية المقربة من حركة حماس، تحت لافتة دعم مخيمات صيفية للأطفال الأيتام وأبناء الأسرى، لجذب الأطفال منذ صغرهم لإيران، بالإضافة إلى تقديم أموال ومساعدات عينية لمن دمرت منازلهم نتيجة الحروب الإسرائيلية، من أجل إعادة توجيه مواقفهم إزاء إيران واستعدائهم على محيطهم العربي.
في الصومال وبسبب الحرب الأهلية الجارية هناك، توغلت إيران عن طريق إمدادات لجنة الخميني للإغاثة، حيث 3 أرباع السكان تحت خط الفقر، فافتتحت اللجنة مكتبها في العاصمة الصومالية مقديشو رسميا في شهر نوفمبر 2011، وهو المعروف بـ "عام المجاعة الكبرى"، فيما يؤكد البعض أن نشاطها السري كان قبل ذلك بوقت طويل.
وبعد وقت قصير أنشأت اللجنة مدرسة خاصة للتعليم الحرفي للبنات في منطقة حمروين، جنوب العاصمة مقديشو، وأقامت مخيمات تضم أكثر من 78 معلما، بحسب موقع اللجنة، يدرسون فيها أسس المذهب الشيعي، ويوزعون كتبا تتعلق بذلك باللغتين العربية والصومالية على الأطفال.
في دولة جزر القمر الواقعة بين مدغشقر وجنوب شرق إفريقيا، في المحيط الهندي، توغلت إيران خلال فترة تولي الرئيس عبد الله سامبي (2006-2011)، الذي درس في إيران، وتعتبر جزر القمر من أفقر 3 دول في العالم، فتسللت إيران عبر الأعمال الإنسانية وجمعيات الإغاثة لترسخ نفوذها، ويقع مقر اللجنة على الطريق الرئيس المؤدي للعاصمة موروني، ويرأسها الإيراني محمد جلالي.
وتحرص اللجنة على التواصل مع المدارس والمؤسسات الثقافية في الدولة والكتاتيب، وتنظيم الاحتفالات بالمناسبات الإيرانية، ومنها" ذكرى الثورة" ورفع لافتات وشعارات بمضامين مذهبية، مثل: " صلى الله على محمد وآله.. عجل الله فرجهم".
وفي مارس/آذار 2014 ذكر محمد محمدي، مساعد رئيس اللجنة في ذلك الوقت، أن اللجنة تتعاون مع أكثر من 40 دولة.