وول ستريت جورنال: السعودية تواجه إيران بتوطيد العلاقات مع العراق
السعودية تفتح معبرا حدوديا مغلق منذ عقود مع العراق ضمن جهود مكثفة لتحسين العلاقات مع بغداد لمكافحة النفوذ الإيراني بالمنطقة.
فتحتا السعودية والعراق معبر عرعر الحدودي بينهما في إشارة إلى دفع الرياض جانبا الخلافات مع بغداد وبذل جهود واسعة لتحسين العلاقات مع بغداد وتخفيف النفوذ الإيراني في العراق.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن السلطات السعودية توسع حضورها الدبلوماسي في العراق وتفتح رحلات جوية مباشرة مع بغداد، وتعيد فتح المعابر المغلقة منذ عقود على الحدود المحصنة بشدة بطول 600 ميل بين البلدين.
ونقلت الصحيفة تصريحا لوزير الدولة لشؤون دول الخليج العربي في السعودية ثامر السبهان أثناء تفقده لمعبر عرعر المعاد افتتاحه حديثا، قال فيه: "نشارك صلات اجتماعية وثقافية وتاريخية مع العراق.. أعتقد أننا ينبغي أن نتحرك أسرع (نحو التقارب)".
ويقدم تحول الدبلوماسية السعودية دفعة سياسية واقتصادية للحكومة العراقية التي تقود حربا ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في البلاد وتتحرك نحو إعادة البناء.
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن تحسين العلاقات جزء من الدفع نحو محاذاة العراق أكثر قليلا تجاه السعودية وتركيا لتخفيف قليلا من التأثير الإيراني في بغداد، وفقا لمسؤول أمريكي وصف الصداقة بين السعودية والعراق كأولوية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، مؤكداً "أن الأوان لم يفت بعد".
ويوفر نجاح التحالف الدولي بقيادة واشنطن في هزيمة وطرد تنظيم "داعش" الإرهابي من العراق فرصة لحلفاء التحالف، بينهم المملكة العربية السعودية، لكسب نفوذ في بغداد.
وفي هذا السياق، قال مبعوث الولايات المتحدة للتحالف الدولي بريت ماكجورك أثناء تفقده معبر عرعر مع السبهان، إن الولايات المتحدة ركزت خلال السنوات الثلاث الماضية ليس فقط على هزيمة "داعش" لكن على ما يأتي بعده كذلك، مضيفا في حديثه للمسؤولين السعوديين والعراقيين على المعبر: "سنفعل كل ما بوسعنا لدعم جهودكم".
وانحدرت العلاقات بين السعودية والعراق، وكذلك أغلقت المعابر بينهما عام 1990 بعد غزو الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت، والذي تبع انتهاء فترة حكمه سنوات من الحروب وزعزعة الاستقرار التي شهدتهما العراق بعد الغزو الأمريكي في 2003، استغلتها إيران للتغلغل في الحكومة العراقية بالمليشيات المسلحة والاقتصاد.
لكن القيادة السعودية الجديد تقود تحولا كبيرا في الدبلوماسية، والمثال على هذا هو الجهود المكثفة من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ونائبه محمد بن سلمان لمكافحة النفوذ الإيراني في المنطقة، بما في ذلك الحرب ضد الحوثيين الانقلابيين المدعومين من طهران في اليمن.
ومن جانبه، رحب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالثقل الموازن لإيران، إلا أن التقارب السعودي يأتي في وقت ينازع فيه العبادي منافسا سياسيا قريبا من طهران وهو رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، قبيل الانتخابات البرلمانية العام المقبل.
وتبدأ خلال الأسابيع المقبلة أول طلعات ضمن نحو 140 رحلة جوية تربط بغداد والرياض ومدن أخرى بالبلدين كل شهر، حسب تصريحات لمسؤولين سعوديين وعراقيين.
فضلا عن أن معبر عرعر الحدودي، الذي أعيد افتتاحه هذا الشهر للتجارة والمسافرين، جاء في وقت سيحتاج العراقيون للعبور من خلاله إلى أراضي المملكة خلال موسم الحج، بجانب أن المسؤولين وافقوا على فتح معبر آخر العام المقبل.
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg جزيرة ام اند امز