إيران تنتقل من تمزيق العراق إلى نهب "إعادة الإعمار"
بعد أن ساهمت في تمزيق العراق، بالطائفية تارة وبالإرهاب تارة أخرى، تسعى إيران إلى السطو على جهود إعادة الإعمار.. ماذا يقول الخبراء؟
عقب هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الموصل، تسعى حكومة بغداد إلى بدء إعادة إعمار البلاد بعد تدميرها على يد التنظيم، معتمدة في ذلك على ثروتها النفطية، حتى أمست مطمعا مرتين، مرة بسبب نفطها، ومرة بسبب فاتورة إعادة الإعمار لإحياء البلاد مرة أخرى.
- دبلوماسية "اليد الممدودة" بوصلة عربية تعيد العراق لحضنه الطبيعي
- قرقاش: استقبال مقتدى الصدر جزء من التواصل الخليجي مع العراق
وبعد أن عمدت إيران إلى تمزيق العراق، تارة باسم الإرهاب، وتارة أخرى باسم الطائفية، بدأت إيران في الكشف عن أنياب مطامعها عبر السعي إلى الاستحواذ على نصيب الأسد في جهود إعادة الأعمار، بهدف الاستمرار في الاستيلاء على ثروات العراق وتكريس الهيمنة الإيرانية على مصادر اتخاذ القرار هناك، بحسب محللين سياسيين تحدثوا لـ"العين".
وبعيد إعلان العراق عن تحرير الموصل من يد التنظيم، انهالت التصريحات الإيرانية المطالبة بدعم العراق في هذا الملف، حيث تحدث وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني محمد رضا نعمت زاده، عن استعداد بلاده إعادة إعمار مدينة الموصل العراقية وذلك خلال لقائه وفدا عراقيا في طهران الشهر الماضي.
وأكد نعمت زاده أن "العراق بحاجة إلى إعادة الإعمار والتطوير لا سيما في القطاعات الهندسية والبناء، وإيران مستعدة لدعم العراق في مجال إنشاء البنية التحتية، خاصة مد شبكات الماء والكهرباء وبناء الأرصفة البحرية والمنشآت العامة والترفيهية وغيرها".
ويرى الإعلامي الإيراني، بوبا عزيزي، أن إيران تحاول أن تحد من دور الدول العربية في المنطقة من خلال فرض سيطرتها ونفوذها على الأوضاع في بلاد مثل سوريا واليمن والعراق.
وأوضح عزيزي لـ"العين" من السويد، أن إيران تتوغل في المنطقة عبر دعم مليشيات طائفية ومن خلال دعم الجماعات المسلحة ضد السنة، فطهران هي من دعمت وقدمت الحشد الشعبي في العراق وتسعى إلى أن تهيمن على جهود إعادة إعمار الموصل.
وأعلنت العراق عن تطلعها في دعم الدول العربية لها في إعادة إعمار البلاد ومحاربة الإرهاب، في مشهد وصفه مراقبون بعودة بلاد الرافدين إلى الحضن العربي.
وزار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أحد أبرز القادة المؤثرين على الساحة العراقية، جدة في 30 يوليو الماضي، وبحث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، قبل نحو أسبوعين من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، زعيم التيار الصدري في قصر الشاطئ، الأحد.
وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، الاثنين، إن استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زعيم التيار الصدري، جزء من التواصل الخليجي مع العراق، فيما قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي قبل أيام إن حكومة بغداد تتطلع إلى دور مهم للأردن في إعادة إعمار العراق.
من جهته، قال الخبير في الشأن الإيراني، محمد المذحجي، إن النظام الإيراني يحاول أن يغطي على مشروعه التوسعي العابر للقارات من خلال اختلاق منافسة مسيطر عليها بين المحافظين والإصلاحيين، حتى يوحي للعالم بأنه يوجد جناح معتدل يريد الانفتاح على العالم والتعامل الإيجابي مع دول الإقليم بعيداً عن سياسة طهران الرئيسية أي تصدير الثورة.. بينما تنص مادة 154 من الدستور الإيراني على أن تصدير الثورة الإسلامية هي وظيفة وزارة الخارجية والحرس الثوري لإنقاذ «المستضعفين» من المستكبرين في أي نقطة من العالم خاصةً في الوطن العربي".
وأكد المذحجي، لـ"العين" من لندن: "وبعدما حصلت إيران على أكثر من 130 مليار دولار من أرصدتها المجمدة بفعل الاتفاق النووي، ها هي الآن تمول مشاريعها الصاروخية وذراعها الضاربة فيلق القدس من خلال هذه الأموال الطائلة، وتسعى للانتشار بقوة في البلاد العربية"، وتابع: "إيران لا تريد إعادة الإعمار لدعم العراق فالأمر سيساهم في تشغيل العمالة الإيرانية ومن ناحية أخرى ستبرم طهران اتفاقات للسيطرة على النفط فهي تسعى لامتصاص خيرات العراق".
بدورة اعتبر الدكتور وسام صباح، المحلل السياسي العراقي، أن إيران تسعى من زمن لاستنزاف خيرات العراق، مشيرا إلى أن حكومة طهران تمنح العراق مواد غذائية وتمد بعض الدول بالكهرباء، حتى تستمر في فرض سيطرتها على البلاد.
وأكد صباح في اتصال هاتفي لـ"العين"، أن التبادل التجاري بين إيران والعراق كبير، وتحاول إيران الاستيلاء على موارد العراق تحت ستار تقديم المساعدة، لكن مقتدى الصدر خلال زيارته الخليجية أكد على رفضه تدخلات إيران في العراق، وثمن عودة بلاد الرافدين إلى الحضن العربي مرة أخرى.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز