كورونا وموسم الحج.. السعودية تحاصر الجائحة للعام الثاني
في الوقت الذي منعت دول عديدة أنشطتها الدينية بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، حالت السعودية دون حرمان الحرم المكي من حجاج بيت الله.
وبفضل قرارات السعودية الحكيمة ورؤيتها الثاقبة، يقام موسم الحج للعام الثاني في ظل جائحة "كوفيد-19" وسط مجموعة من الإجراءات الوقائية المشددة، وتنجح المملكة في المعادلة الصعبة، وهي الحفاظ على أرواح الحجيج وعدم حرمان المسلمين من أداء خامس أركان الإسلام.
دأبت حكومة السعودية على إيلاء سلامة الحجاج وصحتهم وأمنهم عنايةً تامة، وقدمت كل التسهيلات اللازمة التي تيسر لضيوف الرحمن أداء مناسك الحج والعمرة بكل سهولة طوال السنين الماضية.
وخلال السنوات العشر الماضية فقط، شرفت المملكة العربية السعودية بخدمة ما يزيد على 150 مليون حاج، وتوفير كل احتياجاتهم بيسر وفي أجواء يملؤها الحب والود والاحترام.
ودفع الوباء، الذي تفشى في العالم مطلع 2020، حكومة المملكة لقصر الفريضة على عدد صغير واستحداث مجموعة من الإجراءات الصحية التي تتطابق مع القواعد العالمية لوأد العدوى وحماية الأرواح.
وبالمثل هذا العام، وضعت المملكة العربية السعودية مجموعة من الشروط والقواعد واتخذت عددا من الإجراءات للحيلولة دون إصابة الحجاج والحفاظ على سلامتهم.
"العين الإخبارية" تستعرض أهم القواعد التي فرضتها وزارة الحج والعمرة السعودية هذا العام بفعل استمرار الجائحة، والإجراءات التي استحدثتها بداية من العام الماضي على الشعيرة.
قواعد واشتراطات حج 2021
وضعت وزارة الحج والعمرة في السعودية مجموعة من القواعد التي يجب على الراغبين في أداء شعيرة الحج خلال عام 2021 اتباعها، في ظل ما يشهده العالم من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا المستجد وظهور تحورات جديدة له.
وتتضمن قرارات وزارة الحج والعمرة في السعودية، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) ما يلي:
- قصر إتاحة التسجيل للراغبين في أداء مناسك حج هذا العام للمواطنين والمقيمين داخل المملكة فقط بإجمالي 60 ألف حاج.
- قررت الوزارة أن تكون الأولوية للتسجيل لأداء الشعيرة لمن لم يحج خلال السنوات الخمس الماضية.
- اشترطت على المشاركين في أداء المناسك أن تكون الحالة الصحية لهم خالية من الأمراض المزمنة.
- أيضا اشترطت أن يكون الراغبون في أداء الشعيرة ضمن الفئات العمرية من 18 إلى 65 عاماً.
- الحصول على لقاح "كوفيد-19" وفق الآليات المتبعة في المملكة لفئات التحصين من الشروط الأساسية للموافقة على المشاركة في الشعيرة هذا العام، وتشمل الآليات المتبعة: (محصن، أو محصن أكمل جرعة واحدة وأمضى 14 يومًا، أو محصن متعافٍ من الإصابة).
- أطلقت المملكة مسارا إلكترونيا للحجاج بما يضمن أداء الشعائر في صحة وأمن وسلامة، ويطبق قاعدة التباعد الاجتماعي لحماية الأرواح من العدوى.
- اشترطت على الحجاج الالتزام بالضوابط التنظيمية والمعايير الصحية والمتطلبات الأمنية في جميع مراحل أداء الفريضة، واتباع جميع الإجراءات الاحترازية وتطبيقها أثناء تأدية الحاج للمناسك.
إجراءات مستجدة في الحرم لتجنب عدوى كورونا
شهد موسم الحج العام الماضي استحداث العديد من الإجراءات لتجنب التقاط العدوى الفيروسية، إذ استعدت المملكة للشعيرة المهمة التي ينتظرها المسلمون في كل بقاع الأرض من العام للعام بعدد من القواعد التنظيمية والصحية.
وشارك نحو 10 آلاف مقيم في الحج خلال العام الماضي مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم في 2019، جرى اختيارهم وفق شروط صحية معينة بعدما خيّم شبح فيروس كورونا المستجد على جميع الدول وحصد أرواح الملايين.
موسم الحج غير المسبوق شهد بعضا من الاستعدادات سواء داخل الحرم المكي أو خارجه، منها:
- الخضوع لحجر صحي قبل أداء المناسك.
- تحديد أبواب للدخول إلى الحرم وأخرى للخروج.
- توفير كاميرات حرارية وفرق طبية تقيس درجة الحرارة عند المداخل، لفحص الحجاج والتأكد من سلامتهم.
- إعطاء الحجاج ملابس خاصة يرتدونها أثناء المناسك مزوّدة بتكنولوجيا تساعد على قتل البكتيريا.
- ارتداء الكمامات شرط لجميع الموجودين داخل الحرم، سواء حجيج أو ضباط أمن أو منظمون للحدث المهم.
- إلزام الحجاج باتباع إجراءات الوقاية مثل التباعد الاجتماعي خلال كل مراحل أداء الشعيرة.
- التنظيف المستمر للحرم وتعقيم المكان بفواصل زمنية قصيرة.
- تركيب فواصل لفرض التباعد بين الحجاج.
- منع الحجاج من لمس الكعبة أو الاقتراب منها ووضع فاصل، لمنع الازدحام أمام الكعبة أو الحجر الأسود وبالتالي إتاحة فرصة لتناقل العدوى.
- الطواف وفق جدولة تفويج الحجاج حول صحن الطواف بما يضمن تقليل الازدحام، مع وضع مسارات واضحة على أرض الحرم لضمان مسافة آمنة، ودخول منى ومزدلفة وعرفات.
- خلال رمي الجمرات، جرى تحديد عدد الذين سيرمون الجمرات في كل دور بـ50 حاجا، زُودوا بحصوات معقمة مسبقا، تم وضعها بأكياس مغلقة من قبل الجهة المنظمة.