الكشف عن هوية طيار "مجزرة الكيماوي" السورية
الطيار، الذي يعتقد أنه أسقط قنابل غاز السارين على مدينة خان شيخون وقتل 87 شخصا على الأقل نفذ هجوما كيماويا سابقا
كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الطيار، الذي يعتقد أنه أسقط (قنابل) غاز السارين على مدينة "خان شيخون" بمحافظة أدلب السورية، والتي أسفرت عن مقتل 87 شخصًا على الأقل، هو العميد محمد حاصوري، وهو طيار سوري مخضرم، نفذ هجومًا كيماويًا سابقًا.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الإثنين: إن حاصورى، وهو قائد سرب من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام بشار الأسد، تلقى تهنئة من رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري العماد علي عبد الله أيوب، على "تدمير مخازن أسلحة القاعدة فى خان شيخون"، في هجوم الثلاثاء الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن فارس الشهابي النائب في البرلمان السوري عن حلب، والعضو البارز في نظام الأسد، شارك صورة للرجلين على حسابه بموقع "تويتر".
ووفقا للصحيفة، تصر سوريا وروسيا على أن الوفيات في خان شيخون جراء التعرض لغاز السارين ناجمة عن استهداف قنبلة تقليدية مستودعا لقوات المعارضة المسلحة يحتوي على أسلحة كيماوية، وهو ما فنده خبراء يقولون إن أي مخزونات من السارين سوف يتم تدميرها بدلا من إطلاقها، حال حدوث مثل هذه الغارات.
كما أفاد شهود في الموقع أن الحفرة، التي خلفتها القذيفة تقع فى منتصف الطريق، وأن المخازن لا تظهر أية علامات على أنه تم استخدامها لتخزين الأسلحة الكيماوية.
وفي تغريدته، حدد الشهابي اسم الطيار بأنه الجنرال هيثم حاصوري، لكن أحمد رحال، وهو عميد سابق بالقوات الجوية السورية، قال لصحيفة "التايمز" إنه من المحتمل أن يكون قد أعطي اسما أول كاذبا في محاولة لإخفاء هويته.
وأكد رحال، أن الرجل في الصورة هو محمد حاصوري، عماد ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ 50، وهو علوي، ينتمي للطائفة الشيعية، التي يتقلد أعضاؤها أعلى المناصب في نظام الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن مسقط رأس حاصوري بمدينة تلكلخ بالقرب من الحدود اللبنانية، حيث كان يدور قتال عنيف بين قوات المعارضة المسلحة والنظام في بداية النزاع السوري.
وأكد المراقبون الذين يراقبون اتصالات سلاح الجو التابع للنظام السوري لتحذير الناس من التفجيرات لصحيفة "التايمز" أن هجوم "خان شيخون" نفذه طيار يدعى محمد حاصوري.
وفي تسجيلات لأحاديث اللاسلكي، اكتشف مراقب عرف نفسه فقط باسم "حسام"، طائرة مقاتلة طراز "سوخوي 22" تقلع من قاعدة الشعيرات الجوية في الساعة 06:26 صباحًا، يعرف الطيار نفسه بأنه "القدس 1".
وأشار حسام وهو يستمع، للأحاديث: "الرياح ساكنة، وهذه الطائرة الحربية لا تقلع في هذا الوقت ما لم يتم تحميلها بشيء خطير، مواد سامة"، مضيفا: "القدس 1، يا رفاق لديه مواد كيمياوية، لديه مواد كيمياوية، وهو نفس الطيار الذي أسقط المواد الكيمياوية في اللطامنة (قرية شمالي سوريا)"، وبعد 12 دقيقة، أسقط "القدس 1" الصاروخ على خان شيخون.
وفي 30 مارس/ أذار الماضي، استهدفت "اللطامنة"، التي تبعد 15 ميلا (24 كم) من خان شيخون، بصاروخ مملوء بما يظهر أنه مادة كيماوية، ما أسفر عن إصابة نحو 70 شخصًا، على الرغم من أن أيا منهم لم يقتل، وقال الأطباء إن الضحايا كانوا يعانون من تشنجات و"رغاوي" في الفم.
من جانبه، قال هاميش دى بريتون جوردون القائد السابق لوحدة الأسلحة الكيماوية التابعة للجيش البريطاني: إن أى طيار يسقط قذائف كيماوية يتطلب تدريبًا خاصًا، وستعرف طبيعة المهمة التي ينفذها.. يجب إسقاط القنبلة عكس اتجاه الريح من الهدف، حتى لا يحلق خلال التلوث".
وأضاف: "أنت بحاجة إلى أجواء مناسبة، ليس حارًّا للغاية وإلا يتبخر الغاز بسرعة كبيرة، والرياح الخفيفة فقط وإلا فإنه سوف يتشتت ويفقد سميته، أنا متأكد من أن الطيار كان سيعرف".
وكان العماد أيوب التقى العميد حاصوري، خلال جولته في قاعدة "الشعيرات" الجوية، يوم الجمعة، بعد أن استهدفتها صواريخ أمريكية، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل.
وذكرت تقارير أن الطائرات تنطلق من القاعدة مجددًا على الرغم من أنها تعرضت للقصف بـ59 صاروخًا طراز "توماهوك"، حيث حذرت الولايات المتحدة روسيا من الغارة.
واستمر القصف في خان شيخون نهاية الأسبوع، حيث قتلت امرأة وابنها الصغير يوم السبت، وقتل أكثر من 20 شخصا في غارات على بلدة أورم الجوز بريف إدلب القريبة، وهناك أيضا تقارير عن هجمات بغاز الكلور على "اللطامنة".
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg جزيرة ام اند امز