"أسماء" تبدد خوف المصريات من ركوب الدراجات
الشابة أسماء راشد تقول لبوابة "العين" الإخبارية إن حلمها هو شراء عجلة لكل فتاة تتمنى ممارسة هذه الهواية
تبدد خوفهن، وتزيدهن ثقة في أنفسهم، وقدرة على مواجهة أفكار مغلوطة في المجتمع، حتى أنهن أصبحن يستطعن مواجهة تعليقات المارة ممن يستغربن فعلهن... هكذا تفعل قيادة الدرجات مع الفتيات اللواتي يتدربن عليها في شوارع العاصمة المصرية القاهرة، بعدما فتحت الشابة أسماء راشد المجال لهن، عبر مشروعها "عجلة بينك".
وأسماء لا تحب أن تطلق على تجربتها، مصطلح "مشروع"، بقدر ما تسميه "حلم"، والذي عبرت عنه بقولها: "حلمي أشتري عجلة لكل فتاة تتمنى ممارسة هذه الهواية.. الموضوع 80% منه إحساس خوف لو تجاوزت الفتيات هذا الإحساس ستنجح في قيادة درجاتها".
ترفض أسماء طرح سؤال عن دوافع الفتيات لقيادة الدرجات ويرتبط الأمر في ذهنها بفكرة المنع والمعارضة التي يمارسها البعض على ذواتهن، فتقول لـ"العين" الإخبارية: "المسألة ليست حرباً لنسأل لماذا تركب الفتيات عجلاً.. أنا أريد عمل شيء ليس خطأ فلماذا إذاً تمنعني؟!".
تروي الفتاة العشرينية قصة حلمها: "عجلة بينك" بدأت عندما طلبت مني صديقاتي تعليمهن قيادة الدرجات، خاصة أنني أهوى قيادتها منذ الصغر، ولم يكن لدي أي عائق في المكان الذي أعيش فيه، بل على العكس كنت أذهب إلى المدرسة بالدراجة، وعندما جئت للقاهرة، تعايشت فترة ثم فكرت لماذا لا أعود لركوب دراجتي.
تتابع أسماء: "بدأت بصديقاتي ثم أصدقاء أصدقائي وكنت متخيلة أن الأمر سيقتصر على سباق درجات، لكن اكتشفت أن هناك أشخاصاً لا يعرفون قيادة الدراجات، ومن هنا بدأ الحلم، وأصبحت كل فتاة تحضر لي صديقاتها".
تصف صعوبة الأمر في بدايته على الفتيات: "80% يكون هناك إحساس خوف لدى الفتاة التي لو تجاوزت الأمر ستتمكن بسهولة من القيادة.. البنات في مصر عندهم ضغط كبير ويستطيعون من خلال قيادة الدرجات أن يروحوا عن أنفسهم، ويكونوا سعداء.
لم تخف أسماء من الفشل، حيث بدأت حلمها بدراجتها الخاصة، ونجح الأمر ولقي إقبالاً كبيراً، بحسب قولها، رغم مخاوف بعضهن من النزول بسبب المضايقات، وهو ما دائماً ترد عليه: "مضايقات الشارع أثناء ممارسة تلك الهواية لن تكون أكثر من المضايقات العادية التي نتعرض لها.. الجمل تختلف والمضايقات واحدة... وكل هذا وهم".
تضع أسماء حلاً سريعًا للمضايقات، كسرعتها في تعليم الفتيات ركوب الدرجات في ساعتين، قائلة: "يمكننا كسر أي خوف بداخلنا.. نركب الدراجة في صورة مجموعات.. وأي تعليق أو تربص سيكون ضعيفاً حينها.. الموضوع أبسط مما نتخيل".
بينما تشجع أسماء كل صديقة جديدة تتعلم ركوب الدراجات عبر لوحة رمزية مكتوب عليها "رخصة قيادة عجل" مدون عليها اسم الصديقة وصورتها، تقول لأخريات لم يتشجعن بعد على ركوب الدراجة: "اشتري عجلة وانزلي من بكرة.. لو ليكي بنات انزلي معهم هتتشجعي وتنزلي لوحدك بعد كده.. ولو مش بتعرفي تعالي أعلمك".
وعبر صفحة أسماء على موقع "فيس بوك" تعطي أمثلة بفتيات تعلمن ركوب العجل، رغم انشغالهن بأمور حياتية كأطفالهن، وكان من بينهن الفتاة "آسيل" التي لم يمنعها حبها وشغفها للعجل من ركوبه، وهي حامل في الشهر السابع، وبصحبة ابنها الأول أيضاً.