أمريكا اللاتينية.. هل بدأ "المد الوردي" الجديد؟
هل تعود البرازيل لـ"المد الوردي" اليساري بأمريكا الجنوبية بعد أن خاض رئيسها المنتخب معركة ضارية ضد سلفه لينهي أكثر حكومة يمينية؟
طبقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية، استخدم مصطلح "المد الوردي"، للمرة الأولى، لوصف موجة من الحكومات اليسارية غير الثورية في الغالب والتي استولت على السلطة بشتى أنحاء أمريكا اللاتينية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في رفض جماعي للتقشف الليبرالي الجديد.
لكن لم تصمد الحركة، كما تنبأ الاسم. وبعد عقد من الزمن، أطاحت العديد من تلك الدول بقاداتها اليساريين وانتخبت حكومات محافظة.
لكن يبدو أن الوضع يتغير مجددا، فهل بدأ "المد الوردي الجديد"؟
غير مؤكد
الإجابة على الأرجح لا. قبل عشرين عاما، عندما تم انتخاب قادة مثل هوغو تشافيز في فنزويلا ولولا في البرازيل، بأغلبية هائلة، قدموا تعهدات أيديولوجية لاقت صداها لدى الناخبين. لكن يبدو أن رفض الرئيس الحالي هو ما يقود هذا التحول.
ويعتبر فوز لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الأحد، مثالا على ذلك. ومن بعيد، فقد يبدو نجاحه تخبطا كبيرا لليسار من قبل أكبر دولة بالمنطقة، التي تضم نصف الأمريكيين الجنوبيين.
لكن كاد التصويت أن يثبت عكس ذلك، حيث أدلى ما يقرب من نصف الناخبين، أي ما يقدر بنحو 58 مليون نسمة، لزعيم محافظ متشدد دفع لصالح ملكية السلاح، وضد الإجهاض، ومؤيد قوي للمشروعات الزراعية. وعلاوة على ذلك، انتخب العديد من نفس أولئك الناخبين أعضاء الكونغرس اليمينيين، الذين سيحدون من قدرة لولا على الحكم راديكاليا.
لذلك، وبدلًا من تغيير يميني-يساري بحت، يبدو أن ما يحدث في أمريكا اللاتينية هو اتجاه رافض ملحوظ، ضد الحكومات التي تكافح مع اقتصاداتها بعد الجائحة.
ويعتبر جايير بولسونارو الزعيم الخامس عشر على التوالي في أمريكا اللاتينية الذي تتم الإطاحة به في انتخابات حرة بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة. والحكومات اليسارية التي ظهرت منذ ذلك الحين مختلفة في الواقع عن بعضها البعض.
اختلاف
"هناك حكومات استبدادية في نيكاراجوا وفنزويلا، وهناك شعبوية يسارية في المكسيك، وحكومات ضعيفة نسبيا في تشيلي وكولومبيا والأرجنتين"، هكذا لخص جيلهيرمي كاساريز أستاذ العلوم السياسية الوضع المتقلب.
وبذلك، ستكون هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تتفق عليها الحكومات اليسارية في أمريكا اللاتينية، والتي ستغير ديناميكيات المنطقة خلال السنوات المقبلة، وأحد الأمثلة هي فنزويلا.
في عام 2019، اتحد العديد من القادة المحافظين في أمريكا اللاتينية معا واتفقوا على عدم الاعتراف بنيكولاس مادورو رئيسا شرعيا للبلد – على أساس أنه سرق الانتخابات عام 2018. والآن، أعاد الجميع تقريبا العلاقات مع كراكاس، ويدفعون بأنه يجب على الولايات المتحدة تطبيع العلاقات.
وربما يكون هناك ضغط مشابه من القادة، من بينهم لولا، لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتخفيف العقوبات على كوبا أيضا.
لكن حلم "المد الوردي" الأصلي لاتحاد أمريكا اللاتينية، حيث تعمل جميع الحكومات معا لتحقيق هدف مشترك، سيظل على الأرجح صعب المنال. وعندما يأتي موعد الجولة الجديدة للانتخابات، قد يتغير كل شيء مجددا.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز