آخرهم بيولي.. مدربون أحرجوا إدارات أنديتهم
ستيفانو بيولي مدرب ميلان كان آخر المدربين الذين تسببوا في حالة من الإحراج لإدارات أنديتهم من خلال النتائج الإيجابية رغم أنباء الرحيل.
لا تحلم إدارات الأندية بأكثر من أن ينجح لاعبوها ومدربوها في تحقيق الانتصارات والبطولات، لكن في بعض الأحيان تتخذ تلك الإدارات خطوات مسبقة عند عدم قناعتها بقدرات مدربيها، وهو ما قد يتسبب في إحراجها حال تحقيق هؤلاء المدربين للانتصارات.
إدارة نادي ميلان الإيطالي كانت أحدث الذين تعرضوا لهذا الموقف، بسبب المدرب ستيفانو بيولي، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل للتعاقد مع الألماني رالف رانجنيك بدلا منه.
الأنباء التي توالت حول اقتراب المدرب الألماني من قيادة ميلان، أعقبتها سلسلة من النتائج الهائلة التي حققها الفريق خلال الشهر الماضي، بعد عودة منافسات الدوري الإيطالي، عقب فترة من التوقف بسبب فيروس كورونا.
نادي ميلان أذعن لتلك النتائج، وقرر التراجع عن التعاقد مع رانجنيك، وتجديد عقد بيولي لمدة عامين مقبلين، عقب الفوز على ساسولو 2-1، مساء الثلاثاء، في الجولة الـ34 من الدوري الإيطالي.
هاينكس في بايرن ميونيخ
نادي ميلان لم يكن الأول الذي يتعرض لهذا الموقف، ففي يناير/كانون الثاني من عام 2013، أعلنت إدارة بايرن ميونيخ بشكل مفاجىء عن التعاقد مع الإسباني بيب جوارديولا لتولي تدريب الفريق خلفاً ليوب هاينكس مدرب الفريق وقتها.
رغم أن موسم هاينكس الأول مع بايرن لم يشهد التتويج بأي بطولة في 2011-2012، إلا أنه قاد الفريق لنهائي كأس ألمانيا ونهائي دوري أبطال أوروبا بإقصاء ريال مدريد الإسباني، وكذا الحصول على المركز الثاني في الدوري.
قرار الإدارة المفاجىء بإقصاء هاينكس مثل دافعاً للمدرب العجوز ليثبت إمكانياته من جديد للإدارة، حيث نجح في التتويج بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا في موسم بايرن التاريخي 2012-2013.
بايرن لم يسبق له في تاريخه لا قبل ولا بعد 2013 التتويج بثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال، مما وضع ضغطاً كبيراً على الإدارة وعلى بيب جوارديولا في فترة ولايته للفريق من 2013 إلى 2016.
دي ماتيو في تشيلسي
في مارس/آذار 2012، أعلنت إدارة تشيلسي الإنجليزي تعيين روبرتو دي ماتيو كمدرب مؤقت للفريق خلفاً للبرتغالي أندريه فيلاش بواش الذي أقيل من منصبه لسوء النتائج.
إدارة تشيلسي لم يكن لها قناعة بدي ماتيو، ولم تكن تنوي إبقاءه إلا لنهاية الموسم فقط بحسب ما كشفت عنه الصحافة الإنجليزية في ذلك الحين، لكن لم يكن هناك بد من التجديد له بعد إنجاز الحصول على دوري أبطال أوروبا.
دي ماتيو أبهر أوروبا بأكملها حين حقق لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ "البلوز" بإقصاء برشلونة الإسباني في عصره الذهبي تحت قيادة بيب جوارديولا في نصف النهائي بنتيجة 3-2، ثم الفوز على بايرن ميونيخ في النهائي على ملعب أليانز أرينا بركلات الترجيح، بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
بالإضافة لذلك، أضاف دي ماتيو لقب كأس الاتحاد الإنجليزي إلى خزائن تشيلسي، عقب الفوز على ليفربول في المباراة النهائية بنتيجة 2-1.
نجاحات دي ماتيو أجبرت الإدارة على منحه الفرصة في موسم 2012-2013، لكن مالك النادي رومان أبراموفيتش وجد فرصته في إقالة المدرب الإيطالي بسبب سوء النتائج، وتحديداً عقب الخسارة 0-3 من يوفنتوس الإيطالي في دور المجموعات.
فابيو كابيلو في ريال مدريد
فابيو كابيلو، المدرب الإيطالي الشهير، مثلت تجربته مع ريال مدريد الإسباني خير دليل على أن الإدارات يمكنها أن تشعر بالحرج بسبب إنجازات مدرب على خلاف معها.
في فترة ولايته الأولى لريال مدريد، في موسم 1996-1997، قاد كابيلو "الميرينجي" للقب الدوري الإسباني، بفضل الثلاثي الهجومي دافور سوكر وبريدراج مياتوفيتش وراؤول جونزاليس، لكن العيب الذي وجدته الإدارة في المدرب هو أفكاره وأسلوبه الدفاعي.
ورغم تحقيق لقب "الليجا"، إلا أن لورينزو سانس، رئيس الريال الراحل، لم يعجبه أسلوب اللعب الدفاعي للريال، وسار في دربه الجمهور والصحافة الإسبانية، مما جعله يطيح بالمدرب الإيطالي في نهاية الموسم.
وبعد 10 سنوات، تولى كابيلو تدريب الريال مجددا في 2006-2007، وحقق معه "الليجا" مرة أخرى بعد غياب 4 سنوات، لكن نفس الانتقادات وُجهت للمدرب من جديد، خاصة بعدما قرر الإطاحة بالنجوم مثل ديفيد بيكهام والبرازيلي رونالدو بسبب اللياقة البدنية والتراجع في المستوى، والدخول في خلاف مع أنطونيو كاسانو.
ورغم التتويج بلقب "الليجا"، إلا أن الخلافات مع نجوم الريال جعلت الإدارة للمرة الثانية تقرر الإطاحة به، رغم إحراجه لها بإنجازاته.
رانييري في تشيلسي
كان الإيطالي كلاوديو رانيري اللبنة الأولى في تحويل تشيلسي من فريق في وسط الجدول إلى أحد عمالقة الدوري الإنجليزي، عقب قدومه للفريق في 2000 وحتى 2004.
رانييري كان مدرب "البلوز" عند شراء رومان أبراموفيتش للنادي في 2003، وتم منحه ميزانية واسعة لإبرام التعاقدات في الموسم الأول للإدارة الجديدة في 2003-2004، والذي كان الأخير لرانييري مع الفريق.
الصحافة الإنجليزية كشفت وقتها عن أن أبراموفيتش قد قابل السويدي سفين جوران إريكسون، مدرب المنتخب الإنجليزي وقتها، لإقناعه بتدريب تشيلسي، وهو ما نفته الإدارة بشكل واضح.
لكن إدارة رجل الأعمال الروسي كان قد قررت الإطاحة برانييري بالفعل، والاستعانة بالبرتغالي جوزيه مورينيو بدلا منه في الموسم التالي.
رد المدرب الإيطالي كان داخل الملعب، فقاد الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في التاريخ، وحصل على المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز خلف أرسنال، كأفضل مركز للفريق منذ 49 عاماً.