مملكة القراصنة تسلب 6.9 مليار دولار في أمريكا.. الجريمة الكاملة
أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن إجمالي الأموال المفقودة ارتفعت بسبب الجرائم الإلكترونية بنسبة 64% لتصل قيمتها إلى 6.9 مليار دولار.
وأضاف مكتب التحقيقات الأمريكي في تقريره السنوي عن جرائم الإنترنت عدد شكاوى الجرائم الإلكترونية ارتفع بنسبة 7% في عام 2021 ليصل إلى 847376 شكوى بحسب ما ذكر موقع مجلة فوربس على الإنترنت.
وسلط التقرير الضوء على الاتصالات عن بعد والاجتماعات الافتراضية، وكيف أنها تترك الشركات والأفراد عرضة لهجمات القرصنة من قبل المحتالين.
تنوع أساليب السرقة الإلكترونية
وسرق مجرمو الإنترنت 2.4 مليار دولار من خلال اختراق حسابات بريد إلكتروني تابعة لشركات، والتي غالبًا ما تستخدم لتنفيذ تحويلات مصرفية خلسة، و1.46 مليار دولار من خلال عمليات الاحتيال الاستثمارية، التي غالبًا ما تنطوي على فرص استثمارية مزيفة في العملات المشفرة، و956 مليون دولار من خلال اللعب على الثقة والرومانسية، حيث يتظاهر المحتال كشريك رومانسي محتمل قبل المطالبة بالمال لعلاج حالة طوارئ مزعومة.
أدى ارتفاع العمل عن بُعد والاجتماعات الافتراضية إلى زيادة في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، وتضمنت إحدى التقنيات الجديدة قيام المحتالين بدعوة موظفي شركات إلى اجتماع افتراضي ثم استخدام صوت مصطنع مزيف لصوت مسؤول تنفيذي للطلب من الموظفين تحويل الأموال إلى حساب احتيالي، وفقًا للتقرير.
ويستعمل المحتالون بشكل متزايد معاملات العملة المشفرة التي يصعب تتبعها والتي تتيحها أجهزة الصراف الآلي المتوافقة مع التشفير، ويصفها مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنها تفتقد الرقابة الناظمة وتقدم معاملات فورية لا رجعة فيها.
الفئة الأكثر عرضة للاحتيال
ويقول مكتب التحقيقات الفيدرالي إن كبار السن هم أكثر عرضة للمحتالين لأنهم غالبًا ما يثقون بالناس نسبيًا ولديهم المال، فخسروا أكثر بكثير بسبب الجريمة الإلكترونية من الأشخاص الأصغر سنًا.
وقدم الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عامًا وأكثر بـ92371 شكوى في عام 2021 وأبلغوا عن خسارة 1.68 مليار دولار، في حين أفاد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 29 عامًا بـ69390 شكوى لكنهم أبلغوا عن خسارة 431 مليون دولار فقط.
نسب الجريمة الإلكترونية في الولايات المتحدة
تعتبر كاليفورنيا أكثر ولاية عرضة للجريمة السيبرانية، وموقع الحوادث البارزة بما في ذلك انتهاك حسابات المشاهير المصرفية بملايين الدولارات، وكانت الأكثر تضررًا في عام 2021، حيث أبلغت 67095 ضحية عن خسائر بقيمة 1.23 مليار دولار، تليها ولاية تكساس، حيث أبلغت 41148 ضحية عن خسائر بقيمة 606 مليون دولار، ونيويورك، حيث أبلغت 29065 ضحية عن خسائر بقيمة 560 مليون دولار.
زادت جميع مقاييس الجريمة السيبرانية تقريبًا بشكل كبير منذ عام 2017، حيث زادت الأموال المفقودة بنسبة 393% وزاد العدد الإجمالي للشكاوى بنسبة 191%، في حين أن تقارير التصيد الاحتيالي، التي يرسل فيها المحتال بريدًا إلكترونيًا يتظاهر فيه بتمثيل شركة ذات سمعة طيبة من أجل خداع الضحية وجعلها تكشف عن كلمات المرور أو غيرها من المعلومات، قد ارتفعت بنسبة 1178%.
مع تقدم تدابير مكافحة الاحتيال، انتقل المحتالون من مجرد تزوير البريد الإلكتروني إلى مخططات الهندسة الاجتماعية المتطورة، متظاهرين كممثلين لخدمة العملاء ومسؤولين عن إنفاذ القانون وحتى أفراد أسر الضحايا للوصول إلى حسابات الضحايا أو للحث على تحويل الأموال إلى حسابات احتيالية.
يعمل فريق استرداد الأصول التابع لمركز الشكاوى المتعلقة بجرائم الإنترنت لمكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي تم إنشاؤه في عام 2018، كصلة وصل بين سلطات إنفاذ القانون والبنوك، والتحقيق في استراتيجيات الجرائم الإلكترونية الناشئة ومحاولة التجميد السريع للأموال المرسلة عن طريق الاحتيال إلى الحسابات الموجودة في الولايات المتحدة.
ومنذ إنشائه، نجح الفريق في تجميد 328 مليون دولار، أو حوالي 74%، من إجمالي 443 مليون دولار تم تحويلها أثناء 1726 حادثة احتيال، كما أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي.
تطبيقات شائعة تسهم في السرقة
وأثرت انتهاكات البيانات الشخصية المبلغ عنها على 51829 شخصًا في عام 2021، بزيادة 14% عن العام السابق، على الرغم من أن تسريبات البيانات الشخصية لم يتم تحريضها دائمًا من قبل المحتالين، إذ وجد تحقيق أجراه موقع أخبار الأمن السيبراني CyberNews أن العديد من مستخدمي Android تسربت معلوماتهم الشخصية والمالية بسبب عيوب أمنية غير مقصودة في التطبيقات الشائعة.
بلغ عدد ضحايا الجرائم الإلكترونية الذين قدموا تقارير إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة 46501، مقارنة بـعدد 303949 ضحية في المملكة المتحدة، و25002 ضحية في جميع البلدان الأخرى مجتمعة.
أبلغت ولاية "مين" عن خسائر بقيمة 7.26 مليون دولار فقط، أقلها في أي ولاية، تليها ويست فيرجينيا بخسائر بقيمة 9.45 مليون دولار، وفيرمونت بخسائر بقيمة 9.83 مليون دولار. كانت ولاية داكوتا الشمالية موطنًا لـ 670 ضحية فقط من ضحايا الجرائم الإلكترونية، تليها ولاية فيرمونت مع 715 ضحية، ووايومنغ مع 735 ضحية. غير أن ساموا الأميركية، وهي إقليم يبلغ عدد سكانه حوالي 46336 نسمة، أبلغت عن أدنى عدد من أي ولاية أو إقليم تابع للولايات المتحدة، حيث تكبدت 25 ضحية خسائر بلغت 177533 دولارًا.
وفي عام 2021، تلقى مكتب التحقيقات الفيدرالي تقارير أقل بنسبة 49% عن الابتزاز عبر الإنترنت و 24% تقارير أقل عن عمليات احتيال مرتبطة بعدم الدفع/عدم التسليم عبر الإنترنت.