نصف طائرة ونصف زورق.. وحش البحر الروسي "المنسي"
"وحش" يجمع بين الطائرة والزورق، يطفو فوق الماء ويطير في السماء، قدر له أن يلعب دورا في حرب مع واشنطن، لكن الصدأ أكل عليه وشرب.
يعرف هذا المشروع باسم "وحش البحر الروسي Ekranoplan"، جزء منه سفينة وجزء طائرة، صنع خصيصا للاستخدام العسكري في الحرب الباردة، لكن تم وقف البرنامج بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991.
- الجاسوسة الروسية.. بائعة سلاح كادت تنهي حياة زيلينسكي
- يلتف 180 درجة.. "الشبح" الروسية تناور الرادار بجيل خامس من الصواريخ
وكانت المركبة الاستثنائية التي يبلغ وزنها 380 طنًا "تطفو" فوق البحر، وتقطع مسافة تصل إلى 340 ميلاً في الساعة مدعومة بثمانية محركات توربوفان توجد على أجنحتها القصيرة.
ورغم القصص الروسية الاستثنائية عن إمكانية المركبة، إلا أن "المنظمة البحرية الدولية تصنفها على أنها سفينة".
ووفق تقرير سابق لشبكة "سي إن إن"، فإن "هذه المركبة تستمد قدراتها الفريدة عالية السرعة من حقيقة أنها تتحرك فوق سطح الماء، دون أن تلمسه في أغلب الأحيان، على ارتفاع يتراوح بين متر واحد و5 أمتار (3 إلى 16 قدمًا).
وتستفيد هذه المركبة بهذه الحركة، من مبدأ الديناميكا الهوائية المسمى "تأثير الأرض".
وتجمع المركبة الروسية بين السرعة والتخفي، وقربها من سطح البحر أثناء الطيران، يجعل من الصعب اكتشافها بواسطة الرادار، وهو ما جذب انتباه الجيش السوفياتي خلال مرحلة الحرب الباردة.
وأدى انتشار هذه المركبة على مساحة المياه الشاسعة بين الاتحاد السوفياتي وإيران، إلى حصولها على لقب "وحش بحر قزوين".
كانت هذه الآلة الهائلة قادرة على الإقلاع والهبوط في ظروف عاصفة، بموجات تصل إلى مترين ونصف المتر. كما كانت مهمتها الأساسية هي تنفيذ هجمات انطلاقا من البحر، باستخدام 6 صواريخ مضادة للسفن تحملها في أنابيب إطلاق موضوعة في الجزء العلوي من بدنها.
ورغم ثورية المشروع، إلا أن مركبة واحدة مسلحة من هذا النوع اكتمل تصنيعها وتجريبها ودخلت الخدمة في الجيش السوفياتي في عام 1987، فيما كانت هناك مركبة ثانية غير مسلحة ومخصصة لمهام الإنقاذ والإمداد، في حالة متقدمة من اكتمال التصنيع عندما تم إلغاء البرنامج بأكمله في أوائل التسعينيات.
وسحبت المركبة المسلحة الوحيدة من الخدمة بعد إلغاء البرنامج في ظروف غامضة، دون أن تقوم بأي عمل عسكري، رغم التقارير عن وجودها في منطقة بحر قزوين قبل وقف خدمتها.
لكن في عام 2020 قامت هذه المركبة برحلة أخيرة، بعد أن ظلت مخزنة لـ3 عقود، واستغرق الأمر 14 ساعة لأسطول مكون من ثلاث قاطرات وسفينة مرافقة تقوم بالمناورة ببطء على طول شواطئ بحر قزوين، لإيصال المركبة الغريبة بأمان إلى وجهتها الأخيرة، بالقرب من مدينة ديربنت القديمة، في داغستان الروسية.
وكان الهدف من ذلك "تحويل المركبة غريبة الأطوار إلى مكان جذب سياحي في المنطقة".
ومن المقرر أن تصبح المركبة أهم عنصر في "باتريوت بارك" المخطط لها في ديربنت، وهو متحف عسكري ومنتزه ترفيهي سيعرض أنواعًا مختلفة من المعدات العسكرية السوفياتية والروسية.
الغريب أن تحويل المركبة إلى مزار سياحي يأتي في وقت يعود فيه مفهوم ما يعرف بـ"المركبة الأرضية" إلى الواجهة مجددا في عدد من الدول.
إذ يعمل المطورون في سنغافورة والولايات المتحدة والصين على مشاريع مختلفة تهدف إلى إعادة مثل هذه المركبة إلى الحياة، لكن من أجل أغراض سلمية، وفق "سي إن إن".
aXA6IDE4LjExNi40My4xMDkg جزيرة ام اند امز