ظاهرة نادرة.. «الكوكب الأحمر» يختفي من سماء الأرض
في ظاهرة فلكية فريدة، اختفى كوكب المريخ من سماء الأرض يوم السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، على أن يستمر في التخفي لمدة أسبوعين.
وقد يعتقد البعض أن اختفاء المريخ، الملقب بـ"الكوكب الأحمر"، دراماتيكيا يثير الذعر لكنه في الحقيقة ليس كذلك، لأن ما حدث نتيجة ظاهرة علمية تعرف باسم "الاقتران".
و"الاقتران" هي الفترة التي تحجب فيها الشمس المريخ والأرض بعضهما عن بعض، وهذا الحدث تشهده الأرض والمريخ كل عامين أرضيين
وذكر موقع In the Sky أن كلا من المريخ والشمس سيكونان في كوكبة الميزان، لذا سيكون "الكوكب الأحمر" غير قابل للرصد لعدة أسابيع حيث يغطيه وهج نجمنا.
وفي أثناء الاقتران الشمسي، سيكون الكوكبان الثالث والرابع من الشمس (المريخ والأرض على التوالي) ، في أقصى مسافة بينهما.
وعادة ما تكون المسافة بين المريخ والأرض نحو 140 مليون ميل (225 مليون كيلومتر)، لكن خلال الاقتران الشمسي سيتم الفصل بين الأرض والمريخ بنحو 235 مليون ميل، أي أكثر من ضعفي ونصف متوسط المسافة بين كوكبنا والشمس.
وذكر موقع "سبيس" أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة يظهر المريخ من الجانب الواسع للشمس وسيكون مرئيا لفترات أطول فأطول في السماء قبل الفجر.
وأضاف أنه في غضون عام تقريبا سيصل إلى نقطة "التقابل"، وفي ذلك الوقت سيكون المريخ مرئيا معظم الليل فوق الأرض.
وفي أثناء الاقتران الشمسي، سيفقد العلماء على الأرض الاتصال بمهام المريخ الآلية، كما تتوقف المركبات الجوالة عن العمل، ويتم إيقاف مروحية "إنجنيويتي"، ولن ترسل المركبات الفضائية البيانات إلى الأرض.
ووفقا للموقع، يحدث ذلك لمنع احتمالية أن تتداخل الجسيمات المشحونة من الشمس مع عمليات الروبوتات أو المركبات الفضائية وتضيع بعض المعلومات.
وقالت وكالة ناسا، في بيان بشأن الظاهرة: "تؤجل الوكالة إرسال الأوامر إلى أسطولها المريخي لمدة أسبوعين، في الفترة من 11 إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني، بينما تكون الأرض والكوكب الأحمر على جانبين متقابلين من الشمس".
وأضاف البيان: "تتوقف المهام مؤقتا لأن الغاز الساخن المتأين المنبعث من هالة الشمس يمكن أن يفسد إشارات الراديو المرسلة من الأرض إلى مركبة المريخ الفضائية التابعة لناسا، ما يؤدي إلى سلوكيات غير متوقعة".