علوم وفضاء
خبراء يكشفون لـ"العين الإخبارية": هل تستحق مهمة الدفاع الكوكبي إنفاق 330 مليون دولار؟
انتقد مهتمون بالشأن الفلكي تعليقات وصفت مهمة الدفاع الكوكبي التي نفذتها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، بأنها "إنفاق ترفيهي" لا فائدة منه، في وقت يعاني فيه العالم من أزمات اقتصادية.
وبلغت تكلفة التجربة التي نفذتها "ناسا" لاختبار إمكانية تغيير مدار الكويكب "ديمورفوس"، عند طريق الاصطدام به بواسطة مركبة إعادة توجيه الكويكب المزدوج (دارت)، حوالي 330 مليون دولار.
ويقول محمد شوكت عودة، رئيس مركز الفلك الدولي بالإمارات لـ"العين الإخبارية": "حماية الأرض من أي خطر مستقبلي تستحق إنفاق هذا المبلغ وأكثر".
ويضيف: "صحيح أنه لا يوجد كويكبات حاليا في مسار تصادم مع الأرض، ولكن إمكانية العثور على كويكبات تهدد الأرض، يظل احتمالا قائما، ولذلك، لا بد من الاستعداد بأدوات لمواجهة هذا الخطر".
ولا يوجد في التاريخ الحديث حوادث اصطدام خطيرة، ولكن بعض الحوادث البسيطة للغاية تسببت في خسائر كبيرة، جعلت هناك تخوف من أن حادث تتوفر فيه عوامل الخطر، قد يسبب خسائر مادية وبشرية ضخمة، كما يوضح عودة.
ومن الحوداث البسيطة التي يشير إليها عودة كانت انفجار نيزك في روسيا قبل خمس سنوات، ورغم أنه لم يصل للأرض وانفجر في الهواء، لكنه تسبب في خسائر مادية بمنطقة الانفجار.
كما يوجد انفجار "تونجوسكا" عام 1908 بالقرب من نهر تونغوسكا في بودكامينايا بروسيا، أيضا، والذي حدث في منطقة غير مأهولة بالسكان، ولا يزال سبب هذا الانفجار غامضا، ويعد أحد أكبر ألغاز القرن العشرين، ومن الفرضيات التي تقدم لتفسير هذا الانفجار أنه نتج عن مذنب أو طبق طائر غامض كان على ارتفاع 10 كيلومترات من الأرض.
ويتفق مع الرأي السابق، ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة في السعودية، والذي قال لـ"العين الإخبارية" إنه "خلال العقود الأخيرة، أدرك علماء الفلك إمكانية اصطدام الكويكبات بالأرض، وهذا هو احتمال حقيقي للغاية، ولذلك من المهم لكوكب يضم 7.6 مليار إنسان أن يتم فهم التهديد المحتمل للكويكبات وأن يتم تعقبها ومناقشة ما يمكن أن نفعله إذا كان كويكب ما في مسار اصطدام قبل بضع سنوات من ذلك الحدث".
ويوضح أنه تم إنشاء نظام مراقبة أوتوماتيكي يقوم دائما بمسح أحدث بيانات للكويكبات بحثا عن إمكانية حدوث اصطدامات مستقبلية بالأرض خلال 100 سنة قادمة، وكجزء من استراتيجية الدفاع الكوكبي لوكالة ناسا، فإن تجربة اصطدام المركبة الفضائية (دارت) مع الكويكب (ديمورفوس) توضح تقنية جديدة قابلة للتطبيق لحماية كوكبنا إذا تم اكتشاف كويكب أو مذنب في مسار اصطدام مؤكد بالأرض، ما يعني بأن هذه التجربة ذات فائدة حقيقية للبشرية جمعاء، وكأن الخيال العلمي يتحول إلى حقيقة".
وأضاف: "كل تجربه تخدم البشرية وتحافظ على سلامة كوكبنا تستحق إنفاق الأموال، ونجاح تجربة ناسا سيوفر إضافة مهمة لحماية كوكبنا من أي إصطدام مدمر لكويكب، وهذا يوضح أننا لم نعد عاجزين عن منع هذا النوع من الكوارث الطبيعية".