شظايا البلاستيك تصل لأمعاء الكائنات البحرية في قاع المحيطات

باحثون وجدوا في دراسة نُشرت بدورية "رويال سوسيتي" حالات ابتلاع كائنات بحرية تعيش في أعمق خنادق المحيطات، لشظايا البلاستيك.

كشفت دراسة بريطانية حديثة عن أن الكائنات التي تعيش في أعمق أماكن بالعالم، تحتوي في أمعائها على شظايا بلاستيكية، في مفاجأة لم يكن يتوقعها الباحثون.

• علماء يستعدون لاستكشاف أعمق نقطة في قاع المحيطات

ويتم إنتاج أكثر من 300 مليون طن من البلاستيك سنوياً، وهناك ما لا يقل عن 5 تريليونات قطعة بلاستيكية تطفو في المحيطات، وكانت معظم الدراسات حول تلوث البلاستيك قريبة من السطح، ولكن المفاجئة أن الأعماق تتأثر أيضا.

ووجد الباحثون في الدراسة التي نشرتها دورية "رويال سوسيتي" في 27 فبراير/شباط الماضي، حالات ابتلاع كائنات بحرية تعيش في 6 من أعمق خنادق المحيطات في العالم، لشظايا البلاستيك.

وخنادق المحيطات بمثابة منخفضات سطحية توجد في قاع المحيط، وأشهرها في المحيط الهادي، وشملت الدراسة 6 منها، مثل: خندق ماريانا، شرق الفلبين، وخندق بيرو-تشيلي في جنوب شرق المحيط الهادئ على بعد نحو 15000 كيلومتر "9300 ميل" من خندق اليابان.

وخلال الدراسة، فحص الفريق البحثي 90 من الكائنات البحرية، أشهرها الجمبري، وقاموا بتشريح 65 منها، وكان 72% منها يحتوي على جسيمات دقيقة بلاستيكية واحدة على الأقل، ووصلت النسبة في بعض الأماكن إلى 100٪، كما في خندق ماريانا، شرق الفلبين.

وتوصل الفريق البحثي إلى أن أغلب الألياف البلاستيكية التي عُثر عليها في أمعاء الكائنات البحرية كان مصدرها أقمشة الملابس مثل النايلون، وكشفت التحليلات عن أن عمرها كان عدة سنوات.

وعن كيفية وصول شظايا البلاستيك إلى الأعماق، قال الدكتور توماس لينلي من جامعة نيوكاسل، والباحث الرئيسي في الدراسة لـ"العين الإخبارية": "بكل بساطة يتم تحطيم البلاستيك العائم على السطح ميكانيكيا، ومن خلال ضوء الأشعة فوق البنفسجية يصبح صغيراً بما يكفي لإغراقه، وبمجرد أن يغرق، يتجمع في المنخفضات الموجودة في قاع البحر، مثل خنادق أعماق البحار".

وأضاف أن ذلك يعني أنه لا يوجد مكان في العالم لا يتأثر بالإنسان، وكانت مثل هذه الأماكن العميقة غائبة عن الاهتمام، وتعد هذه الدراسة رائدة في هذا الاتجاه.

وعن حلول تلك المشكلة، أوضح توماس لينلي: "لم نكن ندرك أبعاد المشكلة، واليوم أصبحنا ندركها.. خطوتنا الأولى يجب أن تكون هي الحد من دخول البلاستيك إلى البحر ومحاولة فهم الآثار التي يحدثها على الكائنات الحية".