ركوب الحافلات بـ"النفايات البلاستيكية" في إندونيسيا
ركوب حافلة لمدة ساعة مع توقف متكرّر يتكلف 3 زجاجات كبيرة أو 5 زجاجات متوسطة الحجم أو 10 أكواب بلاستيكية
تعد إندونيسيا ثاني أكبر ملوث بحري في العالم بعد الصين، وقد تعهدت بخفض نسبة النفايات البلاستيكية في مياهها بنحو 70% بحلول 2025 من خلال تعزيز إعادة التدوير وزيادة الوعي العام والحد من استخدام تلك المواد.
وشهدت خطة وضعتها مدينة سورابايا، التي يبلغ عدد سكانها 2.9 مليون نسمة، لمكافحة النفايات البلاستيكية، إذ أصبح يسافر نحو 16 ألف شخص مجانا كل أسبوع بعد استبدال نفاياتهم ببطاقات لركوب الحافلات.
ويصطف عشرات الأشخاص حاملين أكياسا مليئة بالزجاجات البلاستيكية والأكواب القابلة للرمي في محطة حافلات مزدحمة في المدينة، لاستبدالها بتذاكر سفر.
ويكلّف ركوب حافلة لمدة ساعة مع توقف متكرّر 3 زجاجات كبيرة أو 5 زجاجات متوسطة الحجم أو 10 أكواب بلاستيكية، لكن قبل عملية التبادل، يجب أن تنظف وأن تكون غير مسحوقة.
ويضم أسطول الحافلات حاليا 20 حافلة جديدة تحتوي كل منها على صناديق لإعادة التدوير، ويجول في ممراتها مسؤولو التذاكر لجمع أي زجاجات متبقية.
وتقول السلطات إن ما يقرب من 6 أطنان من القمامة البلاستيكية تجمع من الركاب كل شهر قبل بيعها بالمزاد لشركات متخصصة في إعادة التدوير.
ويقول أحد مسؤولي خدمات النقل في سورابايا فرانكي يوانوس إن هذا البرنامج لا يهدف فقط إلى خفض نسبة النفايات، لكن أيضا إلى معالجة مشكلة الازدحام المروري عن طريق تشجيع الناس على استخدام وسائل النقل العام.
ويشير إلى أنه "كانت هناك استجابة جيدة من السكان"، مضيفا: "الدفع بالمنتجات البلاستيكية هو من بين الأشياء التي جعلت الناس متحمّسين، لأنه حتى الآن كانت تعد النفايات البلاستيكية عديمة الفائدة".
وتذكر فرانسيسكا نوجراهيبي ( 48 عاما): "هذا حل ذكي جدا، فبدلا من أن يتخلص السكان من الزجاجات البلاستيكية، فهم يجمعونها ويحضرونها إلى هنا لاستبدالها ببطاقات سفر مجانية".
وتحاول مناطق أخرى في إندونيسيا معالجة هذه المشكلة أيضا، وتحظر بالي بشكل تدريجي استعمال الأكياس البلاستيكية المعدة للاستخدام الواحد لتخليص هذه الجزيرة الشهيرة من النفايات التي تخنق مجاريها المائية، فيما تدرس السلطات في العاصمة جاكرتا قانونا مشابها لتخليص المدينة من أكياس التسوق البلاستيكية.
وتتخذ الحكومات في أنحاء العالم بشكل متزايد تدابير للحد من التهديد الذي يشكله البلاستيك المعد للاستخدام الواحد على البيئة.
فقد حذّر تقرير صادر عن مؤسسة إلين ماكآرثر في 2016 من أنه في 2050 ستكون في البحار نفايات بلاستيكية أكثر من الأسماك، وقدر أن 8 ملايين طن من البلاستيك تدخل المحيطات سنويا.