شروط للتمثيل وأخرى للتعديل.. كيف يمكن للاعبين تغيير منتخباتهم؟
في الماضي كان يمكن للاعب دافع عن قميص منتخب ما أن يفكر في تغيير ذلك القميص والاتجاه لتمثيل دولة أخرى بكل سهولة، لكن الأمر اختلف الآن.
وتثار مسألة تغيير اللاعبين للمنتخبات الوطنية من حين إلى آخر، بين لاعبين ذي أصول عربية وأفريقية وأحياناً أوروبية، يفاضلون بين منتخباتهم الأصلية التي ولدوا فيها، وبلاد أخرى أكثر تقدما من الناحية الكروية، يحملون جنسيتها بالطبع أيضا لسبب ما كانتماء الأم أو الأب لها.
ويمكن للاعب تغيير منتخب بلد لعب له على صعيد منتخبات الناشئين بسهولة في الفترة الحالية وفق شروط، لكن في الماضي البعيد وتحديداً في الخمسينيات والستينيات كان الأمر أكثر سهولة، حال أراد اللاعب فعل ذلك، حتى لو لعب لأحد المنتخبات على صعيد الكبار (المنتخب الأول)، وحتى لو كان ذلك في مباريات رسمية.
أكثر من منتخب
في اجتماع مجلس الفيفا "كونجرس" في سبتمبر/ أيلول الماضي، تم لأول مرة السماح للاعب بتمثيل أكثر من منتخب لكن وفقاً لشروط محددة.
وبحسب التوصيات الجديدة فإن اللاعب يمكنه تمثيل منتخب جديد غير المنتخب الذي مثله من قبل ما دام لم يلعب للأخير أكثر من 3 مباريات رسمية، ولم تتجاوز سنه الـ21 عاماً.
وتنص اللوائح أيضاً على أن المشاركة في البطولات الكبرى، مثل كأس البطولات القارية للمنتخبات، أو كأس العالم، ولو للقاء واحد تمنع أن اللاعب من تغيير منتخب بلاده، على عكس التصفيات.
ومن الحالات المثيرة للجدل في هذا الشأن حالة جمال موسيالا لاعب بايرن ميونخ الألماني، الذي فضل تمثيل ألمانيا على إنجلترا.
ولعب موسيالا خلال فترة الشباب في منتخبات إنجلترا تحت 15 و16 و17 و21 سنة، بينما لعب لألمانيا في فريق 16 فقط، لكن اللاعب قرر في 24 فبراير/ شباط الماضي تمثيل الماكينات بشكل رسمي على صعيد المنتخب الأول.
ولكن يمكن للاعب المولود في شتوتجارت تغيير رأيه حتى لو لعب مع الماكينات في لقاءات تصفيات كأس العالم الثلاث في مارس/ آذار الحالي ضد أيسلندا ورومانيا ومقدونيا الشمالية، فهو لم يتم الـ21 عاماً من جانب، وستكون المباريات الثلاث لو شارك فيها هي الحد الأقصى.
لكن على مدار التاريخ الكروي، هناك أكثر من اسم عانوا من حيرة اختيار المنتخب الوطني، بينهم دييجو كوستا مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني السابق، والذي فضل منتخب إسبانيا على البرازيل.
بينما فضل خوسيه ماوري تمثيل الأرجنتين على إيطاليا، فيما اختار سيرجينو ديست لاعب برشلونة الإسباني تمثيل أمريكا بدلاً من هولندا، الدولة التي ولد فيها، فيما فضل ريان شرقي نجم ليون الفرنسي تمثيل بلد مولده فرنسا على الجزائر.
ضوابط معينة
لكن هذا لا يعني أن أي لاعب يمكنه تمثيل أي منتخب ما، فهذا الأمر له ضوابط هو الآخر، وضعها الاتحاد الدولي في عام 2004 بعدما وجد اتجاها من عدة منتخبات مثل توجو وقطر لتجنيس بعض اللاعبين للاستفادة منهم.
وبحسب المادة الخامسة فقرة 1 من لوائح الفيفا، فإن انتقال اللاعب لتمثيل منتخب ما يجب أن تتوافر فيه عدة شروط، أولها أن يكون مولودا في الدولة التابع لها اتحاد الكرة الذي سيمثله، أو أن يكون والده أو والدته مولودين بهذه الدولة.
والارتباط الثالث يكون بميلاد الجد أو الجدة في نفس البلد، أو أن يكون قد عاش 5 سنوات متواصلة على الأقل بعد الوصول لسن 18 سنة في ذلك البلد.
وعلى مدار تاريخ كرة القدم هناك أسماء قليلة التي مثلت أكثر من منتخب وطني.
فألفريدو دي ستيفانو أسطورة ريال مدريد لعب للأرجنتين ثم كولومبيا ثم إسبانيا، بينما زميله الأخر في الميرينجي فرينك بوشكاش الذي قاد المجر لنهائي كأس العالم 1954، لعب لإسبانيا.
جوزيه ألتافيني لعب مع البرازيل في كأس العالم 1958، ومع إيطاليا في 1962، بينما نجم برشلونة السابق لازلو كوبالا لعب لتشيكسلوفاكيا والمجر وإسبانيا، فيما دافع رايميندو أورسي عن ألوان الأرجنتين وإيطاليا.
لويس مونتي نجم يوفنتوس في ثلاثينيات القرن الماضي كان الوحيد الذي لعب نهائي كأس العالم بقميص منتخبين مختلفيين، فحقق المركز الثاني في 1930 مع الأرجنتين، وتوج باللقب في 1934 مع إيطاليا.
لاعب ريال مدريد السابق خوسيه سانات ماريا لعب لأوروجواي ثم إسبانيا، بينما لعب ألبرتو سبنسير للإكوادور وأوروجواي، وباولينيو ألكانتارا لمنتخبي الفلبين وإسبانيا.
وهناك حالات أخرى للاعبين تغيرت منتخباتهم بسبب تغير الحدود، مثل من لعب لألمانيا الشرقية ثم ألمانيا الاتحادية أو الاتحاد السوفييتي وأوكرانيا أو يوغوسلافيا وكرواتيا.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA= جزيرة ام اند امز