3 لاعبين أحبتهم الجماهير رغم الكوارث
تتأثر طبيعة العلاقة بين الجمهور ولاعب كرة القدم بما يقدمه الأخير في أرض الملعب، فيصير نجما محبوبا إذا تألق، أو مغضوبا عليه إذا أخفق.
وفي بعض الحالات النادرة، نجح عدد من اللاعبين في خطف إعجاب الجماهير رغم أنهم لم يقدموا ما يشفع لهم داخل الملعب، لكن لظروف وأسباب أخرى أصبحوا أبطالا ومحبوبين في نظر المشجعين.
العين الرياضية تستعرض عددا من هؤلاء اللاعبين خلال السطور المقبلة.
ألفارو أربيلوا
من الناحية الفنية لا يمكن تصنيف الإسباني ألفارو أربيلوا من بين أفضل الأظهرة في تاريخ كرة القدم، لكن على الرغم من ذلك فإن له مكانة خاصة لدى جماهير ريال مدريد.
أربيلوا نشأ في أكاديمية النادي الإسباني، وفي 2006 انتقل إلى مواطنه ديبورتيفو لاكورونيا، ومنه إلى ليفربول الإنجليزي في العام التالي، ثم عاد إلى قلعة "سانتياجو برنابيو" في 2009.
اشتهر أربيلوا مع ريال مدريد بهفواته الدفاعية الكارثية فضلا عن مساهمته الهجومية الفقيرة، لكنه استحوذ على قلوب المشجعين بتصريحاته المدافعة عن النادي ضد أي انتقاد من أي جهة كانت، وخلال فترته مع الفريق دخل في سجالات إعلامية مع الإسباني جيرارد بيكيه، مدافع الغريم برشلونة.
حظي أربيلوا بوداع أسطوري من جمهور ريال مدريد في مباراته الأخيرة مع الفريق، والتي كانت ضد فالنسيا على ملعب "سانتياجو برنابيو" في مايو/ أيار 2016، واستمر بعد ذلك موسما واحدا في الملاعب مع وست هام يونايتد، ثم اعتزل ليسدل الستار على مسيرة امتدت قرابة 16 عاما.
جو هارت
بعد خروجه من حسابات مانشستر سيتي الإنجليزي عقب وصول المدرب الإسباني بيب جوارديولا في 2016، خاض الحارس المخضرم رحلة شاقة تنقل خلالها بين عدة أندية داخل إنجلترا وخارجها، بدأها بالانتقال على سبيل الإعارة إلى تورينو الإيطالي.
هارت، الذي أصبح أول حارس إنجليزي يلعب في الدوري الإيطالي، أصبح معشوق جماهير "التورو" منذ وصوله إلى المدينة الواقعة في شمال إيطاليا، وقبل حتى أن يلعب أي مباراة.
الحارس الذي كان يبلغ من العمر 30 عاما وقتها ارتكب أخطاء كارثية تسببت في خسارة تورينو العديد من النقاط في الدوري الإيطالي، حتى إن النقاد في إيطاليا وإنجلترا اعتبروا مانشستر سيتي محظوظا بالتخلي عنه، على عكس "التورو".
لكن كل الأخطاء التي ارتكبها هارت لم تؤثر في حب الجماهير له، التي كانت تراه لاعبا معارا سيرحل خلال فترة قصيرة، كما أنها تعاطفت معه في الوقت الذي بدأ يفقد فيه بريقه، بعدما كان يصنف كواحد من حراس الصفوة في العالم.
بعد ذلك عاد هارت إلى إنجلترا من بوابة وست هام يونايتد على سبيل الإعارة، ثم اشتراه بيرنلي مقابل 3.9 مليون يورو، قبل أن ينتقل في أغسطس/آب الماضي إلى توتنهام، ناديه الحالي، في صفقة مجانية، لتصبح تجربته مع تورينو هي الوحيدة له خارج الدوري الإنجليزي.
إدجار ديفيدز
يصنف نجم الوسط الهولندي السابق كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، نظرا لما قدمه مع عدة أندية أوروبية كبيرة مثل أياكس الهولندي وميلان وإنتر ويوفنتوس الإيطالية وبرشلونة الإسباني، وهو ما كوّن له رصيدا كبيرا لدى جمهور بارنيت الإنجليزي، محطته الأخيرة في الملاعب.
ديفيدز انضم إلى بارنيت في 2012 كلاعب ومدرب، وكان وقتها الفريق في دوري الدرجة الرابعة الإنجليزي "ليج تو".
اتسمت فترة ديفيدز مع بارنيت بالغرابة في كل تفاصيلها، حيث كان يرتدي القميص رقم "1" الذي يرتديه عادة حراس المرمى، وكان يلعب بخشونة مفرطة تسببت في طرده في أكثر من مرة، كما أنه لم يكن يسافر مع الفريق لخوض مباريات في أماكن بعيدة تتطلب مبيته خارج منزله.
ديفيدز قاد بارنيت للهبوط إلى الدرجة الخامسة، واستمرت سلسلة النتائج السلبية في موسمه الثاني ليقرر الرحيل في يناير/كانون الثاني 2014، ليعتزل اللعب والتدريب في آن واحد.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن جماهير بارنيت كانت تحب فكرة وجود لاعب متوج بدوري أبطال أوروبا في فريقها، كما أنه على الرغم من تواضع مستواه الفني سواء كلاعب أو مدرب، إلا أنه قدم عدة لفتات طيبة تجاه المشجعين، منها قيامه بنقل بعضهم في حافلة الفريق بعد تعطل سيارتهم عقب إحدى المباريات.