رئيس بيت الشعر بالشارقة لـ"العين": الشاعر يلم الشمل ولا يتدخل في الصراعات
"العين" في حوار مع الشاعر محمد البريكي حول بيوت الشعر، وملتقى الشارقة للشعر العربي، ودور الشعر في ظل الانقسامات والصراعات في المنطقة العربية.
"بيت الشعر هو فضاء لكل الشعراء والمثقفين، هو المظلة التي يجتمع تحتها حركة الشعر العربي، من خلاله ننطلق بالفعاليات المتواصلة وفي مقدمتها ملتقى الشارقة للشعر العربي الذي يفتح الأبواب أمام أجيال شعرية مختلفة" بتلك الكلمات بدأ رئيس "بيت الشعر" في الشارقة، الشاعر محمد البريكي حديثه "للعين"، الذي فتح من خلاله الكثير من الملفات الخاصة بقضايا الشعر العربي في زمن العولمة.
عندما سألته عن حال شعرائنا العرب في تلك الظروف التي تمر بها منطقتنا العربية أجابني بثبات وتحدٍ وبلا تردد: الشعر سيبقى ديوان العرب، حيث يثبت دوماً أنه القادر على التماس والتفاعل مع قضايا الإنسان الوجودية، والتعبير عنها وملامستها بعبارات مكثفة ومختزلة، ربما لا تتوافر هذه القدرة في كثير من الأشكال الأدبية والفنية الأخرى، لافتاً إلى أن الشعر قد تجلى بشكل لافت في التعبير عن كثير من قضايا الأمة المصيرية، وهو كذلك المرافق للعاطفة وأنيس القمر وعشاقه، فبالقصيدة والوردة تستطيع أن تملك العواطف وتأسر القلوب.
- وهل لازال للورود مكاناً في ظل ما تمر به منطقتنا العربية؟
بابتسامة هادئة أجابني: دائماً ما يحمل الشاعر غصناً من الزيتون، هو من يتمكن من معالجة الأمور والقضايا الإنسانية بلغة أدبية معبرة، ليست وظيفته الدخول في صراعات لا دخل له بها، فهو من يدعو إلى لم الشمل والوحدة في ظل الانقسام وهذا ما نحتاجه في هذه الأيام التي تمر بها منطقتنا العربية.
-انتقل بمجرى الحديث معك إلى انطلاق بيوت الشعر في الوطن العربي، وكيفية تفاعل أهل الشعر في البلدان العربية معها؟
- البداية الحقيقية من عند مبادرة الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة التي أسست لانطلاق بيوت الشعر من أقصى الشرق العربي إلى أقصاه المغربي، تلك البيوت التي تسعى إلى التكامل مع الفعاليات الثقافية في كل بلد، وساهمت كثيراً في تنشيط الحركة الشعرية والنقدية، والاهتمام بديوان العرب والطباعة والنشر وتحفيز الشعراء الشباب وفتح منبر يليق بإبداعهم، وما لمسته من خلال الفعاليات الكثيرة التي نظمها بيت الشعر العربي، والتي أتاحت لنا فرصة لقاء العديد من الشعراء من مختلف البلدان العربية. إنهم يرون أن انطلاقتهم من الشارقة إضافة كبيرة وعلامة فارقة، والمتابع للمشهد الشعري العربي وواقع المهرجانات يجد أن ملتقى الشعر العربي له حضور خاص ومختلف، فهو إحدى مفردات مشروع الشارقة الثقافي الشامل الذي تقدمه للمنطقة العربية، لذا نحن حريصون دائماً على أن يستضيف الملتقى شعراء من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وشعراء من دول عربية عدة، بالإضافة إلى أننا ننظم من خلاله خلال أمسيات شعرية وجلسات نقدية. وبهذا الشكل نستطيع القول إن ملتقى الشارقة للشعر العربي يساهم في الحفاظ على المرتكزات الأساسية للشعر ورعاية الموروث الشعري، مما يساعد على مد الساحة الشعرية بإنتاج أدبي شعري وفير وغزير ومتخصص.
- وماذا عن حال الشعر العربي في ظل ثورة الاتصالات والتكنولوجيا حالياً؟
لا يمكن للشعر أن يكون في مواجهة أو أن يدخل حالة من حالات التصدي لما يطلق عليه ثورة العلم، لأننا لسنا بصدد الدخول في حرب مع التكنولوجيا بل بالعكس، يستطيع الشاعر التكيف مع كل هذه الظروف، لأن الشعر العربي في الأساس ما هو إلا انشاد وهو موجود في كل مكان حتى إن البعض يربط وصول الشعر للناس بالمطبوعات ودوواين الشعر. هنا أقول لا ليس هذا شرطاً، بالعكس لدينا أصوات موهوبة وليس لديها أي مطبوعات، ولكنها استطاعت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن تكتسب شهرة عربية واسعة، لذا أقول انني لست قلقاً على مستقبل الشعر العربي، فهو أكبر وأقوى من كل التحديات.