بالصور.. طعام "سفيربليفسكا" الدافئ يواسي المهاجرين في بولندا "الباردة"
في خطوة إنسانية مفعمة بالحنان، تتخذ ليلا سفيربليفسكا من طعامها الدافئ، وسيلة لمواساة المهاجرين في غابات بولندا الباردة.
وتسعى سفيربليفسكا؛ وهي من أقلية التتار المسلمة في شرق بولندا، دوما أن يشعر المهاجرون في بلدها وكأنهم في منازلهم. ولذلك فإنها تطهو الآن من أجلهم في مطبخ مطعمها الذي افتتحته في بياويستوك قبل عام.
وتشحن السيدة سفيربليفسكا، وجبات من كرات لحم الديك الرومي في صلصة الجزر والدجاج مع الفاصوليا الخضراء، في برطمانات معقمة محكمة الغلق، إلى منظمات خيرية ذاهبة إلى غابات بولندا لمساعدة المهاجرين الذين عبروا الحدود من بيلاروسيا.
وتقطعت السبل بمئات تُركوا في تلك الغابات لأسابيع. وتقول منظمات إنسانية إن ما لا يقل عن 13 مهاجرا لقوا حتفهم عند الحدود حيث يعاني كثيرون من البرد الشديد ونقص الطعام والماء.
وحول ما تفعله نقلت وكالة "رويترز" عن سفيربليفسكا، ردها بالقول: "كان علي أن أسأل نفسي، ماذا كنت لأفعل في موقف كهذا؟ هل كان أحد سيساعدني؟ لأنني لا أعلم يقينا أنني لن أكون في مثل هذا الموقف غدا أو خلال بضع سنوات".
وتنحدر أقلية التتار في بولندا، التي تنتمي إليها سفيربليفسكا، من محاربين كافأهم الملوك البولنديون بأراض لحمايتهم الحدود الشرقية للبلاد، قبل مئات السنين، ويقدم المنتمون إليها الطعام للمهاجرين وينظمون الجنائز للمسلمين الذين يموتون على الحدود.
وقالت سفيربليفسكا: "يجب علينا كمسلمين تقديم المساعدة، بغض النظر عن الدين أو المكان الذي قدموا منه. ينبغي علينا فقط مساعدة من يحتاجون للعون".
وتعمل سفيربليفسكا التي تعد وجبات خالية من لحم الخنزير مع منظمة "رافت أسوسييشن" الخيرية، والتي تتعاون بدورها مع الكنيسة الأرثوذكسية في شيمياتيتشه بالقرب من الحدود لنقل الطعام إلى المهاجرين في الغابات.
وحثت الطاهية التترية البولنديين على ألا يخافوا من تقديم المساعدة، مضيفة أن دعم المهاجرين أمر ضروري وسط انقسام مجتمعي متزايد تقوده سياسات الحكومة القومية البولندية، وفق قولها.
وبولندا بلد متجانس عرقيا، معظم سكانه من الكاثوليك، ويديره حزب "القانون والعدالة" الحاكم؛ الذي ندد زعيمه بالهجرة من الشرق الأوسط، قائلا "إن المهاجرين قد يجلبون معهم أمراضا وطفيليات".
أما سفيربليفسكا فلها رأي آخر، وتقول: "إننا نضع الناس في فئات. لا ينبغي أن نفصل أحدا ونصنفه على أساس دينه أو جنسيته أو توجهه".