الدب القطبي يشهد مجاعات بسبب التغيرات المناخية
يعاني الدب القطبي من مجاعات بسبب زيادة طول فصل الصيف.
على الرغم من أنه يعيش بعيدا عن المناطق التي يقطنها البشر، إلا أنه من أشد المتأثرين بالأنشطة البشرية، التي تُطلق انبعاثات الغازات الدفيئة، فتُسبب ارتفاع متوسط درجات الحرارة، ويذوب الجليد، ويتدهور النظام البيئي الذي اعتاد الدب القطبي العيش فيه، ما يؤثر على حياته، ويضطر في بعض الأحيان في تغيير سلوكياته للتكيف مع التغيرات المناخية. وفي هذا الصدد كشفت دراسة حديثة منشورة في دورية «نيتشر كوميونيكاشنز» (Nature Communications) في 13 فبراير/شباط 2024.
مجاعة
لاحظ الباحثون حالة أشبه من المجاعة تواجهها الدببة القطبية، بسبب زيادة طول فصل الصيف، وما يترتب عليه من عدم توافر غذائها الذي تجده بكثرة في فترة الجليد الشتوي، إذ اضطرت الدببة إلى اتخاذ استراتيجيتين للتعامل مع التغيرات البيئية حولها، نفس الاستراتيجيتين تستخدمهما الدببة القطبية الرمادية، للبقاء على قيد الحياة، وهما الراحة عن طريق الاستلقاء على الأرض والحفاظ على الطاقة أو بذل المجهود بحثا عن الطعام.
لكن لم تفلح كلا الاستراتيجيتين، وفقدت الدببة القطبية الكثير من الوزن بمعدل 1 كيلوغرام يوميا، ربما لاختلاف طبيعة أجسامها التي يصل وزنها إلى 680 كيلوغراما وطولها إلى 3 أمتار، عن طبيعة أجسام الدببة الرمادية التي يصل وزنها إلى 362 كيلوغراما، وطولها إلى 2.4 متر.
تجربة
راح الباحثون يدرسون تلك الحالة عن قرب، ووضعوا 20 دبا قطبيا تحت المراقبة لمدة 3 أسابيع صيفية، ووزنوا الدببة قبل وبعد المراقبة، واستخدموا أطوقا مزودة بكاميرات فيديو ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، لتتبع الدببة القطبية التي تقضي فصل الصيف عند خليج هدسون الغربية في مانيتوبا بكندا.
لاحظ مؤلفو الدراسة تنوعا واضحا في سلوكيات الدببة، إذ استلقى العديد من الذكور القطبية البالغة، للحفاظ على الطاقة وحرق السعرات الحرارية بمعدل يشبه البيات الشتوي، أما المجموعة الأخرى فقد بحثوا عن الطعام بنشاط، وتناولوا بعض ما وجدوه، وتبحث الإناث عن الطعام لفترة 40% من وقتها.
خلص الباحثون إلى أنّ نمط حياة الدببة القطبية يتأثر بصورة واضحة بسبب تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، خاصة في منطقة خليج هدسون الغربي، الذي يطول فيه الصيف، خاصة أنه من أكثر مناطق القطب الشمالي عرضة لآثار الاحترار العالمي.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ni41IA== جزيرة ام اند امز