بريطانيا وأمريكا وفرنسا.. تأهب أمني خوفا من "الطوفان"
تعيش الدول الغربية الرئيسية، وبينها أمريكا، تأهبا أمنيا مرتفعا إثر رصد "تهديدات" مختلفة المستوى والحدة، على خلفية الحرب الجارية في قطاع غزة الفلسطيني.
ففي بريطانيا، باتت البلاد في حالة تأهب "قصوى" تحسبا لوقوع هجوم، في أعقاب تصريحات رئيس المكتب السياسي السابق لحماس خالد مشعل.
جاء ذلك بالتزامن مع مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين بالقرب من مقر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في لندن.
ووفق ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد "وُضعت الشرطة في حال تأهب قصوى بسبب مخاوف من وقوع هجوم إرهابي داخلي بعد أن أمرت إسرائيل الفلسطينيين (في غزة) بالإخلاء"، ودعوات حركة حماس للمتعاطفين معها لـ"المشاركة في يوم النفير".
وكان خالد مشعل، الذي يشغل حاليا منصب رئيس مكتب حماس في الخارج، قد دعا قبل أيام إلى خروج مظاهرات في أنحاء العالم العربي والإسلامي، يوم الجمعة، دعما للفلسطينيين.
وقال مشعل "يا أمتنا، غزة تستغيث بكم لنجدتها إغاثيا وماليا، وكل يستطيع منكم أن يجاهد بالمال كما يجاهدون بأنفسهم".
وأمام هذا ذكرت "ديلي ميل" أنه تم وضع 1000 ضابط شرطة إضافي في الخدمة بالعاصمة لندن بعد تصريحات مشعل.
ولفتت إلى أنه "على الرغم من أن مستوى التأهب للإرهاب المحلي في بريطانيا لم يتغير، إلا أنه لا يزال عند المستوى الكبير"، مما يشير إلى احتمال وقوع هجوم.
وفي حديثه للصحفيين يوم الجمعة، قال نائب مساعد مفوض شرطة لندن لورانس تايلور إن "عملية شرطية مهمة للغاية" تم تنفيذها خلال عطلة نهاية الأسبوع، قبل مسيرة متوقعة مؤيدة لفلسطين في لندن يوم السبت.
وتابع تايلور: "في الوقت الحالي نقوم بدوريات أمنية للطمأنينة والحماية إلى حد كبير، ولكن سيكون بالطبع إهمال منا ألا نعمل في الخلفية من منظور شرطة مكافحة الإرهاب لفهم الأمر إذا كان هناك أي تهديدات متزايدة".
وأضاف أن المتخصصين في مكافحة الإرهاب يقومون بتقييم ما إذا كانت تعليقات مشعل من المرجح أن تحرض على العنف أو "تزيد من احتمال وقوع أية هجمات".
إلى ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص السبت في وسط لندن في تحرّك مؤيد للفلسطينيين.
وبدأ المشاركون الذين تجمعوا بالقرب من مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) خلال الصباح، مسيرة في العاصمة البريطانية قبل تظاهرة عصرا بالقرب من البرلمان ومقر إقامة رئيس الوزراء ريشي سوناك في داونينغ ستريت.
ومن بريطانيا إلى الولايات المتحدة، إذ أفاد أحد مراسلي صحيفة نيويورك تايمز، بأن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريس وراي قال إن المكتب رصد ارتفاعا حادا في التهديدات منذ الهجمات التي وقت قبل أسبوع في إسرائيل.
وذكر على منصة إكس أن وراي، الذي كان يتحدث أمام تجمع لقادة الشرطة في سان دييجو، حث السكان المحليين على توخي اليقظة وتبادل المعلومات الاستخبارية لوقف "الأطراف المنفردة" التي تقتدي بحركة حماس الفلسطينية وغيرها.
وفي فرنسا لا يبدو الحال مختلفا، حيث أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان السبت، تسجيل 189 عملاً معادياً للسامية على الأراضي الفرنسية منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل السبت الماضي، واعتقال 65 شخصاً على خلفية أعمال مماثلة.
وأعلن دارمانان خلال مؤتمر صحفي في وزارة الداخلية أنه "تم تسجيل 189 عملاً معاديًا للسامية منذ السبت الماضي، و2449 بلاغًا إلى منصة فاروس تتصل بتبرير الإرهاب أو بتصريحات معادية للسامية على الإنترنت".
وقال الوزير "منذ السبت، تاريخ الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس الإسلامية على إسرائيل، والذي أعقبه رد فعل واسع النطاق من الدولة العبرية في قطاع غزة، أوقف 65 شخصاً (في فرنسا) لصلتهم المباشرة بأعمال معادية للسامية".
كما أعلن دارمانان أنه استخدم المادة 40 من قانون الإجراءات الجنائية في 11 مناسبة (لإبلاغ المحاكم عن وقائع أو تعليقات) ضد "جمعيات أو أشخاص يدلون بتصريحات معادية للسامية أو بذرائع للإرهاب أو يدعمون حماس".
وقال "طلبت من مصالح وزارة الداخلية العمل على حل العديد من الجمعيات أو التجمعات التي تدعم أو تمول أحيانا حركة حماس أو الحركات المحيطة بها بشكل غير رسمي ومخفي"، بدون أن يسميها.
وفي وقت سابق، أكد وزير الداخلية، رفع مستوى التأهب الأمني في فرنسا، وقال إنه "لا يوجد تهديد محدد" لكنه تحدث عن "أجواء سلبية للغاية، لا سيما بسبب الدعوة إلى إنفاذ القانون".
وفي إيطاليا، قال وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو، السبت، إن إيطاليا تدرس احتمال إلغاء احتفالات العيد السنوي لقواتها المسلّحة والتي تقام تقليديا في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني في روما، بسبب مخاطر إرهابية.
ولم يشر الوزير إلى تهديد معيّن لكنّه أعرب عن خشيته من عمل معزول في سياق النزاع بين حماس وإسرائيل وعلى خلفية مقتل مدرّس على يد شاب متطرف الجمعة في فرنسا.
وعلى هامش زيارة لفلورنسا قال الوزير "أنظر في إلغاء (احتفالات) عيد القوات المسلحة، لأنني أعتقد أنه من غير المفيد زيادة عوامل الخطر، إذ ليس هذا حدثا عاديا".
وأضاف "لمَ يجب أن أخاطر بتوفير منصّة لشخص غير متّزن أو لمجموعة أشخاص غير متّزنين يريدون القيام بعمل ما؟ من واجبي التفكير في الأسوأ".
ولليوم الثامن على التوالي تتواصل الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، في قطاع غزة، وذلك في أعقاب هجوم مباغت شنته الحركة ضد بلدات إسرائيلية، السبت الماضي.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1300 شخص وأسر العشرات في الجانب الإسرائيلي.
فيما أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل نحو 1900 شخص وجرح المئات، ونزوح أكثر من 450 ألف شخص، جراء الغارات الجوية التي سوّت أحياء بكاملها.
وفي تصاعد لوتيرة الحرب، دعت إسرائيل سكان شمال غزة إلى الإخلاء على وجه السرعة، ما يؤشر إلى هجوم برّي محتمل، وسط تحذيرات من تفاقم الحالة الإنسانية في القطاع.
واليوم أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قوات بلاده مستعدة لعملية متكاملة على قطاع غزة برا وبحرا وجوا.