مشروع يمني لإحياء الشرطة النسائية بعد أن فككتها المليشيات
تعود نساء اليمن وفتياتها للمشاركة في حماية المجتمع من جديد، بعد أن تسببت حرب الحوثيين في الحد من التحاقهن بالشرطة بالبلاد.
وفي حين ينشط الحوثيون بصناعة مليشيات "الزينبيات" وفق تعبئة طائفية موجهة للقمع وانتهاك الحرمات، تجتهد وزارة الداخلية اليمنية في إعداد شرطة نسائية قانونية ونظامية، لحماية المجتمع والحفاظ على أمنه.
يأتي ذلك عبر مشروع متكامل وواضح الأهداف برعاية وزارة الداخلية اليمنية، لتدريب وتأهيل قدرات 600 شرطية في مجال تطوير مهارات الشرطة النسائية، في عدد من المحافظات.
تعزيز الشرطة النسائية
يركز المشروع التدريبي على آليات التعامل مع قضايا الأسرة والنساء والأطفال، واستمر لمدة 6 أيام، وفق ما أدلت به منسقة المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي، سماح يوسف، وهي المنظمة التي أقيمت الدورة بالتعاون معها.
وأضافت سماح يوسف لـ"العين الإخبارية" أن التدريب يأتي ضمن مشروع بناء قدرات الشرطة النسائية في اليمن؛ لتعزيز النهج القائم على النوع الاجتماعي ضمن أجهزة إنفاذ القانون، والممول من حكومة هولندا.
وأشارت منسقة منظمة الإصلاح الجنائي إلى أن المشروع يتضمن تأهيل 600 شرطية يمنية في محافظات: عدن، لحج، أبين، تعز، مأرب وحضرموت، وبما يعزز دور الشرطة النسائية في مختلف أنحاء اليمن.
وعبرت سماح يوسف عن شكرها وتقديرها لإدارة التدريب والتأهيل بوزارة الداخلية، ولكل من أسهم في تنفيذ التدريب، منوهة في ختام تصريحها إلى مشاريع قادمة ستنفذها المنظمة في هذا الجانب.
استعادة هيبة الشرطيات
من جانبه، أكد مدير عام إدارة التدريب والتأهيل بوزارة الداخلية اليمنية، العميد عبدالكريم النون، على الأهمية التي يكتسبها تعزيز قدرات الشرطة النسائية في التعامل مع قضايا النساء والأطفال.
وشدد النون على ضرورة تكاتف الجهود في إعادة تأهيل الشرطة النسائية، واستعادة هيبتها بحفظ الأمن والاستقرار في عموم البلاد.
ودعا المشاركات في التدريب إلى الاستفادة القصوى من برنامج التأهيل الذي سيعزز دورهنّ العملي في الميدان، مثمنًا دعم وجهود المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي الرامية لإعادة تأهيل الشرطة النسائية وتمكينها من العمل تحت رعاية قيادة وزارة الداخلية.
تأهيل الشرطيات المستجدات
ومؤخرًا، نشطت المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي في مجال تعزيز واستعادة دور الشرطة النسائية في اليمن، عقب تأثر هذا الجهاز الهام بالحرب والأوضاع التي تعيشها البلاد.
وكانت قد أقامت المنظمة العديد من الورش التدريبية وفعاليات التأهيل، استهدفت المنتسبات المستجدات بالشرطة في عدد من المحافظات اليمنية، كما عرّفت الصحفيين اليمنيين بأهمية استعادة وتفعيل دور الشرطة النسائية.
وركزت المنظمة أنشطتها على الملتحقات بالقطاع الأمني خلال الفترة من أواخر 2015 وحتى 2016، وهي الفترة التي شهدت استقرارا نسبيا في المحافظات المحررة من سيطرة المليشيات الحوثية.
وكان الحوثيون قد انتهجوا أساليب في تصفية الأجهزة الأمنية المتخصصة بما فيها الشرطة النسائية، التي دمرتها المليشيات لصالح استحداث جهاز أمني نسوي طائفي تحت مسمى "الزينبيات".
ويتورط الجهاز المستحدث بالعديد من الانتهاكات الحقوقية واقتحام حرمات منازل اليمنيين، كما يعمل على تجنيد فتيات في مجالات مشبوهة، للإيقاع بمعارضي المليشيات، والتجسس على الناشطات والحقوقيات العاملات في مناطق نفوذ الحوثيين.
لهذا جاءت الحاجة لاستعادة جهاز الشرطة النسائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وفق معايير أمنية قانونية ومشروعة، بعيدًا عن التوجهات الطائفية والمذهبية التي يمارسها الحوثيون.