مكافحة العمى في اليمن.. برنامج إنساني ينير "عتمة الحرب"
يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أنشطته الإنسانية وتدخلاته الإغاثية التزاماً بمسؤوليته تجاه اليمنيين والتخفيف من معاناة الحرب.
وتتنوع المجالات التي ينشط فيها مركز الملك سلمان بتقديم خدماته الإنسانية، ويأتي على رأسها المجال الصحي، الذي يحظى بالعديد من المشاريع النوعية.
من بين هذه المشاريع، البرنامج الطبي التطوعي لمكافحة العمى والأمراض المسببة له للعام 2021، والذي دشّنه المركز في مدينة عدن مؤخراً، تواصلاً لفعاليات مرتبطة بالمشروع ذاته تمتد لسنوات في عدد من المحافظات اليمنية.
عمليات مجانية
البرنامج يأتي ضمن مشاريع النصف الثاني من العام 2021 لمكافحة العمى، بحسب حديث منسق قطاع الصحة بمركز الملك سلمان بعدن، الدكتور عبدالله الهدار، لـ"العين الإخبارية".
ويضيف الدكتور الهدار أنَّ البرنامج يتضمن 6 مشاريع ضمن النصف الثاني من العام، منها 4 مشاريع في مدينة عدن بمستشفى مكة الخيري، واثنان في مدينة المكلا بمستشفى هيا التخصصي.
ويشير المنسق الصحي في مركز الملك سلمان إلى أن البرنامج سيشهد إجراء 400 عملية جراحية مجانية لذوي الدخل المحدود من المواطنين اليمنيين.
ويؤكد أنَّ العمليات تشمل إزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات، كما تتضمن فحصاً مجانياً للمرضى، وصرف الأدوية والعلاجات اللازمة والنظارات.
إقبال ذوي الدخل المحدود
ومنذ اليوم الأول من البرنامج، أجرى الفريق الطبي التطوعي التابع للمركز 83 عملية جراحية متخصصة بالعيون، كما كشف على 185 حالة، فضلاً عن توزيع 83 نظارة طبية وصرف 83 من الأدوية.
واستفادت من فعاليات البرنامج العائلات اليمنية من ذوي الدخل المحدود الذين لا يمكنهم تغطية تكاليف علاجهم.
ولاقى البرنامج إقبالاً كبيراً من المواطنين اليمنيين، الذين وجدوا ضالتهم في مثل هذه المشاريع الخيرية، خصوصاً المحتاجين للتدخلات الجراحية المكلفة مادياً في المستشفيات الأهلية والمراكز المتخصصة.
مكافحة العمى وتداعيات الحرب
ويعد البرنامج أحد المشاريع التطوعية والخيرية التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في عدد من المحافظات اليمنية.
وسبق البرنامج، حملة تطوعية في العام السابق 2020 هدفت لمكافحة العمى، في محافظتي عدن ومأرب، وشملت تنفيذ عمليات جراحية نوعية، وصرف الأدوية والنظارات، وحملات طبية مصاحبة.
مشاريع مركز الملك سلمان للأعمال والإغاثية في اليمن، تأتي بالتزامن مع العديد من الحملات والبرامج الخيرية والمجانية المشابهة في نحو ثماني دول أخرى.
غير أن المشاريع التي يتم تنفيذها في اليمن من قبل المركز، تكتسب أهميتها من تأثر المواطنين اليمنيين بتداعيات حرب مليشيات الحوثي، والتي يسعى المركز لتجاوز تبعاتها الصحية والإنسانية.
الحوثيون يدمرون قطاع الصحة
ويصنّف القطاع الصحي في اليمن بأنه "أكثر القطاعات المدنية تأثراً بالحرب"، بحسب تقارير المنظمات الدولية والأممية المعنية بشؤون الصحة، التي أكدت خروج 70% من المؤسسات الصحيّة عن الخدمة نتيجة الحرب.
واستهدفت المليشيات الحوثية الكثير من المستشفيات العامة في المحافظات التي اجتاحتها منذ عام 2015، وحولت عشرات منها إلى ثكنات عسكرية لمقاتليها.
ومن هنا تكمن أهمية البرامج والمشاريع الطبية الخيرية والإنسانية التي تنفذها مؤسسات التحالف العربي في اليمن، كمركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.