شلل الأطفال يعود إلى اليمن بأيادي الحوثيين
درجت مليشيات الحوثي على تهديد حياة المدنيين، ليس فقط عبر حربها التي شنتها على اليمنيين منذ سبع سنوات، ولكن حتى بطرق وأساليب أخرى.
لم تعد آلة القتل الحوثية وحدها مَن يغتال المدنيين ليل نهار، عبر القصف المدفعي والصاروخي والطائرات المسيّرة، بل إن ممارسات المليشيات في حرمان اليمنيين من فرص النجاة ومقاومة الأوبئة تهدد حياة الملايين.
آخر تلك الأساليب كان إصرار المليشيات على منع وصول لقاحات مرض شلل الأطفال إلى مناطق سيطرتها، ضاربةً عرض الحائط بحياة ملايين الأطفال من اليمنيين.
وهذا ما أشار إليه وزير الصحة والسكان، الدكتور قاسم محمد بحيبح، الثلاثاء، خلال اتهامه لمليشيات الحوثي بالتسبب بعودة مرض شلل الأطفال مجدداً إلى اليمن.
عودة شلل الأطفال
وكانت منظمة اليونيسف قد أعلنت في عام 2009 خلو اليمن من مرض شلل الأطفال، واحتفلت بذلك الإعلان مع وزارة الصحة اليمنية حينذاك.
غير أن وزير الصحة اليمني أكد أن حالات شلل أطفال ظهرت مجدداً في اليمن؛ نتيجة عدم تنفيذ حملات التطعيم بشكل سليم، خاصةً في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي.
وقال بحيبح في تدوينة على "تويتر"، "إن اليمن أُعلن خالياً من شلل الأطفال عام 2009، وللأسف ظهرت مؤخراً حالات شلل أطفال لعدم تنفيذ حملات اللقاح بشكل سليم رغم توفر اللقاحات".
وكشف الدكتور بحيبح أن وزارة الصحة اليمنية، وبالتعاون مع شركائها الدوليين، تُعد لحملات لقاح ضد شلل الأطفال على أن تشمل كل اليمن، وبأسلوب شامل من منزل إلى منزل.
واستطرد الوزير اليمني: "إلا أن السلطات الحوثية ما زالت ترفض تنفيذ حملات التطعيم في مناطق سيطرتها".
وأكد بحيبح أن الحوثيين ما زالوا يصرون على رفض التعاون مع حملات تطعيم شلل الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال اليمن.
سوابق الحوثيين
وهذه ليست المرة الأولى التي ترفض فيها مليشيات الحوثي تنفيذ حملات تطعيم ضد الأوبئة والأمراض، مهددةً بذلك حياة ملايين اليمنيين.
وسبق وأن عرقلت المليشيات وصول لقاحات ضد جائحة كورونا، في موجتها الأولى، في أبريل/نيسان 2021؛ والتي خصصتها منظمة الصحة للعالمية لحماية الطواقم الطبية العاملة في مراكز العزل بمناطق سيطرة الحوثي.
وكانت الناطقة باسم لجنة الطوارئ ومكافحة كورونا، ووكيلة وزارة الصحة اليمنية، الدكتورة إشراق السباعي، قد تحدثت مع "العين الإخبارية" عن مسؤولية مليشيات الحوثي عن منع وصول اللقاحات إلى مستحقيها.
وأكدت أن المليشيات رفضت تسلم لقاحات كورونا وإدخالها إلى مناطق سيطرتها، بما في ذلك الجرعات الخاصة بالكادر الطبي.
وقالت السباعي إن الحوثيين رفضوا تسلم لقاحات كورونا، بما في ذلك الجرعات الخاصة بالعاملين في القطاع الصحي.
وأوضحت أن الحوثيين وافقوا في البداية على تزويدهم بعشرة آلاف جرعة للكادر الطبي، لكنهم سرعان ما تراجعوا وطلبوا فقط 500 جرعة فقط، واشترطوا إشرافهم على توزيع اللقاح، وعدم تدخل منظمة الصحة العالمية.
وأشارت إلى أن عدد الوفيات من العاملين في القطاع الصحي، مع الموجة الثانية حينذاك، من تفشي كورونا، بلغ منذ نهاية مارس/آذار 2021، نحو 24 حالة وفاة.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA== جزيرة ام اند امز