خروقات السراج ومليشياته تهدد فشل مباحثات جنيف
محللون سياسيون ليبيون يرون أن مباحثات جنيف لن تحل الأزمة الليبية في ظل الخرق المتواصل لبنود اتفاق برلين من قبل حكومة فايز السراج
اعتبر محللون سياسيون ليبيون أن مباحثات جنيف لن تحل الأزمة الليبية في ظل الخرق المتواصل لبنود اتفاق برلين من قبل حكومة فايز السراج وتوافد المرتزقة السوريين إلى طرابلس.
- الجيش الليبي يعلن إصابة 4 مرتزقة سوريين بطرابلس
- السراج يكلف "إرهابيا" بتمثيله في مفاوضات جنيف حول ليبيا
ومن المقرر أن تحتضن جنيف، نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، اجتماعات للأطراف السياسية الليبية، لوضع آلية لتفعيل بنود مخرجات مؤتمر برلين الدولي الأخير.
وطالبت مخرجات برلين أن تشكل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لجنة من 40 شخصا تضم 13 عضوا من مجلس النواب الليبي ومثلهم من المجلس الأعلى للدولة - المنتهية ولايته - و14 شخصية مستقلة تمثل المدن الليبية كافة للمشاركة في وضع آلية لتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين بشأن ليبيا المنعقد 19 يناير/كانون الثاني الجاري.
ويرى محللون سياسيون ليبيون أن مباحثات جنيف لن تحل الأزمة الليبية في ظل الخرق المتواصل لبنود اتفاق برلين من قبل حكومة فايز السراج وتوافد المرتزقة السوريين إلى طرابلس.
ويقول المحلل السياسي والمهتم بالشأن الليبي ناصف الفرجاني إن مؤشرات فشل الحوار في جنيف واضحة للجميع، لأن كل بنودها السياسية أو الاقتصادية تستند على الجانب الأمني والعسكري.
وأضاف، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن "تركيا تواصل بشكل فج التدخل في الشأن الليبي، وترسل مرتزقة لطرابلس على الرغم من الاتفاق على الهدنة".
وأكد "الفرجاني" أن "مليشيات السراج تخرق الهدنة بهجمات وقصف عشوائي على المدنيين وعلى مواقع تمركز وحدات الجيش الليبي".
وتابع الفرجاني أن "تركيا لا تزال تنقل مرتزقة سوريين من سوريا إلى طرابلس، وتستخدمهم سلاحا لإغراق ليبيا في الفوضى والدماء".
وعن المرتزقة، قال الفرجاني إنهم وصلوا إلى طرابلس ومصراتة للقتال في صفوف السراج وارتكاب المزيد من الانتهاكات في حق سكان طرابلس، بالإضافة إلى تنفيذ مخططات أردوغان بالتوغل في أفريقيا للانضمام للجماعات الإرهابية مثل "بوكوحرام"، موضحا أنهم أيضا يخططون للهروب إلى أوروبا.
ويتفق معه الباحث في الشأن الليبي محمد بن سعيد، المحاضر بجامعة سبها، أن تركيا تسعى لإغراق ليبيا في الفوضى وتحويلها لدولة مرتزقة.
وقال، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "كل هذه المؤتمرات تهدف لإطالة أمد الصراع وتعقيد الأزمة الليبية، فالإرهابيون لا يعترفون بالحوار"، موضحا أن "أكبر دليل هو خرقهم الهدنة وعدم احترامهم أي اتفاق".
وأضاف "بن سعيد" أن "لغة الإرهابيين والمرتزقة هي السلاح فقط، ولن يكترث السراج بالمعاهدات الدولية".
وقال بن سعيد": "إن المجتمع الدولي إذا أراد محاربة الإرهاب، عليه إدانة انتهاكات السراج الذي يعتمد على الإرهابيين والمطلوبين دوليا في تنفيذ جرائم دموية".
وأشار إلى أن "الإرهاب وقادته يتمركزون حاليا في طرابلس، والجيش يحارب بالنيابة عن الليبيين لتطهير المدن، كما يسعى لفرض الأمن وتحقيق الاستقرار".
كما طالب المجتمع الدولي باحترام إرادة الليبيين، ورغبتهم في حماية وطنهم من التطرف والإرهاب، موضحا أن "المليشيات في طرابلس ترتكب انتهاكات جسيمة في حق سكان العاصمة الليبية".
وفي سياق متصل قال عبدالله الخفيفي، الكاتب والمحلل السياسي الليبي، إن "نجاح مباحثات جنيف يعتمد كليا على وقف إطلاق النار وتفكيك المليشيات ونزع سلاحها، فهي العائق الحقيقي أمام بناء الدولة الليبية".
وتابع الخفيفي أن "التشخيص الخاطئ للحالة الليبية سيؤدي لفشل كل المباحثات والمؤتمرات، وذلك لسببين أولهما إطالة عمر الأزمة، وثانيهما أن أحد الأطراف الدولية يريد إدخال جماعة الإخوان الإرهابية طرفا في أي اتفاق سياسي".
وأوضح الخفيفي أن مباحثات جنيف وغيرها لا تعبر عن تطلعات الشعب الليبي الغارق في دوامة العنف والإرهاب، فالليبيون لا يرون مستقبلا مشرقا لبلادهم في تواجد هذه المليشيات الإرهابية التي لا تحتكم إلا للغة القوة والحديد والنار.
وأشار إلى أن حل الأزمة واضح وبسيط وهو تفكيك المليشيات ونزع سلاحها، وترك العالم للغة المصلحة والكيل بمكيالين فكيف يصنف الجيش الليبي ويعترف بقائده ثم يدخل قوة موازية إرهابية في المفاوضات هذه اللغة في حد ذاتها ستؤدي لفشل حتمي.