واشنطن بوست: حركة العمال في إيران قادرة على تغيير النظام
إيران شهدت إضرابات متقطعة لسائقي الحافلات والشاحنات وعمال المصافي وغيرهم، وبالرغم من تعرضهم للسجن والتعذيب، لكنهم كانوا يعودون
قال الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس إن التغيير السياسي في إيران ربما يبدأ مع الحركة العمال القوية الموجودة هناك.
وأوضح الكاتب الأمريكي خلال مقال منشور بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الجمعة، أن حركة العمال في إيران ربما لا تكون موضوعا رئيسيا في الأخبار، وربما يتم تجاهلها عند تقييم الأوضاع في البلاد لكنها الأقدر على تغيير الأوضاع في البلاد.
وأضاف: "العمال هم الأقدر على تحقيق التغيير هناك، خاصة أن إيران لا تزال غرفة قيادة كل الأحداث المزعزعة للاستقرار في العالم".
- وكالة إيرانية: فيلق القدس شارك بقمع احتجاجات سوريا
- الرئاسة الإيرانية تعترف بحجب إحصاء بعدد قتلى احتجاجات البنزين
وذكر إجناتيوس أن احتجاجات العمال في إيران كانت صاخبة لمدة 20 عامًا، واتسمت باتساع قاعدتها وصعوبة قمعها.
وزاد: "في الواقع، ربما يكون العمال الغاضبون هم القوة السياسية التي يخشاها النظام الإيراني".
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن إيران شهدت إضرابات متقطعة لسائقي الحافلات والشاحنات وعمال المصافي وغيرهم، وبالرغم من تعرضهم للسجن والتعذيب فإنهم كانوا يعودون مرة أخرى.
وأكد إجناتيوس في مقاله أن احتجاجات العمال تعكس الغضب الشعبي على الفساد الداخلي، وانعدام المساواة، وسوء الإدارة، وليست ردًّا على الضغوط الخارجية، في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية الأمريكية.
ونوه بأن قلق النظام الإيراني حيال القلاقل التي يثيرها العمال التقطتها شبكة الإذاعة البريطانية في قصة عرضت خلال ديسمبر/كانون الأول، التي نقلت ما قاله الرئيس السابق محمد خاتمي.
وترجم علي رضا نادر، المحلل الإيراني بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ما قاله خاتمي حول أنه إذا انضم أبناء الطبقة المتوسطة والعليا لمحتجي طبقة العمال فلن تتمكن أي قوة عسكرية وأمنية بأي حجم من فعل شيء؛ حينها سيكون "النظام ضد الشعب".
وجاءت تعليقات خاتمي في أعقاب احتجاجات ضخمة على مستوى البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني بعد إعلان النظام رفع أسعار البنزين، كان أعنفها في مدينة معشور جنوب غربي إيران، حيث تدفق المحتجون على الشوارع، وتعامل النظام معهم بعنف.
وأورد بهنام بن طالبلو وهو محلل بمنظمة الدفاع عن الديمقراطيات، خشية النظام الإيراني من العمال المنظمين، نظرا لعلمه التام بأن إضرابات النفط كانت ضرورية لإسقاط نظام الشاه في عامي 1978 و1979.
وبينت مریم معمار صادقي الناشطة الإيرانية التي تتابع أخبار نقابات العمال أن هناك تعاضدا بين إضرابات العمال واحتجاجات الشارع.
ورأى الكاتب الأمريكي أن حركة العمال في إيراني خرج منها قادة شجعان خلال العشرين عامًا الماضية، من بينهم منصور أوسانلوا، الذي سجن عام 2005 بعد تشكيله اتحادا لسائقي الحافلات، ومحمد حسين منظم اتحاد المعلمين الذي قاد احتجاجات لأكثر من عشر سنوات، بالرغم من مرات اعتقاله.
وأردف: "إيران تتحرك ببطء وبشكل غير منتظم نحو منعطف محتمل، وتتقدم ثورة 1979 في السن، وكذلك قادة النظام الإيراني".