قوى سياسية وإعلامية بمصر ترفض بيان البرادعي.. ما سر توقيته؟
قوى سياسية وإعلامية في مصر، رفضت بيان الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق لتبرير موقفه من الأحداث التي تلت ثورة ٣٠ يونيو/حزيران وبخاصة كواليس يوم ٣ يوليو/تموز ٢٠١٣ وخلع محمد مرسي وجماعة الإخوان
رفضت قوى سياسية وإعلامية في مصر، الأربعاء، بيان الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق عدلي منصور، والذي نشره في وقت سابق، الثلاثاء، لتبرير موقفه من الأحداث التي تلت ثورة ٣٠ يونيو/حزيران وبخاصة كواليس يوم ٣ يوليو/تموز ٢٠١٣ وخلع الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان من حكم البلاد.
وتناول البرادعي، في بيان نشره على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، الثلاثاء، ١٣ نقطة دارت حول شهادته لما حدث يوم ٣ يوليو/تموز ٢٠١٣، يوم عزل محمد مرسي، نافياً علمه المسبق باحتجاز مرسي قبل اجتماع القوي السياسية والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أنه رفض بشكل قاطع استخدام القوة في فض الاعتصامات، في إشارة لاعتصام جماعة الإخوان فيما أطلق عليه اعتصام رابعة.
(البرادعي في كلمة عقب بيان عزل الإخوان "إعلان خارطة الطريق")
واعتبر أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، بيان البرادعي بأنه محاولة للعودة للمشهد المصري مرة أخرى، بعدما كادت أسهمه السياسية تحترق في الفترة الماضية، لافتاً إلى أن هروبه من الوطن وتركه لمنصبة في ذلك التوقيت كان إساءة إلى مصر.
وكان البرادعي قد تقدم باستقالته من منصبه كنائب للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور عقب فض هذا الاعتصام المسلح.
وأضاف بهاء الدين لبوابة "العين" الإخبارية: "البرادعي ذكي ويفهم جيدا أن هناك مشكلات في المجتمع، وأن هناك دعاوى لتفجير الأوضاع في البلاد، وبالتالي يسعى لاستغلال هذا الأمر واستعادة موقعه الذي خسره".
وتكمن خطورة بيان البرادعي في أنه يأتي بالتزامن مع الدعوات التي أطلقت للخروج يوم 11 نوفمبر احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية بمصر، وتتهم قوي سياسية وحكومية جماعة الإخوان بالتحريض عليها تحت اسم "ثورة جياع" وهو ما ترفضه قوى سياسية مؤيدة ومعارضة على حد سواء.
وتساءل رئيس الحزب الاشتراكي المصري عما إذا كانت مصر ستقبل شهادة شخص غير مؤهل أو عودته للمشهد بعد تركه المركب دون أن يضع اعتبارا إلا لصورته فقط؟ مجيباً في الوقت نفسه أن البرادعي لا يدرك بعد أن الشعب أصبح يعي من يريد مصلحته ومن يحاول استغلال الفرص للظهور في المشهد السياسي.
وتابع بهاء الدين، الذي يعد ضمن السياسيين المعارضين للحكومة الحالية، أنه: "لدينا مشاكل كبيرة وأزمات كثيرة وسياسات بالغة السوء، ونعارضها جميعا، لكننا لا نوافق البرادعي ولا ننتظره لحل مشكلاتنا، وما نعاني منه مشكلة داخلية لا دخل له بها".
من جانبه تساءل محمد عبد العزيز، عضو حركة تمرد التي كانت ضمن القوى الرئيسية الداعية لمظاهرات ٣٠ يونيو/حزيران ضد جماعة الإخوان- عن السبب الذي لم يجعل البرادعي "يسرد كل هذه الحقائق -من وجهة نظره- في نص استقالته".
كما تساءل أيضاً لماذا تذكرها فجأة الآن وبخاصة بعد دعوات 11 نوفمبر/تشرين الثاني؟ وما سر هذا التوقيت بالذات؟
ولفت عبد العزيز إلى أن النقاط التي ذكرها البرادعي في بيانه حول عدم علم القوى السياسية باحتجاز مرسي قبيل اجتماع ٣ يوليو/تموز ٢٠١٣ أمر كاذب، وقال: "إنه كان على علم بذلك، ولم يعترض على ذلك قبل أو بعد هذا الاجتماع، وإنه رفض إجراء استفتاء على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة".
(جماعة الإخوان حوّلت اعتصام رابعة لثكنة عسكرية)
وتابع: "كنا جميعا نعلم أن مرسي قد تم احتجازه قبل البيان، وقام اللواء محمد العصار، أحد أعضاء المجلس العسكري، باتصال تليفوني مع سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، المظلة السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في ذلك الحين، صباح الاجتماع، وكان البرادعي يجلس على يمينه وكنت أنا أجلس على يساره، ورفض الكتاتني الحضور بسبب احتجاز مرسي.. وكل ذلك تم قبل دخول الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع حينها".
وكشف عبد العزيز عن أنه رفض هو ومحمود بدر، المتحدث باسم حركة تمرد، وجود الكتتاني، لكن البرادعي أقنعهما بضرورة إجراء الاتصال عن طريق اللواء العصار.
وبعكس ما جاء في بيان البرادعي، قال المتحدث باسم حركة تمرد إن البرادعي كان مصراً على العزل المباشر وليس استفتاء على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لافتاً إلى أن صياغة خارطة الطريق لم تتم على عجل، بل تم الاتفاق عليها بين القوى السياسية وبينه على كل تفاصيلها وهي ما تم تنفيذه.
وأوضح عبد العزيز أن "البرادعي كان حاضرا الاجتماع الذي اتخذ به قرار فض اعتصام رابعة بعد أن فشلت كل الطرق السلمية معهم، وإعطاءهم مهلة وراء مهلة، وأنه كان يعلم بقرار الفض لاعتصام مسلح، وبالتأكيد كان يعلم أن هناك تبادل لإطلاق النار سيحدث، ولم يفاجأ بذلك".
وكان البرادعي قد أثار في بيانه ما سماه "استخدام القوة لفض الاعتصامات" بعد ١٣ أغسطس/آب ٢٠١٣، موضحا أنه "اعترض عليه قطعيا في داخل مجلس الدفاع الوطني، ليس فقط لأسباب أخلاقية وإنما لوجود حلول سياسية شبه متفق عليها كان يمكن أن تنقذ البلاد من الانجراف فى دائرة مفرغة من العنف والانقسام وما يترتب على ذلك من الانحراف بالثورة وخلق العقبات أمام تحقيقها لأهدافها، وفق بيانه.
وتوالت ردود الأفعال البرلمانية والإعلامية الغاضبة على بيان البرادعي وبخاصة من المؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال النائب مصطفى بكري في تصريحات إعلامية مع برنامج "عين على البرلمان" على قناة الحياة المصرية، إن البرادعي يتجاوز كل الحقائق ويتبنى الكذب كوسيلة حياة، لافتاً إلى أنه "كان على علم ودراية كاملة باحتجاز مرسي".
واتهم بكري بيان البرادعي بأنه يحرض المجتمع الدولي للضغط على السلطات المصرية، مضيفاً أن سبب استقالة البرادعي هو عدم حصوله على المنصب الذي كان يريده (رئيسا للوزراء) وأنه وجد نفسه مهمشاً.
أما الإعلامي أحمد موسى فقد تناول ما جاء في بيان البرادعي واصفاً إياه بالإفك والزور والأكاذيب، متسائلاً عن توقيت هذا البيان، الذي جاء بعد ٣ سنوات.
وأضاف موسى في برنامجه "على مسؤوليتي": البرادعي يدعو للمصالحة مع الجماعة الإرهابية وهدفه إدماج الجماعة الإرهابية في الحياة السياسية مرة أخرى.
من جانبه قال الإعلامي خالد صلاح في برنامجه "على هوى مصر"، على قناة النهار، إن محمد البرادعي يستدعي الفتنة، وآلام وجراح مصر، والاختلاف والتناقض، متسائلاً لما لم تقل لنا لماذا شاركت في ٣٠ يونيو؟ ولماذا قبل بعد ٣ يوليو قبل أن تكون في منصب نائب رئيس للجمهورية؟ ولماذا فشلت في إقناع الولايات المتحدة والغرب في النظر لثورة ٣٠ يونيو كثورة؟ ولماذا هربت من منصبك؟
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg جزيرة ام اند امز