استطلاع.. المزاج العام في أمريكا يميل بقوة نحو التحرك المناخي
في لحظة سياسية شديدة الاستقطاب داخل الولايات المتحدة، يكشف استطلاع رأي جديد تحولا لافتا في وعي الناخبين الأمريكيين تجاه أزمة المناخ، مع تزايد التأييد لإجراءات طموحة تتجاوز الحسابات الحزبية.
رغم الجدل المحتدم حول سياسات الطاقة والانبعاثات، تظهر بيانات حديثة أن المزاج العام في الولايات المتحدة يميل بقوة نحو التحرك المناخي، حتى دون انتظار التزام دول أخرى بالوتيرة نفسها.
عاد ملف المناخ ليتصدر المشهد السياسي في الولايات المتحدة والعالم، بعدما كشف استطلاع رأي جديد أن غالبية الأمريكيين يرون ضرورة اتخاذ بلادهم إجراءات مناخية طموحة، سواء التزمت الدول الأخرى بخطوات مماثلة أم لم تفعل.
ويأتي ذلك وسط ترديد المشاركين الأمريكيين في مؤتمر الأطراف الثلاثين رسالة موحدة مفادها أن سياسات المناخ لا تعكس مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا يزال مثار جدل في هذا الملف.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مجموعة "بيانات من أجل التقدم" التقدمية، ونشرته صحيفة الغارديان، أن 65% من الناخبين الأمريكيين يؤيدون اتخاذ الولايات المتحدة خطوات قوية للحد من الانبعاثات بشكل منفرد.
وتشمل هذه النسبة 85% من الديمقراطيين و63% من المستقلين، إضافة إلى 47% من الجمهوريين، في مؤشر واضح على اتساع قاعدة الدعم الشعبي للتحرك المناخي.
وفي المقابل، رأى 25% فقط من المشاركين أنه لا ينبغي للولايات المتحدة اتخاذ إجراءات مناخية حازمة إذا لم تلتزم الدول الأخرى بالنهج ذاته.
لكن المفاجأة الأكبر تجلت في أن 55% من الناخبين الأمريكيين يؤيدون التخلص التدريجي العالمي من الوقود الأحفوري، بما يشمل الفحم والنفط، وهي مصادر مسؤولة عن نحو 90% من انبعاثات الكربون التي تغذي أزمة الاحتباس الحراري.
كما أظهرت النتائج أن الأغلبية ترى ضرورة التزام الولايات المتحدة بخطة وطنية واضحة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
وأيد 54% من الأمريكيين تحديد جدول زمني يصل إلى نهاية القرن لتحقيق هذا الهدف، بمن فيهم 74% من الديمقراطيين و54% من المستقلين، ما يعكس توافقا متزايدا عبر الطيف السياسي.
واستندت نتائج الاستطلاع إلى عينة إلكترونية تضم 1224 ناخبا أمريكيا محتملا، أجري الأسبوع الماضي، وجرى وزنها وفق معايير تمثل الناخبين المحتملين بناء على العمر والجنس ومستوى التعليم والعرق والموقع الجغرافي والسلوك الانتخابي السابق.
وتقدم هذه البيانات قراءة جديدة للمشهد السياسي الأمريكي، إذ تكشف أن الرأي العام أصبح أكثر وعيًا وإصرارًا على أهمية التحرك المناخي، في وقت تتسارع فيه تأثيرات التغير المناخي وتزداد الضغوط الدولية على الاقتصادات الكبرى للوفاء بتعهداتها المتعلقة بخفض الانبعاثات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjEg جزيرة ام اند امز