3 عقود من مؤتمرات المناخ.. تحذيرات متكررة والكربون يتجاوز الحدود
على مدى ثلاثين عاما، كررت قادة العالم وناشطو البيئة تحذيرات متزايدة، بينما مستويات ثاني أكسيد الكربون ترتفع يوما بعد يوم، مؤكدة تهديدا متصاعدا لاستمرار الحضارة على كوكب الأرض.
من أول مؤتمر للأطراف في برلين 1995 حتى باريس 2015، ظل خطاب الحد من الانبعاثات يتكرر بلا تغيير كبير، بينما تجاوز تركيز الكربون حدود الأمان العلمية، مهددًا مستقبل الأجيال القادمة.
وبعيدا عن صخب وضجيج العام الجاري في COP30، قدم الصحفي المخضرم في صحيفة الغارديان، بول براون، وجهة نظر صادقة ومؤثرة حول مسار مؤتمرات المناخ في عموده الأخير.
وأشار براون إلى أن أول مؤتمر للأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ انعقد في برلين عام 1995، عندما كان تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي حوالي 360.67 جزءا في المليون.
ألقى المستشار الألماني آنذاك، هيلموت كول، خطابا حماسيا حول ضرورة الحد من غازات الاحتباس الحراري لإنقاذ الكوكب، وترأست المؤتمر وزيرة البيئة الألمانية الشرقية، أنغيلا ميركل، التي أظهرت شغفًا كبيرًا بحفظ النظام البيئي، مما جعل الصحفيين يتوقعون لها مستقبلًا باهرًا.
وأضاف براون أنه بعد المؤتمر، كُلِّف بكتابة كتاب عن تغير المناخ بعنوان "الاحتباس الحراري: هل تستطيع الحضارة البقاء؟"، والذي حقق مبيعات جيدة وكان الأول ضمن سلسلة من الكتب المتخصصة بهذا المجال.
وتابع الصحفي رحلته عبر مؤتمرات كيوتو وباريس، مشيرًا إلى أن الطقوس السنوية الثلاثين لمؤتمر الأطراف تكرّر الخطاب نفسه تقريبًا حرفيًا، الذي ألقاه كول عام 1995، من قِبل رؤساء وزعماء العالم والناشطين البيئيين عامًا بعد عام.
وأكد براون أن مستوى ثاني أكسيد الكربون المسجّل يوميًا في هذه الورقة وصل إلى 426.68 جزءًا في المليون، متجاوزًا بكثير الحد "الآمن" الذي حدده العلماء عند 350 جزءًا، مما يشير إلى أن الكوكب يتجه نحو مخاطر كبيرة على الحضارة.
وأشار إلى أن محرري الأخبار نصحوه بعدم التشاؤم المفرط، مع ضرورة التحلي ببعض التفاؤل، لكنه ختم مقاله بالقول: "هذا آخر مقال لي. أعتقد أن الحقائق تتحدث عن نفسها".
ويخلص التقرير إلى أن ثلاثة عقود من مؤتمرات الأطراف أظهرت تكرار التحذيرات العلمية دون إجراءات ملموسة كافية، بينما يواصل الكوكب مواجهة ارتفاعات خطيرة في مستويات الغازات الدفيئة، ما يضع مستقبل الإنسانية على المحك.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTIwIA== جزيرة ام اند امز