هل تترشح هاريس لمنصب حاكم كاليفورنيا؟.. استطلاع يكشف رأي الناخبين

بعد أشهر من مغادرتها البيت الأبيض، لا تزال كامالا هاريس تدرس خطوتها القادمة ومن بين القرارات المحتملة ترشحها لمنصب حاكم كاليفورنيا.
تُعتبر كامالا هاريس النائبة السابقة للرئيس والمرشحة الرئاسية الديمقراطية لعام 2024 على نطاق واسع المرشحة الأوفر حظًا في المنافسة على منصب حاكم كاليفورنيا نظرًا لاسمها وحملة جمع التبرعات الضخمة التي أطلقتها خلال ترشحها للبيت الأبيض.
وحتى الآن، لم تُعلن هاريس ما إذا كانت ستخوض العام القادم السباق لخلافة الحاكم الديمقراطي جافين نيوسوم، الذي لا يمكنه الترشح بسبب انتهاء ولايته بعد 8 سنوات قضاها في المنصب.
وأخبرت هاريس المقربين منها أنها حددت لنفسها مهلة حتى أواخر الصيف لاتخاذ قرارها، إذ تفكر أيضًا في الترشح مجددًا للبيت الأبيض عام 2028، لكن ترشحها المحتمل كان له تأثير كبير على المنافسة في كاليفورنيا، حيث أشار بعض المتنافسين إلى نيتهم التنحي إذا انضمت هاريس إلى السباق.
ولقياس رأي الناخبين، أجرت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية استطلاع رأي بالتعاون مع مركز «سيترين» التابع لجامعة كاليفورنيا في بيركلي، حيث طُلب من المشاركين اختيار مشاعرهم المحتملة تجاه ترشح هاريس لمنصب الحاكم من قائمة تضم خيارات مختلفة هي «فرح»، «متحمس في الغالب»، «غير مبالٍ»، «منزعج»، «غاضب»، «يائس»، أو غيرها. ويمكن للمشاركين اختيار خيارات متعددة.
وتضمن الاستطلاع مجموعتين مختلفتين من المشاركين، هما الناخبون المسجلون في كاليفورنيا ومجموعة مختارة من «المؤثرين في السياسات».
وأظهرت المجموعة الثانية، التي ضمت عددًا من السياسيين المطلعين، عدم اكتراث ملحوظ باحتمالية فوز هاريس بمنصب الحاكمة، حيث اختار 36% منهم «غير مبال» لوصف شعورهم حيال ترشحها المحتمل.
وقال جاك سيترين، أستاذ العلوم السياسية المخضرم في جامعة كاليفورنيا، إن هذا الشعور الجماعي «باللامبالاة» ليس مفاجئًا، مضيفًا أن هذه المجموعة من المطلعين أكثر ميلًا بطبيعتها إلى الشعور بالملل من الحكومة أو السياسة.
ويتناقض هذا النقص في الحماس مع قدرة هاريس العام الماضي على حشد دعم مندوبي الحزب في كاليفورنيا بسرعة فائقة، حيث تكشف نتائج الاستطلاع أن حماس النخبة السياسية في الولاية ربما كان قصير الأمد.
وقبل ترشحها للانتخابات التمهيدية الديمقراطية لسباق البيت الأبيض لأول مرة عام 2020، قال مايك مورفي، وهو استراتيجي جمهوري مخضرم مقيم في لوس أنجلوس: «كانت الضجة حولها أفضل خارج كاليفورنيا منها في الولاية.. لم تكن يومًا بهذه الشعبية في الوسط السياسي في كاليفورنيا».
ومع ذلك، لا يشير رد الفعل المتردد من النخبة إلى عداء صريح، إذ قال 4% فقط إنهم سيغضبون من ترشحها، بينما قال 22% إنهم سيشعرون بالحماس، واختار 20% الشعور بـ«الانزعاج».
أما بالنسبة للناخبين الديمقراطيين المسجلين، فقال 33% إنهم يشعرون بالفرح حيال ترشحها المحتمل، وقال 41% إنهم يشعرون «بالحماس في الغالب»، بينما أعرب ما يقرب من ربع الديمقراطيين عن عدم اهتمامهم.
وقال سيترين: «الناخبون الديمقراطيون المسجلون متحمسون جدًا لها.. يرتفع عدد "الفرحين"، ويرتفع عدد "المتحمسين"، وتنخفض أعداد "الغاضبين" و"الغاضبين" بشكل كبير».
وتحقق هاريس بذلك أغلبية أصوات كافية قد تدفعها بسهولة إلى المركزين الأولين في الانتخابات التمهيدية في يونيو/حزيران 2026، مما يؤهلها للانتخابات العامة.
ومن غير المفاجئ أن الجمهوريين كانوا أقل حماسًا لترشح هاريس، حيث كانت أكثر ردود الفعل شيوعًا بينهم هي «الانزعاج» و«الغضب».
أما الناخبون المستقلون فكانوا متشائمين بشكل ملحوظ بشأن ترشح هاريس، حيث قال 26% إنهم شعروا بالانزعاج من هذا الاحتمال، بينما اختار 21% «يائسًا».
وكان الناخبون من أصول أفريقية أكثر حماسًا لترشح هاريس، حيث قال 35% إنهم شعروا بالفرح حيال ترشحها المحتمل، واختار 38% «متحمسين في الغالب»، لكن آراء الناخبين الآخرين من ذوي البشرة الملونة تباينت. فمثلًا، شعر 18% من الناخبين من أصول آسيوية «بالانزعاج»، بينما قال 19% من اللاتينيين إن هذا الاحتمال جعلهم يشعرون باليأس.
وقال سيترين: «إنه لأمر مفاجئ تقريبًا أن يغيب الحماس عن اللاتينيين.. لكننا نعلم من الانتخابات العامة أن الناخبين اللاتينيين قد تحولوا نحو ترامب مقارنةً بعامي 2020 أو 2016».