دراسة.. التلوث القاتل الأكثر خطورة في العالم
باحثون يؤكدون أن التلوث البيئي أصبح حاليا من أبرز مسببات الموت عالميا، وهو مسؤول عن وفاة شخص من أصل 6 أشخاص حول العالم
أصبح تلوث الهواء والماء والتربة وبيئات العمل مصدر قلق بعد أن أكدت دراسات أنه من أبرز مسببات الموت عالميا في الوقت الراهن، وهو مسؤول عن وفاة شخص من أصل 6 أشخاص حول العالم.
وفي تقرير لجنة لانسيت المعنية بالتلوث والصحة، الذي صدر مؤخرا، قال الباحثون إن التلوث مميت أكثر من التدخين ويقتل أشخاصا أكثر بحوالي 15 مرة، مقارنة بضحايا الحروب والعنف وسوء التغذية والسمنة حول العالم، كما أنه مميت 3 مرات مثل أمراض الإيدز والمالاريا متحدين معا، ويتسبب في قتل 9 ملايين شخص في العام.
وحتى الآن يعتبر التلوث الجوي المذنب الأسوأ، لكن لحق به مؤخرا الماء الملوث والظروف غير الصحية في أماكن العمل حول العالم، ومن الواضح تماما سيصبح التلوث أكثر خطورة على الناس من أمراض القلب، والسبب رقم واحد في قتلهم على مستوى العالم، حسب تقرير نشره موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي.
ويقول مؤلف التقرير فيليب لاندريجان -الذي كان يدرس تأثير التلوث على وفيات الأطفال منذ عقود- إن مخاطر التلوث عادة ما تكون مختفية وغير ظاهرة للعيان.
ووفقا للقائمين على التقرير ترتبط الإحصاءات الجديدة المتعلقة بالتلوث بالتغير المناخي بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة. أما احتراق الوقود بكل أشكاله فمسؤول عن 85% من تلوث الجسيمات المحمولة جوا.
والخبر الجيد كما يقول الباحثون إن معدلات التلوث الناجم عن أدخنة المواقد ومياه الشرب غير النظيفة آخذة في الانخفاض مع بدء تخلص الدول منخفضة ومتوسطة الدخل من الفقر.
لكن في مناطق كثيرة أخرى ستصبح حصيلة ضحايا التلوث أكثر سوءا ما لم يتم استخدام مصادر طاقة نظيفة. وبينما تستمر الدول مرتفعة الدخل في حرق كميات كبيرة من الوقود الحفري تزيد معدلات النمو السريعة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل من مشكلة التلوث الجوي.
وتعتبر المدن مسؤولة عن 75% من انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم، ما يجعلها مميتة حيث يتنفس 90% تقريبا من الحضر هواء لا يتماشى مع معايير منظمة الصحة العالمية الخاصة بجودة الهواء.
وحسب التقرير تتضمن جهود التنمية في بعض الدول مزيدا من التعدين وارتفاع معدل إزالة الغابات وزيادة استخدام المبيدات الحشرية، وزيادة الطلب على توليد الكهرباء، ومزيد من السيارات التي تعمل بالغاز على الطرق.
لكن كل هذا يأتي بتكلفة، فوفقا للتقرير تزيد خسائر الإنتاجية بسبب ما يطلقون عليه "التنمية غير الصحية وغير المستدامة" من المرض والموت، اللذين يسلبان اقتصاد العالم 2% من الناتج المحلي الإجمالي سنويا.
وأخيرا دعا الباحثون الدول النامية إلى التخلي عن الطرق الصناعية القديمة، والتغيير إلى مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية أو توليد الرياح. وإذا لم يحدث ذلك ستصبح الإحصاءات أكثر سوءا وستزيد معدلات الوفيات بسبب التلوث الجوي، بنسبة أكثر من 50% بحلول 2050.
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg جزيرة ام اند امز