موقع بومبيي الأثري يفرض حدّا أقصى لعدد زواره اليومي.. السبب لن تتخيله
بدأ موقع بومبي الأثري الشهير، الواقع بالقرب من نابولي، في استقبال الزوار بتذاكر دخول شخصية، مع فرض حد أقصى لعدد الزوار اليومي يصل إلى 20 ألف شخص.
يأتي القرار في خطوة تهدف إلى الحد من تأثير السياحة الجماعية، وهو إجراء مشابه لما اعتمدته مواقع سياحية إيطالية أخرى.
وأوضح مدير الموقع، جابرييل زوختريجل، في حديث لوكالة فرانس برس، "نسعى لضمان تجربة مميزة لجميع الزوار بعيدًا عن مشكلات السياحة المفرطة"، مشيرًا إلى وجود دوافع تتعلق بالأمن والسلامة لكل من الزوار والموظفين، بالإضافة إلى الحفاظ على هذا الموقع الأثري الفريد.
ويبلغ سعر تذكرة الدخول الكاملة إلى الموقع، المُدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، 22 يورو (23.20 دولارًا). وبعد التحقق من هويات الزوار، يمكنهم التجول بين المدرج والمنازل والشوارع التي تطل على بركان فيزوف، الذي غمر المدينة إثر ثورانه عام 79 ميلادية.
وعلى الرغم من أن عملية استقبال السياح تسير بسلاسة حاليًا، يُتوقع أن تكون الأمور أكثر تعقيدًا خلال موسم الصيف المقبل، خاصة بالنسبة لأولئك الذين حجزوا تذاكرهم مسبقًا أو يسافرون في مجموعات منظمة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الازدحام إلى إبراز تأثير الضوابط الجديدة بشكل واضح.
ويدرك الزوار، سواء كانوا على علم بالقواعد الجديدة أم لا، أهمية الحفاظ على الموقع.
ويعبر يان كوبيتس، سائح من جمهورية التشيك، عن رأيه قائلاً، "إنها فكرة جيدة"، مشيراً إلى أن "السياحة المفرطة تعد مشكلة عالمية، وإذا استقبل الموقع أعداداً كبيرة جداً من الزوار، فقد لا يكون متاحاً للأجيال القادمة".
وتوضح إدارة موقع بومبيي أنها تسعى لتجربة هذا الإجراء بعد أن شهد الموقع، الذي استقطب أكثر من أربعة ملايين زائر في عام 2023، ازدحاماً كبيراً خلال أيام معينة.
ومن المتوقع أن يحطم هذا المعدل رقماً قياسياً جديداً هذا العام، حيث زار الموقع 3.84 ملايين شخص بين شهري يناير/كانون الثاني وأكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك 36 ألف زائر في يوم أحد واحد، حيث تكون الزيارة مجانية.
وقد يخضع الحد الأقصى لعدد الزوار اليومي، المحدد بـ20 ألف شخص (15 ألفاً في الفترة الصباحية و5 آلاف في فترة ما بعد الظهر)، للتعديل.
ويستقطب الموقع السياح بجمال المدينة المدفونة التي تترك أثراً عميقاً في نفوس الزوار عند مشاهدة الجثث المتحجرة لضحايا الثوران البركاني.
وغطّى الرماد الناتج عن ثوران بركان فيزوف قبل حوالي ألفي عام معظم الآثار والمنازل، مما ساهم في الحفاظ عليها بحالة جيدة إلى حد كبير. تمتد مساحة بومبي إلى حوالي 22 هكتاراً، ولا يزال ثلث هذه المساحة غير مستكشف حتى اليوم.
وشهدت أعداد السياح ارتفاعاً ملحوظاً في جميع أنحاء العالم بعد جائحة كوفيد-19، مما دفع مواقع سياحية إيطالية أخرى إلى اتخاذ تدابير للحد من تدفق السياحة الجماعية.
على سبيل المثال، فرضت مدينة البندقية خلال فصل الربيع ضريبة على الزوار الذين يأتون ليوم واحد خلال فترات الذروة السياحية.
aXA6IDMuMTMzLjEzMy4xOCA= جزيرة ام اند امز