بتذكرة التعويضات.. بومبيو يسابق قطار الانتخابات لصالح السودان

بومبيو لديه خطة تضمن شطب السودان من اللائحة السوداء الأمريكية للدول الراعية للإرهاب
يسابق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الزمن قبل أسابيع على ماراثون الانتخابات الرئاسية القادمة، لحل الخلاف مع السودان المدرج على قوائم واشنطن للإرهاب.
"هي فرصة لا تأتي إلا مرة واحدة للحصول على تعويضات" لضحايا اعتداءين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، قبل عقدين من الزمن.
هكذا على الأقل يراها بومبيو الذي يدعو لدعم الحكومة الانتقالية بقيادة مدنية في السودان بعد تخلصه أخيراً من الديكتاتورية الإسلامية (في إشارة لحكم الإخوان بقيادة عمر البشير المتهم بالوقوف وراء الاعتداءين)".
والسودان المدرج على اللائحة السوداء الأمريكية للدول الراعية للإرهاب منذ 1993، تفاقمت أزمته مع اعتداءي السفارتين في 1998، في عقوبة باتت عائقا أمام الاستثمارات في البلد الواقع شمال شرق أفريقيا.
في ذلك الوقت، أصبح السودان برئاسة البشير المتهم بتوفير الملاذ لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، منبوذا لدى واشنطن.
اللهجة تغيرت
لكن رويدا رويدا، غيرت واشنطن من لهجتها إزاء السودان، في عهد الرئيس السابق الديمقراطي باراك أوباما، قبل مجيئ خلفه دونالد ترامب، حيث فتحت الولايات المتحدة، قبل سقوط البشير، حوارا لشطب الخرطوم من قائمتها السوداء.
بيْد أن الاحتجاجات التي أطاحت بالبشير في أبريل/نيسان من العام الماضي، سرّعت قطار الحركة الدبلوماسية، حيث بدا ذلك من خلال مواقف بومبيو الداعمة لرئيس الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك.
وأواخر أغسطس/آب الماضي، زار بومبيو الخرطوم، في أول زيارة واكبتها "العين الإخبارية" لوزير خارجية أمريكي منذ 15 عاما.
غير أن المفاوضات بين البلدين تعثرت بسبب الملف القضائي المتعلق بدفع تعويضات لعائلات الضحايا.
الحل في خطة بومبيو
وفي تصريح لفرانس برس، قالت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن بومبيو بات يعتقد أن هناك حلا في الأفق، بل وجعل من ذلك "إحدى أولوياته الرئيسية".
حلٌ يكمن في خطة وضعها بومبيو تنص على إيداع الخرطوم أموال في حساب مجمد، لن يتم دفعها إلا بشروط لتعويض مقدمي الشكاوى في الولايات المتحدة.
وفيما لم تتضح قيمة التعويضات بشكل رسمي، تحدثت وسائل إعلام أمريكية عن 335 مليون دولار.
والشروط التي يريدها السودان مقابل دفع التعويضات، تشمل شطبه من اللائحة السوداء، وإقرار قانون ينص على "السلام القانوني" تجنبا لأية ملاحقات جديدة في المستقبل.
في رسالته التي قدمها لأعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، واطلعت عليها فرانس برس، يمارس بومبيو الضغط من أجل التصويت على هذا الملف.
ولفت وزير الخارجية الأمريكي إلى ضرورة أن يدخل هذا القانون حيز التنفيذ، منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، أي قبل انتخابات البيت الأبيض بنحو أسبوعين، لضمان دفع التعويضات للضحايا، ما إن يتم شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وفيما أعلن أعضاء في مجلس الشيوخ دعمهم طلب بومبيو، يسود قلق داخل الإدارة الأمريكية، حيال مقاومة مسؤولين ديموقراطيين مؤثرين.