صور وشكوك.. ما حقيقة الوضع الصحي لزعيم إخوان تونس؟
صور تنشرها قيادات إخوانية في تونس لزعيمهم راشد الغنوشي ترفع منسوب الشكوك حول حالته الصحية عقب إصابته بفيروس كورونا.
والليلة الماضية، راجت أخبار عن تدهور الحالة الصحية للغنوشي الذي يترأس البرلمان التونسي، والقابع حاليا بالمستشفى العسكري في العاصمة عقب إصابته بالوباء.
ووفق مصادر متطابقة، شهد محيط المستشفى، بالليلة نفسها، تواجدا أمنيا كثيفا وزيارات أجرتها شخصيات سياسية للمكان، ما فاقم الشكوك حول وجود تطورات غير سارة في الحالة الصحية للغنوشي.
ولتكذيب ما يتم تداوله، نشرت قيادات إخوانية، صباح اليوم الجمعة، مجموعة من الصور ظهر فيها الغنوشي وهو يتناول فطور الصباح داخل منزله.
وخلافا للهدف من نشرها، زادت الصور في منسوب الغموض حول صحة الغنوشي، حيث اعتبر تونسيون أنها مفبركة، وتذكر بنفس السيناريو الذي حدث للرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي قبل وفاته بثلاثة أيام، حين التقى وزير الدفاع آنذاك عبد الكريم الزبيدي لتكذيب خبر تعكر حالته الصحية.
الصحفي التونسي المعز حاج منصور، قال تعقيبا على الموضوع في تدوينة عبر فيسبوك: "بات شبه مؤكد اليوم أن راشد الغنوشي في وضعية صحية لم تعد تسمح له بمباشرة مهامه السياسية لا في البرلمان ولا في حركة النهضة".
وأضاف أن "تداعيات مرضه الأخير تسببت له في انهيار جسدي وفقدان القدرة على المشي حتى لمسافات قصيرة، ولم يعد قادرا على نظم الكلام والجمل بصورة مسترسلة".
ويعتقد الحاج منصور أن نشر صورة ثابتة للرجل وهو يحدق في عدد حديث لإحدى الصحف المحلية، يثبت أن حاشيته تريد إخفاء حقيقة مرضه، وأنه فقد القدرة على القيام بوظيفته السياسية.
من جانبه، طالب البرلماني التونسي هيكل المكي، خلال اجتماع لجنة الصحة بمجلس النواب صباح اليوم، النائب الأول للغنوشي بتقديم تصريح واضح للنواب والرأي العام بخصوص الوضعية الصحية لرئيس المؤسسة التشريعية، متسائلا حول سيناريوهات الشغور الوقتي أو الدائم للمنصب.
كما كتب الناشط السياسي فتحي العمدوني يقول: "تأملوا جيدا صور كاهن المعبد الأزرق راشد الخريجي الغنوشي داخل مطبخ منزله بحي رياض الأندلس بأريانة (العاصمة)، وقد وضعوا له فطور الصباح المتكون من كوب قهوة أو شاي وحبات تمر، وكأس زيت زيتون بكر، وصحن (طبق) من التين".
وأضاف عبر فيسبوك: "كما وضعوا أمامه جريدة الشروق لصبيحة اليوم 23 جويلية (يوليو) 2021، والمشكلة هي أن الجريدة تحركت من مكانها من الجهة اليسرى إلى وسط الطاولة وكذلك بالنسبة للكأس وصحن التمر، وأما عن الغنوشي وحسب وضعيته في الصورتين، فإنه تقريبا عاجز عن الحركة أي أنه مصاب بشلل جزئي وغير قادر على تحريك يديه أو الوقوف وربما عاجز عن النطق أيضا، وقد تدخلت أطراف خارجية لتغيير وضعية يديه وتحريك الجريدة دون فتحها ودون أن يتصفحها".
وأردف: "أتحداكم أن تظهروه واقفا يمشي أو جالسا يتكلم، لافتا إلى أن الغنوشي ذكره بالرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في آخر لقاء جمعه بوزير دفاعه حينها عبد الكريم الزبيدي، قبل إعلان وفاته يوم عيد الجمهورية (25 يوليو/تموز 2019).
واعتبر أن الترويج صبيحة اليوم لخبر وفاة رئيس الحكومة الأسبق الحبيب الصيد من طرف إعلام حركة النهضة الإخوانية يدخل في إطار التغطية على الحالة الصحية للغنوشي.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت إذاعة تونسية خاصة وفاة الصيد، قبل أن تسارع عائلته بتفنيد الخبر مؤكدة سلامة حالته الصحية.