5 أسباب جعلت البابا فرنسيس شخصية محبوبة عالميًا

في 2018، أطلق البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية دعوة قوية إلى الناشطين في مجال السلام: "ابدأوا ثورة! حركوا الأمور! العالم أصم؛ عليكم أن تفتحوا آذانه".
كانت هذه الدعوة بمثابة جوهر رسالته طوال فترة حبريته، حيث أطلق ثورة غير عنيفة، داعيًا الجميع للانضمام إليها.
وعلى مدار 12 عامًا، أثبت البابا فرنسيس أنه واحد من أبرز القادة الروحيين في تاريخ الكنيسة، واعتُبر من بين أكثر الباباوات تقدمية وراديكالية في مجالات السلام والمصالحة.
1.دعوته للسلام واللاعنف: ثورة من أجل السلام
منذ بداية حبريته، كان البابا فرنسيس من أبرز المدافعين عن السلام والمصالحة. دعوته المستمرة لإنهاء جميع الحروب، بما في ذلك الحروب النووية، جعلته شخصية محورية في مجال السلام.
لم يتردد في التعبير عن مواقفه ضد الحرب في كل مناسبة، سواء في الحرب الروسية الأوكرانية أو الصراعات في أفريقيا.
كما دعا دائمًا إلى التفاوض والسلام كحلول للنزاعات.
في إحدى اللحظات التاريخية، توجه البابا فرنسيس إلى السفارة الروسية في الفاتيكان خلال الحرب، مطالبًا بوقفها.
هذا الموقف كان بمثابة تعبير عن إيمانه العميق بأن السلام هو الخيار الوحيد أمام البشرية.
2. اهتمامه العميق بالفقراء والمهمشين
برز البابا فرنسيس بمواقف قوية دعمًا للفقراء والمحرومين، حيث تبنى قضية العدالة الاجتماعية بكل وضوح.
كان دائمًا صوتًا مدافعًا عن حقوق الفقراء والمهمشين، مؤكدًا أن الكنيسة يجب أن تكون صوتًا للمستضعفين.
عبّر عن دعمه الكبير للمهاجرين واللاجئين، ورفض الحياة الباذخة، مفضلًا العيش حياة متواضعة في الفاتيكان.
تفاعله الشخصي مع الناس العاديين في جميع أنحاء العالم جعل منه شخصية محبوبة في كل الأوساط الاجتماعية.
3. دعوته لحماية البيئة والاهتمام بالأرض
في خطوة جريئة، دعا البابا فرنسيس العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية البيئة وحل قضايا تغير المناخ.
في عام 2015، أصدر رسالة بابوية تاريخية بعنوان "كنيسة الأرض"، تناول فيها أضرار التلوث والتغيرات المناخية على الأجيال القادمة.
كما حذر من استغلال الموارد الطبيعية دون مراعاة الآثار البيئية المدمرة على كوكب الأرض. دعا البابا دائمًا إلى التوازن بين التنمية والبيئة، مما جعله واحدًا من أبرز الشخصيات العالمية في مجال حماية كوكب الأرض.
4. إصلاح الكنيسة: التغيير من الداخل
كان البابا فرنسيس أحد أبرز القادة الدينيين الذين عملوا على إصلاح الكنيسة الكاثوليكية من الداخل، حيث اعتقد أن الإصلاح لا بد أن يبدأ في قلب المؤسسة نفسها، وأن الكنيسة بحاجة إلى الشفافية والمساءلة لضمان ارتباطها الوثيق بالمجتمع.
عمل البابا على تقليص الفجوة بين القيم الكنسية والممارسات الفعلية داخل الفاتيكان، مسلطًا الضوء على ضرورة التغيير الداخلي الذي يُحدث أثرًا إيجابيًا على المؤمنين وعلى المؤسسة ككل.
5. تواصله الإنساني مع العالم بشخصية قريبة من الجميع
تميز البابا فرنسيس بتواصله الإنساني العميق مع الناس في جميع أنحاء العالم.
لم يكن قائدًا دينيًا فحسب، بل كان أيضًا شخصًا متواضعًا يحترم جميع الثقافات والخلفيات الدينية. زار العديد من المناطق المتضررة من الحروب والمجاعات، وفتح قلبه للناس من جميع الأعراق والمعتقدات.
في عام 2019، عُرف بموقفه التاريخي في الفاتيكان عندما جمع قادة جنوب السودان، الذين كانوا في حالة نزاع، وحاول التوسط بينهم لإنهاء الحرب. ركع أمامهم وتوسل من أجل السلام، مما كان لحظة مؤثرة تُظهر التزامه الحقيقي بالسلام والتفاهم.
في أكثر من قرن، تعاقب على قيادة الكنيسة الكاثوليكية عشرة بابوات، خدموا أكثر من 1.4 مليار مؤمن حول العالم بين عامي 1903 و2025.
توفي البابا فرنسيس، خورخي ماريو بيرغوليو، صباح يوم إثنين الفصح عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد أكثر من عقد قاد فيه الكنيسة منذ انتخابه عام 2013 وبذلك أصبح البابا العاشر خلال 122 عامًا.