البابا فرنسيس.. وداع محاط بالمحبين حتى الرمق الأخير

في وداعٍ تميّز بالسكينة والاحتضان الإنساني، رحل البابا فرنسيس عن عالمنا، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع مع المرض رافقه فيه أفراد قلائل شكّلوا دائرته الأقرب والأوفى.
في عشية وفاته، ظهر البابا علنًا للمرة الأخيرة خلال احتفالات أحد الفصح في ساحة القديس بطرس، متنقلاً على متن السيارة البابوية "باباموبيلي"، فيما بدت عليه ملامح التعب والضعف.
وبالقرب منه، كان يقف ممرّضه الشخصي ماسيميليانو سترابيتي، إلى جانب سكرتيره الخاص الكاهن خوان كروز فيّالون، في لحظات وثّقتها العدسات كتحية أخيرة للجماهير.
منذ إصابته بالتهاب رئوي مزدوج في فبراير الماضي، كوّن البابا فرنسيس حوله دائرة ضيّقة من المقرّبين، ضمّت ممرّضه الخاص، وثلاثة كهنة، وعددًا من الراهبات. هؤلاء رافقوه في المستشفى، ولاحقًا في مقر إقامته بدار القديسة مارتا، وبقوا إلى جانبه حتى لحظة الوفاة.
ممرّضه... "أنقذ حياته"
كلماته الأخيرة كانت موجهة إلى سترابيتي، ممرّضه الشخصي: "شكرًا لأنك جعلتني أعود إلى الساحة". فبحسب مصادر الفاتيكان، تردّد البابا في الظهور الأخير أمام الحشود، لكن تشجيع سترابيتي أقنعه بذلك.
وكان سترابيتي، البالغ من العمر 53 عامًا، قد التحق بخدمة البابا عام 2022، لكنه كان في محيط الفاتيكان منذ عقود، حيث خدم يوحنا بولس الثاني وبندكتوس السادس عشر.
وقد منحه فرنسيس لقب "المساعد الصحي الشخصي"، وهو لقب يُمنح للمرة الأولى في تاريخ الكنيسة. الطبيب سيرجيو ألفييري، المشرف على الفريق الطبي، أكّد أن البابا أوكل جميع قراراته الصحية إلى سترابيتي، الذي قال للأطباء: "افعلوا كل شيء، لا تتخلّوا عنه."
كهنة وراهبات.. العائلة الروحية الأقرب
في محيط البابا، لعب عدد من الكهنة دورًا محوريًا في دعمه خلال المرض، من بينهم الإيطالي فابيو ساليرنو، الذي شغل منصب السكرتير منذ 2020، والأرجنتيني دانيال بيليزون، والباباوي خوان كروز فيّالون، الذي ارتبط بفرنسيس بعلاقة روحية وثيقة منذ أن رسمه كاهنًا في بوينس آيرس عام 2011.
أما الراهبات، فكنّ جزءًا أساسيًا من حياته اليومية. فقد أدارت راهبات من رهبنة القديسة مريم البريئة مركز سانت مارتا الطبي، ومقر إقامة البابا الذي اختاره بديلًا عن القصر الرسولي، مفضّلًا بساطته وقربه من الناس.
البابا فرنسيس، الذي اعتُبر صوتًا للسلام والعدالة الاجتماعية طوال حبريته، رحل كما عاش: متواضعًا، محاطًا بالمحبّين، قريبًا من الإنسان.
ومع بدء مراسم الوداع في بازيليك القديس بطرس، تُطوى صفحة تاريخية في الكنيسة الكاثوليكية، لكن إرثها سيبقى حاضرًا في وجدان الملايين.
aXA6IDE4LjIxNy4yMTIuMjIyIA== جزيرة ام اند امز