شيوخ في الكنائس وباباوات داخل المساجد.. التقارب الديني بأبهى صوره
البابا بنديكتوس السادس عشر يزور المسجد الأزرق في تركيا 2006، عقب خطاب حمل إساءة إلى الإسلام ألقاه في جامعة راتسبون الألمانية
"بابا يزور مسجدا وشيخ داخل كنيسة"، مشهد تكرر كثيرا خلال العقود الماضية، وتوسع في السنوات الأخيرة ليشمل تبادل الزيارات بين القيادات الدينية من المسلمين والمسيحيين لدور العبادة من الديانتين.
مشهد تمثل في زيارة قيادات دينية كبيرة إلى الفاتيكان، المنبر الكاثوليكي الأكبر في العالم، وحلول بابا الفاتيكان وقيادات كاثوليكية ضيوفا على دول عربية وإسلامية، ما يدل على التقارب الإسلامي-المسيحي.
وفي خضم التقارب الديني، عقدت لقاءات عدة في صروح إسلامية ومساجد وكنائس، بل داخل دولة الفاتيكان ذاتها، وصدر عنها وثائق تدعو إلى التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف وصدام الحضارات، وتأكيد احترام الكرامة البشرية وحقوق الإنسان.
- 8 محطات بارزة في زيارات البابا فرنسيس الخارجية خلال 5 سنوات
- مارادونا يشيد بزيارة البابا فرنسيس للإمارات
باباوات في المساجد
أجرى البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية الـ64، أول زيارة لحبر روماني إلى مسجد، عند زيارته للجامع الأموي في العاصمة السورية دمشق عام 2001.
وبعد 5 سنوات، زار البابا بنديكتوس السادس عشر المسجد الأزرق في تركيا عام 2006، عقب خطاب حمل إساءة إلى الإسلام، ألقاه في جامعة راتسبون الألمانية؛ ما أسهم في تهدئة نفوس المسلمين.
وفي عام 2009، زار البابا بنديكتوس السادس عشر، أيضا، مسجد الملك حسين في الأردن.
ويعد قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، أكثر الباباوات الذين زاروا مساجد حتى الآن، والبداية من المسجد الأقصى في فلسطين، بما يحمله من رمزية للمسلمين، تبعها بزيارة إلى المسجد الأزرق في تركيا 2014، ومسجد كودوكو في عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى بانغي 2015.
وزار قداسة البابا، بصفته أسقف روما، مسجد العاصمة الإيطالية 2016، ثم مسجد حيدر علييف في أذربيجان في العام ذاته، وخلال ساعات يزور البابا فرنسيس مسجد الشيخ زايد في أبوظبي، ويشارك في مؤتمر للحوار بين الأديان ضمن زيارة رسمية إلى دولة الإمارات تمتد 3 أيام.
قادة مسلمون في الكنائس
حرص عدد من القادة المسلمين على زيارة الكاتدرائيات والكنائس داخل دولهم أو في البلاد التي يزورونها.
ويعد قادة فلسطين، منذ عودة الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى بلاده 1994 حتى اليوم، أكثر مَن حرصوا على زيارة الكنائس، والمشاركة في قداس الميلاد بكنيسة المهد في بيت لحم.
كما زار عرفات والرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس، الفاتيكان مرات عدة.
وزار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكثر من كاتدرائية منذ انتخابه 2014، كما زار الفاتيكان في العام ذاته أيضا.
كما زار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كاتدرائية العبّاسية المصرية، في خطوة غير مسبوقة، التقى خلالها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عام 2018.
ويعد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول عاهل سعودي يزور الفاتيكان، إذ التقى البابا بنديكتوس السادس عشر 2007، وسبقه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بزيارة الفاتيكان عام 2016.
وأيضا، زار الشيح محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفاتيكان والتقى قداسة البابا فرنسيس عام 2016.
وزار محمد العيسى، أمين سر رابطة العالم الإسلامي، الذي شارك في حوارات عدة بين الأديان، الفاتيكان عام 2017.
فيما زار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي استضاف 4 زيارات باباوية، الفاتيكان مرات عدة، آخرها عام 2017.
فيما زار وفد برلماني مصري، خلال حلوله ضيفا على الكويت 2019، كنيسة القديس مرقص، التابعة للأقباط العاملين في البلاد.
ويحل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ضيفاً على دولة الإمارات من 3 إلى 5 فبراير/شباط، ومن المقرر أن يلتقي خلال زيارته فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين.
وتتزامن زيارة بابا الفاتيكان مع إعلان الإمارات 2019 "عام التسامح"، الذي يأتي انسجاما مع رؤيتها القائمة على قيم التسامح، وسعيها النبيل لنشر القيم والفضيلة وإرساء قيم التعايش وقبول الآخر، وتحقيق الانسجام والوئام في المنطقة والعالم.