بالصور.. القاهرة تتجمل لبابا السلام.. وخبراء: فرصة لإنعاش السياحة
وزير السياحة اعتبر أن الزيارة خير دليل على الثقة في مصر وتجعلنا أكثر تفاؤلا بشأن مستقبل هذا القطاع.
استعدادات مكثفة تجري على قدم وساق بالعاصمة المصرية القاهرة قبل ساعات من زيارة مرتقبة لبابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، يشارك خلالها في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، حيث ارتفعت لافتات الترحيب بالبابا فرانسيس فوق كباري وبنايات القاهرة، كما تم تكثيف التواجد الأمني بالعديد من الميادين الكبرى والأحياء والمزارات السياحية والدينية، فيما أكد خبراء أن الزيارة تمثل فرصة لتنشيط قطاع السياحة بمصر، لاسيما قبل فترة الإجازات.
واتفق خبراء السياحة في مصر مع تصريحات وزير السياحة يحيى راشد، بأن زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، الجمعة، تعد أكبر دليل على الثقة في مصر ومكانتها السياحية، حيث إن الزيارة تحمل عدة رسائل هامة في آنٍ واحد، أهمها أن مصر قادرة على توفير مناخ آمن للسياح الأجانب، رغم الهجمات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت كنيسة مارجرجس في طنطا والكنيسة المرقسية مطلع إبريل/ نيسان الحالي.
وجاءت زيارة بابا الفاتيكان لمصر بعد تكهنات بتأجيل أو إلغاء الزيارة على خلفية الهجمات الإرهابية، ولكن خالف البابا التكهنات، الأمر الذي أنعش آمال تعافي السياحة المصرية التي تعاني من ركود شديد الفترة الراهنة.
وعبر وزير السياحة المصرية عن أهمية هذه الزيارة خلال مشاركته في معرض سوق السفر العربي في دبي، بقوله "إن زيارة بابا الفاتيكان خلال الفترة من 28 إلى 29 إبريل/ نيسان تجعلنا أكثر تفاؤلاً بالحركة السياحية في مصر، وأننا نستهدف جذب 10 ملايين سائح بنهاية العام الحالي".
ومن جانبه، أكد أحمد عطية، عضو اتحاد الغرف السياحية المصرية، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن زيارة بابا الفاتيكان تبث 3 رسائل بالغة الأهمية لقطاع السياحة في توقيت دقيق، الأولى هي أن مصر قادرة على توفير مناخ آمن للأجانب سواء كانوا مواطنين عاديين أو شخصيات هامة مثل البابا، وذلك على الرغم من الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها كنيستان هذا الشهر.
وأوضح عطية أن الرسالة الثانية تتلخص في التأكيد على أن هذه الهجمات لا ترتبط بفتنة طائفية، خاصة أنها لاقت غضباً من جميع المصريين، الأمر الذي يطمئن الأجانب بأنهم سيتمتعون بترحيب الشعب المصريين.
أما الرسالة الثالثة، فحددها عضو اتحاد الغرف السياحية في أن العالم يتضامن مع جميع الدول العربية والإسلامية، التي تشهد هجمات إرهابية وأنها شهادة على جهود المنطقة في مواجهة التطرف.
كما أشار إلى أن أهمية زيارة بابا الفاتيكان تكمن أيضاً في توقيتها، نظراً لأن الهجمات الإرهابية الأخيرة استهدفت ضرب موسم السياحة خلال إبريل/نيسان الذي يشهد عطلة الأوروبيين والأمريكان لمدة أسبوعين إلى 2 أسابيع، بمناسبة عيد القيامة، ومن هنا قد تشجع الزيارة الأجانب على القدوم إلى مصر خلال الأشهر المقبلة.
وشدد على أن الهجمات الإرهابية تستهدف ضرب السياحة من الأساس، نظراً لاختيارها توقيتات مواسم قدوم الأجانب، فعلى سبيل المثال وقعت حادثة تفجير الطائرة الروسية فوق سماء شرم الشيخ في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وهو أهم مواسم السياحة في مصر، ومن ذلك التوقيت هناك حظر على سفر السياح الروس والبريطانيين إلى مصر.
ودعا عطية السياح العرب للقدوم إلى مصر خلال عطلة الصيف، حيث تمثل زيارتهم دافعاً هاماً لنشاط السياحة الذي يعد مصدر دخل لملايين المصريين، وهو الأمر الكفيل بمجابهة التطرف من المنبع لكون سوء الأوضاع الاقتصادية أحد الأسباب الرئيسية المعاونة لانتشار الإرهاب.
وبحسب تصريحات وزير السياحة المصري، فإن السياحة العربية مثلت في عام 2016 ما يعادل 36.3% من إجمالي الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، أي ما يزيد عن ثلث الحركة السياحية الوافدة، وأن عددهم بلغ مليوني سائح مقابل حوالي 1.7 مليون سائح في 2015 أي بزيادة تقدر بـ13.2%.
من جانبه، قال الخبير السياحي، علي غنيم، لبوابة "العين" الإخبارية، إن مثل هذه الزيارات تعد أفضل تسويق ممكن للسياحة المصرية في الفترة الراهنة، التي تحتاج إلى تضافر جميع الجهود لانتشال النشاط من المعاناة الشديدة التي يواجها.
وأكد غنيم أن النشاط السياحي في حاجة إلى حملات تسويقية مكثفة عبر مكاتب هيئة التنشيط السياحي في الخارج، وكذلك عبر شركات العلاقات العامة الدولية التي تعاقدت معها وزارة السياحية لتحسين صورة القطاع في الخارج، وذلك حتى تتمكن الشركات المصرية من مواصلة النشاط في مواجهة التباطؤ الذي تعاني منه.
وتنفذ وزارة السياحة المصرية عدة برامج للنهوض بالسياحة، تشمل تفعيل برنامج إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة كمنتج سياحي جديد يتضمن 31 نقطة في 8 محافظات.
كما أطلقت برنامج تحفيز الطيران لدعم رحلات الطيران منخفض التكاليف والعارض بما يسمح بتعزيز حركة السياحة من العديد من المقاصد السياحية، ويستهدف البرنامج توجيه الدعم لشركات الطيران وليس لمنظمي الرحلات لمنع الاحتكار إعلاء للمصلحة العام وحتى يوجه الدعم بشكل صحيح.
وتعتزم مصر بدء العمل بالحصول على تأشيرة الدخول إلكترونياً بداية مايو/آيار المقبل، على أن يكون هذا النظام مطابقاً للدول التي لا تحصل على فيزا الدخول إلى مصر في المطارات.