أمين عام "حكماء المسلمين": زيارة البابا للإمارات تعزز مكانتها لنشر التسامح
الدكتور سلطان الرميثي يؤكد أن زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات لها أثر عظيم في التأكيد على تحقيق مبدأ التعايش على الأرض.
أكد الدكتور سلطان الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن زيارة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات لها أثر عظيم في التأكيد على أن الأديان والعقائد تجتمع سويا لتحقيق مبدأ التعايش على الأرض، مشددا على أن اختياره للإمارات يعكس مكانتها في نشر رسالة التسامح.
وقال إن اختيار قداسة البابا دولة الإمارات يعكس المكانة المهمة لها بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، في نشر رسالة التسامح؛ فالدولة التي تحتضن أكثر من 200 جنسية على أرضها ينتمون إلى عقائد وأديان مختلفة ويتمتعون بحرية دينية كاملة ينص عليها القانون ما دام ذلك لا يمس مبادئ الأخوة والتعايش، فهذا في حد ذاته رسالة على قدرة الجميع على التعايش وقبول بعضهم بعضا.
وأضاف الرميثي أن الزيارة تاريخية بكل ما يتعلق بها، من حيث توقيتها على مستوى العالم وما يمر به من أحداث وحروب واختلافات تكاد تعصف بالبشرية فكريا، معربا عن أمله أن تسهم في تعميق الاحترام المتبادل وترسيخ أهمية الحوار الحضاري الثقافي الإيجابي، وبناء الجسور بين مختلف الأديان والعقائد ما يعزز السلام العالمي.
ولفت إلى أن إقامة مؤتمر الأخوة الإسلامية على هامش زيارة البابا فرنسيس تهدف إلى إطلاق عملية إعادة بناء جسور التعارف والتآلف والاحترام والمحبة التي لا بد منها بهدف عبور الإنسانية تجاه الاستقرار والسلام، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الإنسانية لتتمكن من التصدي للتطرف الفكري ونتائجه التدميرية.
وأوضح أن أعمال المؤتمر تستمر على مدار يومين، ويضم 3 جلسات تناقش مواضيع أساسية تتمحور حول منطلقات الأخوة الإنسانية والمسؤولية المشتركة لتحقيق الأخوة الإنسانية، والتحديات والفرص التي تواجه ذلك.
وشدد الرميثي، في حواره مع صحيفة "الشرق الأوسط"، على أن التحديات التي تواجه تقبل الحوار بين مختلف الشعوب والأطياف البشرية كثيرة وأهمها عدم تقبل الاختلاف من أساسه، مؤكدا أن الهدف من هذه المنصات والمناسبات والحوارات هو التأكيد على التعايش الحقيقي بين الناس من خلال تقبل الاختلاف والسعي إلى إعادة الفطرة الإنسانية إلى سلامتها وتنقيتها من الشوائب.
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تعاني كثيرا من الاضطرابات، خاصة خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن جمع كل الأطراف من مختلف المشارب، سواء كانت دينية أو عقائدية أو سياسية أو فكرية، على طاولة واحدة والحوار الجاد وتمكن الجميع من الاستماع إلى بعضهم بقلوب وعقول وأرواح تستدعي فطرتها الإنسانية الأولى، والتفكير الحيادي في كل ما يمكن أن يعيق السلام وتحقيق الاستقرار والتغلب عليه بالمنطق والحكمة، سيعود على المنطقة بإيجابيات لم تكن حتى تخطر على البال وسيعيد التوازن إلى العلاقات بين أهل المنطقة مع أنفسهم، وبينهم وبين العالم الخارجي.
وانطلق، اليوم الأحد، المؤتمر العالمي للأخوّة الإنسانية، التجمع الأكبر والأكثر تنوعاً في العالم العربي لقيادات دينية وفكرية، والذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي، وتتواصل فعالياته حتى الرابع من فبراير الجاري.
ويشارك في هذا المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة، نحو 700 شخصية من قيادات وممثلي الأديان والعقائد المختلفة، ترجمةً لمكانة الإمارات العربية المتحدة كعاصمة عالمية للتسامح والتعايش والحوار السلمي بين الأديان.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز