أستاذ بجامعة إيطالية: جهود الإمارات الخيرية تلقى رضا كبيرا لدى بابا الفاتيكان
فاروق يقول: "إن الاحتفاء بهذه الزيارة بالأوساط الإيطالية يرجع إلى كونها الأولى من نوعها للخليج العربي، وأنها للإمارات على وجه الخصوص".
قال الباحث المصري الدكتور وائل فاروق، الأستاذ بالجامعة الكاثوليكية في مدينة ميلانو الإيطالية، "إن زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة المرتقبة أوائل فبراير/ شباط المقبل، محطة جديدة خلال مسيرته في اللقاء مع العالم الإسلامي".
وأضاف فاروق، وهو أستاذ للأدب وعلوم الاتصال بالجامعة لـ"العين الإخبارية"، أنه يفضّل استخدام كلمة "اللقاء" لأنها أقرب لمنهج البابا الإصلاحي من كلمة "الحوار"، فالحوار بالنسبة له ليس نوعاً من التفاوض للوصول إلى حلول وسط، وليس بحثاً عن نقاط الالتقاء أو محاولة للقفز على نقاط الاختلاف، الحوار حضور، يريد البابا أن يقول: (أنا هنا معك حاضر في حياتك تملأني النوايا الحسنة تجاهك)، والحضور بهذا المعنى شهادة على الإيمان تفتح الطريق للقاء الآخر، بينما الحوار ينطلق وينتهي إلى رسم الحدود بين طرفين".
وتابع: "الاحتفاء بهذه الزيارة في الأوساط الإيطالية يرجع إلى كونها الأولى من نوعها للخليج العربي، وأنها للإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، إذ يُنظر إليها بوصفها نموذجا استثنائيا في التسامح الديني في الشرق الأوسط، تكفل حرية العبادة على أرضها لكل الأديان بما في ذلك الأديان غير السماوية، وهي مجتمع تعددي تسعى دولته إلى تحقيق سعادة مواطنيه والمقيمين فيه، وخصصت لذلك وزارة كاملة، إلى جانب مساهمات أبوظبي الثقافية في إيطاليا التي كان آخرها إهداء المكتبة الوطنية أكثر من ألف كتاب باللغة العربية للجامعة الكاثوليكية والتي يعد البابا رئيساً شرفياً لها".
وشدد على أن الجهود الدؤوبة للإمارات في أعمال الخير ومساعدة الفقراء والمنكوبين، تقابل برضا كبير خاصة من البابا فرنسيس، الذي أعلن العام الماضي "عام الرحمة"، وهي القيمة الروحية المركزية في حبرية هذا البابا العظيم.
وأوضح الأستاذ بالجامعة الكاثوليكية بميلانو، وهو أيضاً عضو مجلس إدارة منتدى ريميني للصداقة بين الشعوب وهو منتدى مقرب من الفاتيكان، أن للحوار كما يفهمه البابا أهداف محددة، أما اللقاء فهو كمن ينثر بذور الخير والمحبة لا يعرف في أي قلب ستنبت وتورق، ولكنه على يقين من أنها ستثمر، وإذا كان الحوار غالباً ما يتحدث عن شراكة وهمية في الإيمان، فإن اللقاء يبحث عن شراكة حقيقية في الحياة.
ونوه الباحث المختص في الأدب وعلوم الاتصال أن هذه ليست مجرد كلمات مجردة أو شعارات يرددها الزعيم الروحي للعالم المسيحي، لكنها محصلة أفعاله ومبادراته، وضرب مثالاً بأساسيات الفاتيكان مؤخراً.
وقال فاروق: "عندما أغلقت الحكومات الأوروبية أبوابها في وجه المهاجرين أمر الكنائس بفتح أبوابها لهم، واستضاف هو شخصياً في بيته 12 عائلة سورية مسلمة، عندما ارتفعت النعرات الشعبوية العنصرية أحيا تقليد المسيح بغسل أقدام تلاميذه، فغسل أقدام المساجين وقبَّلها وكان بينهم مسلمون، وأدان من يصنع السلاح ويتاجر به ويشعل الحروب ليبيعه وقال إنه ليس مسيحياً".
وأوضح أن بابا الفاتيكان أدان في رسالته البابوية عن البيئة، الشمال الغني وحمّله المسؤولية أمام الله والتاريخ عن تدمير البيئة واستعباد شعوب الجنوب الذي لم يتوقف حتى اليوم.
وأشار إلى أن بابا الفاتيكان أجرى إصلاحات كثيرة داخل الكنيسة ومؤسساتها وبنك الفاتيكان، وكل هذا جعله هدفاً للانتقادات لا سيما اليمين الأمريكي، ولكنه يتمتع بشعبية كبيرة جعلته من الشخصيات الرئيسية للجرافيتي.
ووفقاً لتصريحاته، فقد التقى وائل فاروق البابا أكثر من مرة وقال: "رغم بساطته وتواضعه الشديد والابتسامة التي لا تفارقه يبدو سوبر مان حقيقيا، إذا وضعنا في الاعتبار حجم كتاباته ورحلاته المكوكية إلى جانب إدارته لدولة الفاتيكان التي لا تتجاوز مساحتها الكيلومتر المربع، ويصل تأثيرها إلى أركان المعمورة الأربعة".
دولة الإمارات العربية المتحدة رحبت بالزيارة الرسمية التي يجريها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات خلال الفترة من 3 إلى 5 فبراير/ شباط.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، اهتمام وتثمين دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لهذه الزيارة التاريخية التي تكتسب أهمية خاصة في ترسيخ روابط الصداقة والتعاون التي تميزت بها علاقة الإمارات بالفاتيكان بما فيه خير للإنسانية وخدمة السلام العالمي.