بورشه تتعرض لـ«إهانة» في بورصة فرانكفورت وسط أزمة خانقة

تراجعت أسهم "بورشه"، أيقونة صناعة السيارات الألمانية والتابعة لمجموعة فولكسفاغن، بشكل دراماتيكي بعد أن تم شطبها من مؤشر DAX الذي يضم أكبر 40 شركة ألمانية مدرجة في بورصة فرانكفورت.
هذا التطور وصفه مراقبون بأنه "إهانة" للشركة التي دخلت البورصة منذ ثلاث سنوات عبر "الباب الكبير"، لكنها فقدت منذ 2022 حوالي 50% من قيمتها السوقية، بينها 37% خلال العام الأخير وحده، وفقاً لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
الجمعة الماضي، أطلقت بورشه تحذيرًا جديدًا بشأن نتائجها على المدى القصير والمتوسط، ما دفع سهمها للهبوط بنحو 7% عند الإغلاق، في حين انخفض سهم فولكسفاغن بالنسبة نفسها تقريبًا.
أزمة قيادة وتحديات إدارية
الانتكاسة الأخيرة تمثل ضربة موجعة لأوليفر بلوم، الذي يقود بورش منذ 2015 وتولى أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكسفاغن في يوليو/تموز 2022.
ورغم الانتقادات آنذاك لكون إدارة الشركتين "مهمة لا يمكن أن تكون بدوام جزئي"، أصر بلوم على أنه قادر على قيادة المؤسستين معًا. لكن التراجع المتواصل للقيمة السوقية لبورش أعاد تلك الشكوك إلى الواجهة.
تحذير رابع في عام واحد
هذا الإثنين، هبط سهم بورشه بنسبة 8% إضافية بعد خفض توقعات الأرباح لعام 2025، متأثرًا بتأجيل إطلاق سياراتها الكهربائية الجديدة بسبب ضعف الطلب، خصوصًا في السوق الصينية، بالإضافة إلى الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية.
وقال بلوم في مؤتمر عبر الهاتف مع محللين: "شهدنا تراجعًا واضحًا في الطلب على السيارات الكهربائية، وقد أخذنا ذلك في الاعتبار".
انعكاسات مالية كبيرة
قررت بورش خفض توقعاتها لهامش الأرباح لعام 2025 من 5-7% إلى 2% كحد أقصى، بينما جرى تعديل التوقعات على المدى المتوسط من 15-17% إلى 15% فقط. وهذا التراجع سيكلف الشركة خسائر تشغيلية بنحو 1.8 مليار يورو هذا العام.
أما مجموعة فولكسفاغن، المالكة لـ 75.4% من بورش، فقد أعلنت أنها ستتكبد خسائر تصل إلى 5.1 مليار يورو بسبب هذه الاستراتيجية المعدلة.
منعطف حاسم
يرى محللو بنك "جيفريز" أن خفض التوقعات قد يكون الأخير، لكنه يشير أيضًا إلى تحديات أعمق تتعلق بدورة حياة المنتجات وصورة العلامة التجارية. بالنسبة لعملاق السيارات الألماني، قد يشكل هذا التراجع منعطفًا تاريخيًا يلقي بظلاله على مستقبل بورش في سوق السيارات الفاخرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg جزيرة ام اند امز