الإشعاع النووي.. أقراص اليود تعالج المخاوف بشروط

أثارت المخاوف من تطور الحرب الروسية في أوكرانيا إلى صراع نووي قلق القارة الأوروبية التي سارعت إلى توفير أقراص اليود، فما هي القصة؟
يذكر موقع "ويب ميد" الأمريكي، المعني بالشؤون الطبية، أنه في حالة وقوع حادث نووي نتيجة تدمير أو أضرار في محطة نووية، يعتبر اليود المشع 131 إحدى المواد الأولى التي تنتشر بعد الحادث.
ويتسبب النشاط الإشعاعي في الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والأورام وسرطان الدم الحاد وأمراض العيون والاضطرابات العقلية وحتى الأضرار التي تلحق بالمواد الوراثية. وإذا تعرض الجسم لجرعة كبيرة من الإشعاع خلال فترة زمنية قصيرة جداً، فقد يؤدي ذلك إلى الوفاة في غضون ساعات أو أيام قليلة.
لكن أقراص يوديد البوتاسيوم يمكن أن تساعد في حمايتك في حالة الطوارئ أو الحروب الإشعاعية، أو عند وقوع حادث نووي أو هجوم نووي.
الأهمية الكبيرة لهذه المادة السحرية تسببت في زيادة الطلب على أقراص اليود في صيدليات الدول الأوروبية بعد اندلاع قتال بجوار محطة تشيرنوبل النووية الأوكرانية، وإعلان الرئيس الروسي حالة التأهب النووي القصوى.
وذكر موقع يورونيوز أنه تم توزيع أكثر من 30 ألف علبة يوديد البوتاسيوم مجانية أوائل الشهر الجاري في الصيدليات البلجيكية لمن يحملون بطاقة هوية بلجيكية.
وأشار الموقع إلى أن الأمر ذاته حدث في فنلندا وهولندا مع ارتفاع الطلب الأسبوع الماضي، حيث نفد مخزون بعض الصيدليات من اليود، لكن نقابة الصيادلة الفنلندية قالت أنه لا توجد حاجة لتخزين الأقراص نظرًا لوجود الكثير من الإمدادات.
وفي ألمانيا تحتفظ السلطات بمخزون دائم من أقراص اليود التي يمكن توزيعها على السكان الذين يقعون في محيط المفاعلات النووية إذا حدث أمر مفاجئ لأحدها على سبيل المثال.
ويرى الخبراء أنه في حال التعرض للإشعاع النووي ينبغي الحصول على حبوب اليود (المعروفة باسم يوديد البوتاسيوم)، والتي تكون بتركيز 150مج تحتوي على اليود غير المشع، والتي تقلل فرصة اختزان اليود المشع الضار في الجسم، حيث إن اليود من العناصر الأساسية التي تساعد الغدة على العمل بشكل سليم داخل الجسم.
لكن الخبراء يحذرون من تناول أقراص اليود فوراً كإجراء وقائي، لأن الغدة الدرقية تخزن اليود فقط لفترة زمنية معينة.
ويمكن أن يكون التناول غير الضروري لجرعات عالية من اليود أمراً خطيراً، لأن العديد من الأشخاص، يعانون بالفعل من فرط نشاط الغدة الدرقية، ولا ينبغي لأحد أن يأخذ هذه الأقراص إلا إذا كان في خطر شديد!
وتقول وزارة البيئة الألمانية، إن تناول الأفراد أقراص اليود ضمن مسافة تصل إلى مائة كيلومتر من الكوارث النووية يمكن أن يكون منطقياً، لكن الوقت المناسب مهم. ويكون مفعول أقراص اليود أفضل، عندما يتم تناول الأقراص قبل أو أثناء التعرض لليود المشع.