رئيس وزراء بريطانيا المحتمل.. فضائح "جاهزة" قبل التنصيب
فيما تعصف أزمة الاستقالات بحكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تهدد الفضائح خطط ريشي سوناك لخلافته، خاصة فيما يتعلق بأعمال زوجته.
وبعد تعهده بمواصلة القتال حتى وقت متأخر من مساء الأربعاء، قيل إن رئيس الوزراء قبل بأن اللعبة انتهت في وقت مبكر من صباح الخميس، وبدأ العمل على بيان استقالته.
وقال جونسون في خطابه: "أريدكم أن تعرفوا أنني حزين للغاية للتخلي عن أفضل وظيفة في العالم".
وتبين منذ ذاك الحين أنه أجرى مكالمة مجاملة للملكة، لإطلاعها على الخطاب الذي نوى إلقاءه، وهو أمر لم يكن ملزما به دستوريا.
وخلال الساعات التي تلت إعلان الاستقالة، دشن حزب المحافظين الحاكم إجراءات انتخاب قائد جديد للحزب ورئيس للوزراء، فيما واصل رئيس الوزراء المستقيل تشكيل حكومته المؤقتة.
فرص المرشح الجديد
أعلن وزير المال البريطاني السابق ريشي سوناك، الجمعة، ترشحه لخلافة بوريس جونسون على رأس حزب المحافظين، وبالتالي على رأس الحكومة البريطانية.
وكتب سوناك عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أترشح لأكون الرئيس المقبل لحزب المحافظين ورئيسكم للوزراء. فلنعد إرساء الثقة ولنعد بناء الاقتصاد ونوحد البلاد".
ويعتبر سوناك (42 عاما) أحد المرشحين الأوفر حظا في هذا السباق. وكان أعلن الثلاثاء استقالته مع نظيره وزير الصحة السابق ساجد جويد بعد فضيحة جديدة طالت حكومة جونسون.
ولوّح حزب العمال البريطاني، أكبر الاحزاب السياسية المعارضة في المملكة المتحدة، الجمعة بطرح الثقة برئيس الوزراء بوريس جونسون لإخراجه من السلطة فورا، بعدما أُجبر على التنحي على أثر استقالات جماعية في حكومته.
زوجة سوناك
تهدد فضيحة التهرب من الضرائب، التي كشفت عنها صحيفة "إندبندنت" البريطانية، الأربعاء 6 أبريل/نيسان 2022، عن أن أكشاتا مورتي، زوجة وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك، ربما ربحت الملايين من وضع إعفاء ضريبي على العائدات من الخارج، على مدى سنوات.
وظلت مارتي تتمتع بوضع "غير مقيم ضريبياً" حتى شهر أبريل/نيسان من عام 2020 في الأقل، أي إلى ما بعد شهرين من تولي زوجها منصب وزير الخزانة الذي يخوّله فرض الضرائب على كل البريطانيين.
وتقدر ثروة أسرة أكشاتا مورتي بأكثر من 4.5 مليار دولار (3.5 مليار جنيه إسترليني). ونقلت الصحيفة عن مصدرَين على علم بالموضوع أن هذا الوضع الضريبي يمكن أن يكون قد وفر لها الملايين من الدخل من استثمارات خارج بريطانيا. ولم يحدد المصدران المبلغ، لكنهما قالا للصحيفة إنه يمكن أن يكون بالملايين.
وبحسب الصحيفة، رفضت وزارة الخزانة البريطانية التعليق على الموضوع، ولم يرد الوزير سوناك على طلب الصحيفة تعليقاً منه على تقريرها الحصري قبل نشره.
ليست هناك مشكلة قانونية في وضع الإعفاء الضريبي "غير المقيم ضريبياً"، وهو يختلف عن وضع "غير المقيم". ويحق لغير المقيم ضريبياً، أي الذي يبلغ السلطات بأن عنوانه الدائم خارج بريطانيا كونه مولوداً خارج بريطانيا أو أقام لسنوات خارج بريطانيا، ألا يدفع أي ضرائب على عائدات أي دخل من خارج بريطانيا مثل أرباح الأسهم والاستثمارات الأخرى أو إيجار عقارات، كما لا يدفع ضريبة ترِكات. مع ذلك يمكن لغير المقيم ضريبياً أن يعيش في بريطانيا طول أيام السنة.
أما المقيم في بريطانيا فيدفع ضريبة على الدخل من عائدات أرباح الأسهم والاستثمارات بنسبة تزيد على 38%، كما يدفع ضريبة تركات بنسبة 40%. ويلجأ كثر من البريطانيين للإبلاغ عن أنهم في وضع "غير مقيم ضريبياً" لتفادي دفع الضرائب.
وتملك أكشاتا مورتي، وهي ابنة الملياردير الهندي نارايانا مورتي، استثمارات في شركات عدة، كما أنها مديرة شركة "كاتاماران فينشر" الاستثمارية المسجلة في بريطانيا باعتبارها "شركة عائلية" للاستثمار في رأس المال والأسهم، ومقرها في بنغالور ولندن. ويرأس والدها فرعَي الشركة في الهند.
ومن بين استثمارات أكشاتا مورتي، نصيب في شركة "إنفوسيس"، وهي شركة هندية أسسها والدها ومسجلة على مؤشر سوق نيويورك وتدر عائداً سنوياً بمليارات الدولارات.
وكانت شركة إنفوسيس مثار اهتمام إعلامي أخيراً بسبب استثماراتها في روسيا. وأعلنت الشركة أنها أغلقت أعمالها في روسيا بعد حرب أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن ريشي سوناك لم يوضح استثمارات زوجته في إعلان الذمة المالية لأعضاء البرلمان والحكومة. لكن سوناك رد على ذلك بالقول إنه "التزم بقواعد السلوك الوزاري حرفياً".
وتنص مدونة السلوك الوزاري على أن يعلن مَن يتولى المنصب عن أي مصالح "يمكن أن تشكل احتمال تضارب المصالح"، وأن ذلك يشمل أيضاً "مصالح شريك/ة أو زوج/ة الوزير وأفراد العائلة المقربين".
لكن الصحيفة أكدت في تقريرها الحصري أن هذا لا يعني أن الوزير نفسه تفادى دفع أي ضرائب على دخله هو.
وتأتي المعلومات التي كشفت عنها "إندبندنت" في وقت تتراجع فيه شعبية وزير الخزانة بشدة بين البريطانيين، وسط اتهامات بفشل حكومته في وقف الارتفاع الهائل في تكاليف المعيشة.
وفي الوقت الذي وصل فيه ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى في بريطانيا وبلغت معدلات التضخم أقصى مستوياتها، زاد ريشي سوناك الضرائب على البريطانيين إلى أعلى مستوى منذ أربعينيات القرن الماضي.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوجوف" أن أكثر من نصف البريطانيين لا يوافقون على وزير الخزانة ريشي سوناك، بينما قالت نسبة 2% فقط إنهم يقبلون به.