استقالة بوريس جونسون.. إعلام بريطانيا بين السخرية والتحفظ
سلطت الصحف البريطانية الضوء على استقالة رئيس الوزراء بوريس جونسون، ولكن بطريقتها الخاصة التي تباينت بين الاحتفال والتحفظ.
لكن على النقيض عجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ورسومات تسخر من بوريس جونسون، الذي تحطمت نجاحاته على صخرة سلسلة من الفضائح فجرها "كوفيد" تارة، وسوء الاختيار تارة أخرى.
وكتبت صحيفة "ذا صن" "بو - جو" (اذهب يا بوريس) في صدر صفحتها الرئيسية على موقعها الإلكتروني.
وأضافت :"يحاول جونسون أن يعرج حتى أكتوبر/تشرين الأول مع مجلس الوزراء من (الزومبي)، لكن كبار المحافظين يطالبونه بالرحيل الآن".
ونشرت صورة للاجتماع بأعضائه الجدد وعلقت أنه "اجتماع الزومبي".
"ميرور" كانت أكثر تحفظا، واكتفت بعنوان رئيسي عمن هم أبرز المرشحين لخلافة جونسون، وبالمثل تعاملت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" التي اكتفت بعرض أهم الملفات الخاصة بالتطورات السياسية.
واعتبرت صحيفة "إكسبريس" أن رئيس الوزراء يحاول استغلال أي ثغرة للتشبث بالمنصب أطول فترة ممكنة.
"الجارديان" اتخذت منحنى مختلفا، حيث التقطت أهم التطورات في صور من بينها لأشخاص يجلسون في مقهى ويتابعون أنباء استقالة جونسون، وأخرى لرئيس الوزراء، وهو يقبل زوجته ويحمل ابنه.
وعلى النقيض، مواقع التواصل الاجتماعي تناولت الاستقالة بالكثير من السخرية والاستهزاء من جونسون، حيث أثارت معركته للبقاء في المنصب أطول فترة ممكنة موجة سخرية عبر عنها البعض بـ"كوميكس".
حساب باسم "الحرب الباردة ستيف" الذى ينظر له على أنه ساخر محلي يهتم بكل ما يدور في النظام السياسي البريطاني، نشر صورة لجونسون وهو يقاتل من أجل البقاء لكن بشكل ساخر.
ونشر مستخدم آخر مزحة يلقيها أحدهم بأنه في إحدى المرات حصل على أغلبية بأكثر من ٨٠ مقعدا، لكنه انتهى به الحال مطرودا خلال أقل من ثلاث سنوات.
كما نشر أحدهم صورة لجونسون "كوميكس" خلال كلمة سابقة بالبرلمان وأمامه طبق "فيشار".
ولاحقت الفضائح جونسون مؤخرا؛ فمنذ نهاية العام الماضي يصارع السياسي اتهامات بـ"الكذب" و"الخداع" إثر استضافة مقر إقامته حفلات صاخبة في وقت كان فيه الشعب يئن تحت إغلاق كامل وقت جائحة كورونا.
وقبل أيام، أقر جونسون أيضا بارتكابه "خطأ" بتعيينه في فبراير/شباط الماضي كريس بينشر في منصب مساعد المسؤول عن الانضباط البرلماني للنواب المحافظين، قبل أن يستقيل الأخير الأسبوع الماضي بعدما اتهم بالتحرش برجلين.
والثلاثاء الماضي، أقرت رئاسة الحكومة بأن جونسون حصل على معلومات رسمية في 2019 حول اتهامات سابقة طالت بينشر، لكنه "نسيها" عندما قرر تعيينه في منصب مساعد المسؤول عن الانضباط البرلماني.
تلك الفضائح فجرت عاصفة معارضة لجونسون داخل حزب المحافظين، انتهت بتقديم عشرات المسؤولين بالحكومة استقالات متتالية خلال اليومين الماضيين، ودفعت السياسي إلى توديع فترة النجاح الساحق، والاستجابة للضغوط عبر الاستقالة من زعامة الحزب الحاكم.