من ثاتشر لجونسون.. رؤساء وزراء مطرودون من "جنة المحافظين"
بات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون هو الزعيم المحافظ الرابع الذي أطاح به حزبه، وذلك بعد سلسلة فضائح واستقالات متتالية في حكومته.
وتولى بوريس جونسون السلطة صيف 2019 بعد فوز كبير في الانتخابات، وما زال يرأس الحكومة منذ 3 سنوات، لكن أضعفت الفضائح مصداقيته، واضطر لإعلان استقالته من قيادة حزب المحافظين مع بقائه على رأس الحكومة حتى اختيار خليفة له.
وانتخب بطل مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جونسون زعيما لحزب المحافظين في 23 يوليو/ تموز 2019 بعد فوز ساحق في مواجهة وزير الخارجية جيريمي هانت.
في اليوم التالي عينته الملكة إليزابيث الثانية رئيسا للوزراء ووعد بخروج سريع من الاتحاد الأوروبي.
ووافق النواب على اتفاق بريكست وفي 31 يناير/ كانون الثاني 2020، أي بعد 3 سنوات ونصف السنة على الاستفتاء، وخرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وواجه رئيس الوزراء انتقادات منذ بداية وباء كوفيد-19 بسبب إدارته للأزمة، واتهم خصوصا بأنه كان بطيئًا في الرد. في أبريل/ نيسان 2021، نفى أن يكون أدلى بتصريحات مثيرة للجدل يعارض فيها فرض عزل للمرة الثالثة.
وفي 12 أبريل/نيسان الماضي، أعلن بوريس جونسون أن الشرطة فرضت عليه غرامة لمخالفته القانون - في سابقة لرئيس وزراء في منصبه - لمشاركته في حفلة عيد ميلاد في يونيو/حزيران 2020 في مقر رئاسة الحكومة (داونينج ستريت)، والتي كانت بداية النهاية له.
وبعد سلسلة من الفضائح المتتالية التي حاصرت جونسون، فقد واجه ثلاثة قادة سابقين المصير نفسه لأسباب مختلفة:
مارجريت ثاتشر
حاملة الرقم القياسي لإقامتها الطويلة في داونينج ستريت في القرن العشرين.
وغادرت مارجريت ثاتشر وهي تبكي في نوفمبر/تشرين الثاني 1990 بعد تمرد داخل حكومتها.
كانت ثاتشر قد وعدت بمواصلة القتال بعد فوزها بفارق ضئيل في الجولة الأولى من السباق على قيادة الحزب، قبل أن تعترف لاحقاً بأن موقفها أصبح غير مقبول.
على الرغم من انتصارها الكبير في العام 1987، إلاّ أن إدخال ضريبة مستحقة على جميع دافعي الضرائب، من دون أخذ دخلهم في الاعتبار، واجه معارضة مباشرة.
وواجهت "المرأة الحديدية" أيضاً معارضة من وزرائها الأساسيين، لأنها كانت ضد أي تقارب مع الأوروبيين.
في ذلك الحين، ترك أحد المقرّبين منها هو جيفري هاو الحكومة، وشنّ هجوماً لاذعاً على سياساتها الأوروبية أمام البرلمان.
ونتيجة للتصويت، استُبدلت مارجريت ثاتشر بجون ميجور.
آين دانكن سميث
هو أحد مناهضي أوروبا وينتمي إلى الجناح اليميني الذي وصف جون ميجور أفراده بـ"الأوغاد".
فاز بالسباق على زعامة الحزب في العام 2001 خلفاً لوليام هيج بعد انتخابات خسرها حزب العمال في العام 1997.
جاء صعوده المفاجئ بمساعدة من مارجريت ثاتشر وأنصارها في البرلمان. لكن هذا "الرجل السياسي الهادئ" واجه كل المشاكل في العالم لفرض نفسه في وجه توني بلير، رئيس الوزراء العمّالي صاحب الشخصية الكاريزمية.
سعى الحزب يائساً لرؤيته لتحقيق مكاسب ضد توني بلير، على الرغم من المعارضة الشعبية الكبيرة للحرب في العراق وبالرغم من أن الأخير أُجبر على التنحي من منصبه في نوفمبر/تشرين الثاني 2003 بعد تصويت حزبه على حجب الثقة عنه.
تيريزا ماي
وصلت وزيرة الداخلية السابقة إلى السلطة في يوليو/تموز 2016 بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي أدى إلى استقالة سلفها ديفيد كاميرون.
وجدت نفسها على الفور على رأس مفاوضات على شروط الطلاق مع الاتحاد الأوروبي، ولكن محاولاتها للتفاوض على خروج سهل عُرقلت من قبل مؤيّدي بريكست في حزب المحافظين.
دعت إلى إجراء انتخابات عامّة مبكرة في يونيو/حزيران 2017، على أمل تعزيز موقفها في وجه معارضي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمعارضة العمالية.
وثبت أن هذا الرهان كان كارثياً بسبب الاختراق الذي حققه حزب العمال بقيادة جيريمي كوربن الذي وقف في أقصى اليسار. وأجبرها ذلك على اللجوء إلى الحزب الاتحادي الأيرلندي الشمالي الصغير للحصول على أغلبية حكومية.
نجت ماي من تصويت على الثقة في ديسمبر/كانون الأول 2018.
لكن رفض أعضاء البرلمان لاتفاقها بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خصوصا المحافظين المتمرّدين، كان بمثابة إعلان نهاية فترة تولّيها رئاسة الحكومة.
وفي مايو/أيار 2019، أعلنت ماي استقالتها، ما أدى إلى سباق على قيادة حزب المحافظين وسمح لبوريس جونسون بالوصول إلى داونينج ستريت بعد شهرين.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg جزيرة ام اند امز