استقالة بوريس جونسون.. الأكثر سعادة ومن خاب أملهم
توالت ردود الأفعال على استقالة بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا من رئاسة حزب المحافظين، الأمر الذي يمهد لمغادرته منصب رئيس الوزراء.
وفيما اعتبره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خبرا "محزنا"، لم يخف مسؤولون روس ابتهاجهم باستقالة جونسون، الذي كان أحد الداعمين لأوكرانيا خلال العملية العسكرية.
وفي وقت سابق، أعلن بوريس جونسون أنه سيستقيل من زعامة حزب المحافظين مع بقائه رئيسا للحكومة حتى اختيار خليفته.
وقال جونسون في خطاب اليوم الخميس: "حزب المحافظين في حاجة إلى قائد جديد، عملية اختيار قائد جديد يجب أن تبدأ الآن، وسأقدم الدعم للقائد الجديد لحزب المحافظين".
ويأتي ذلك بعد موجة استقالات واسعة من الوزراء بعدما قدم رئيس الوزراء اعتذارات جديدة على فضيحة إضافية، مقرا بارتكابه "خطأ" بتعيينه في فبراير/شباط الماضي في حكومته "كريس بينشر" في منصب مساعد المسؤول عن الانضباط البرلماني للنواب المحافظين.
ومن نهاية العام الماضي، واجه جونسون سلسلة تقارير بشأن الحفلات في داونينج ستريت، حيث عاش وعمل رؤساء وزراء بريطانيا، في وقت كانت تطبق فيه إجراءات الإغلاق المرتبطة بكوفيد في عموم البلاد، ما بات يعرف باسم "بارتيجيت".
حزن في أوكرانيا
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب عن حزنه لاستقالة بوريس جونسون من رئاسة حزب المحافظين ببريطانيا، وقال: "لا نشك في استمرار الدعم البريطاني لنا بعد استقالة بوريس جونسون".
وشكرت كييف الخميس رئيس الوزراء البريطاني على دعمه أوكرانيا في "أصعب الأوقات" عقب العملية الروسية العسكرية ضدها.
سعادة في روسيا
وعلى الجانب الآخر، لم يخف المسؤولون الروس ابتهاجهم باستقالة بوريس جونسون، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "لقد أصيب جونسون بضربة ارتدادية كان أطلقها، تتعلق بقضية سكريبال"، في إشارة إلى قضية ضابط رسمي سابق في المخابرات الروسية كان عميلا مزدوجا لدى جهاز الاستخبارات البريطاني خلال فترة التسعينيات، وتعرض لمحاولة اغتيال في غرب إنجلترا في 2018.
وتابعت: "جونسون راهن على حياته المهنية، وهذه المرة تخلى عنه الجميع"، مشيرة إلى أنه "لا يجب السعي لتدمير روسيا، لأنه لا يمكن تدميرها".
رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، كتب في وداع جونسون: "هو صديق مقرب وداعم لزيلينسكي، فشل في البقاء رغم كل الجهود".
وأضاف في منشور عبر قناته الخاصة على تطبيق "تليجرام": "المهرج يغادر.. بوريس جونسون يقف وراء قصف مدننا الهادئة، بيلغورود، كورسك، ويجب أن يعرف الشعب البريطاني ذلك، فهو أحد منظري الحرب ضد روسيا".
وعلق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، على استقالة جونسون قائلا: إن الأزمة التي تعيشها الحكومة البريطانية لا يمكن أن تكون من أولويات عملنا.
وأوضح في معرض جوابه عن سؤال عما إذا كان من الممكن توقع أن الحكومة البريطانية الجديدة سوف تتبع سياسة مختلفة تجاه روسيا، أن "الكرملين يأمل أن يأتي أشخاص في بريطانيا يستطيعون حل المشكلات القائمة من خلال الحوار، لكن هذه ليست مسألة مستقبل قريب".
ولفتت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن جونسون، الذي ساعد حزب المحافظين في الفوز باكتساح في انتخابات 2019، أصبح بمثابة عائق سياسي بعد الفضائح التي بددت الثقة العامة فيه.
وفي وقت سابق نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أخبارا عن عزم جونسون الاستقالة من زعامة حزب المحافظين، على أن يبقى في رئاسة الوزراء حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل؛ موعد المؤتمر العام للحزب.
ومن غير المعروف حتى اللحظة، إمكانية رضا المعسكر المعارض لجونسون في الحزب الحاكم على هذا السيناريو، وهل سيستمر في الضغط على رئيس الوزراء من عدمه؟