رواتب الجيش الليبي.. 3 أشهر تهدد المسار العسكري
لا يزال الجيش الليبي محروما من رواتب منتسبيه لـ3 أشهر، في حين تنتظم رواتب المليشيات والقوات الأجنبية مع دعم معنوي من قيادات رفيعة.
وتؤكد المنظمة الليبية لحقوق الإنسان، أن منتسبي القيادة العامة للقوات المسلحة، وجهاز الأمن الداخلي بالمنطقتين الشرقية والجنوبية لم يتم صرف مرتباتهم منذ 3 أشهر.
وأوضحت في بيان لها الخميس، أنها تتابع هذا التأخير بقلق بالغ، في حين صرفت بالمقابل مرتبات منتسبي المؤسسة العسكرية التي تخضع لحكومة الوحدة الوطنية –مليشيات المنطقة الغربية- وكل قطاعات الدولة الليبية هناك.
وأعربت المنظمة عن أسفها من الدور الضعيف للجنة 5+5، لعدم قيامها بأي خطوات لتوحيد المؤسسة العسكرية، ومنها ما يتعلق بالمرتبات لمنتسبي الجيش الليبي شرقا وغربا وجنوبا .
وشددت على أن هذا الإجراء يعد مخالفا للاتفاق السياسي وكافة القوانين الوطنية والدولية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان ويعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وفق كل المواثيق الدولية والمعايير الوطنية، مطالبة بصرف المرتبات لمستحقيها على قدم المساواة بشكل عاجل، دون الدخول في السجال السياسي، والذي لن يخلف إلا الحرب ومزيدا من الدمار .
وعادت أزمة رواتب الجيش الليبي من جديد إلى الواجهة، بسبب تعنت رئيس الحكومة المقال عبد الحميد الدبيبة، ورفض صرفها منذ 3 أشهر، وهو ما كشفته لجنة "5+5" العسكرية الليبية، مؤكدة أن الخطوة تهدد المسار العسكري برمته، خاصة مع ظهور مسؤول عسكري من المنطقة الغربية في فيديو استفزازي عبر صفحة رسمية تابعة لحكومة الدبيبة المنتهية ولايتها يتباهى بصرف رواتب القوات في المنطقة الغربية.
زيارة اللافي
ويفترض وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر 2020 في جينيف، يتم إخراج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، بلا استثناء، إلا أن الليبيين تفاجؤوا اليوم بزيارة عضو المجلس الرئاسي الليبي عبدالله اللافي، غرفة العمليات المشتركة –ليبية تركية - ، بقاعدة معيتيقة، واصفا نفسه في بيان الزيارة بـ"القائد الأعلى للجيش الليبي"، رغم أن الاتفاق السياسي منح هذه الصفة للمجلس مجتمعا.
وأشاد اللافي بالتعاون الليبي التركي في المجال العسكري، لاسيما حرص الضباط الليبيين المكلفين بالعمل في غرفة العمليات، على الاستفادة من تجربة نظرائهم الأتراك في مجال تخصصهم، مشددا على أهمية التعاون الذي يجمع البلدين في المجال العسكري.
من جهتهم، أكد الضباط العاملون بالغرفة –من البلدين-، أن زيارة اللافي، منحتهم دفعة معنوية ستساهم في تقديم الأفضل.
إخراج المرتزقة
ولا يزال الموقف الدولي داعما لإخراج المرتزقة من ليبيا وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما عبرت عنه المستشارة الأممية بشأن ليبيا ستيفاني وليامز "بأن إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية يتطلب التعامل بإيجابية مع اللجنة العسكرية المشتركة".
وشددت وليامز في لقاء مع قناة "بي بي سي" البريطانية، الأربعاء، على وجوب إتمام عملية إخراج جميع القوات الأجنبية باحترام وباتفاق مع الدول التي سيُعادون إليها.
ولجنة 5+5 العسكرية الليبية هي لجنة مشتركة من قيادات طرفي النزاع في ليبيا شرقا وغربا، والتي وقعت على اتفاق سلام في جينيف 23 أكتوبر 2020 والمنوط بها العمل على توحيد المؤسسة العسكرية وحل المليشيات ونزع سلاحها وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية وتثبيت الأمن في البلاد.
جهود توحيد الجيش
وأجرت اللجنة جولة من اللقاءات خلال شهر يناير في الدول المتداخلة بالشأن الليبي، حيث زارت أنقرة وموسكو لبحث إخراج المرتزقة بشكل كامل من البلاد.
وكان الفريق عبد الرازق الناظوري رئيس الأركان التابع للقيادة العامة، و الفريق ركن محمد الحداد رئيس أركان القوات بالمنطقة الغربية قد عقدا لقاءين اثنين أولهما في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في مدينة سرت، لبحث الجدول الزمني المحدد لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وضوابط توحيد المؤسسة العسكرية ودمج كافة الوحدات العسكرية في الجيش الليبي الموحد وفقا لاتفاقية اللجنة العسكرية 5+5 الموقعة في جنيف في أكتوبر/تشرين الأول 2020.
aXA6IDMuMTM4LjE3NS4xNjYg جزيرة ام اند امز