داعية أزهري: صلاة الفرد بالمنزل أثناء أزمة كورونا لها ثواب الجماعة
داعية إسلامي يقول إن درجات الأجر التي يحصدها المسلم والمسلمة من تأدية صلاة الجماعة في المساجد تنطبق على صلاة الفرد في وقت كورونا
في ظل استمرار أزمة فيروس كورونا، تختلف أجواء شهر رمضان هذا العام عن سابقيه، والتي بسببها حُرم المسلمون من أداء الصلاة في المساجد، وسط الإجراءات التي اتخذتها الدول لمواجهة الوباء.
وقال الداعية الإسلامي الأزهري تامر مطر، إن درجات الأجر والثواب التي يحصدها المسلم والمسلمة من تأدية صلاة الجماعة في المساجد، والمقدرة بـ27 درجة، تنطبق على صلاة الفرد في هذا التوقيت المنتشر فيه فيروس كورونا.وأضاف "مطر" لـ"العين الإخبارية": "حصد المسلم أو المسلمة لدرجات صلاة الجماعة رغم أدائها فرادى في منازلهم أو غيرها مشروطة بعدة عوامل، منها أن منع صلاة الجماعة في المساجد لأسباب قهرية، مثل انتشار الوباء، أو أسباب أخرى كالمرض أو السفر أو الجوائح".
واستند "مطر" إلى حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "إذا مرض العبد أو سافر أو حبس عن الصلاة لمانع، كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً".
وقال الداعية الإسلامي إن هذا الحديث يؤكد نيل العبد الدرجات الكاملة في العديد من أوجه الطاعات، طالما كان يفعلها قبل حدوث الأسباب المذكورة في حديث النبي، أو ما يقوم مقامها.
وانتقل الداعية الإسلامي إلى فضل الصلاة على المسلم بشكل عام، وقال، إنها السبب في استقامة العبد، حيث تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، وفقاً لقول الله تعالى في سورة العنكبوت آية 45: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَر).
وقال إن الصلاة أفضل الأعمال، والمحافظة عليها تغسل الخطايا وتكفر السيئات، مستنداً لبعض أحاديث النبي صلّى الله عليه وسلم منها: "مثلُ الصلواتِ الخمسِ كمثلِ نهرٍ جارٍ غَمْرٍ على بابِ أحدِكم، يغتسلُ منهُ كل يومٍ خمسَ مراتٍ"، وآخر يقول: "الصَّلواتُ الخمسُ والجمُعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتنَبَت الْكبائرَ".
وأكد أن الحفاظ على الصلاة نور وهداية وحجة لصاحبها في الدنيا والآخرة عند لقاء الله تعالى؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: "مَن حافَظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يومَ القيامة"، بالإضافة إلى أنها سبب لرفع الدرجات في الجنة، حيث قال النبي: "عليك بكثرةِ السجودِ للهِ، فإنك لا تسجدُ للهِ سجدةً إلّا رفعَك اللهُ بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئةً".
وتطرق "مطر" لفضل الخشوع في الصلاة، قائلاً: "هذا الأمر يتحقق بتهيئة قلب العبد عند الصلاة، وتذكير نفسه بأنه واقف أمام المولى عز وجل، تاركاً كل أمور الدنيا خلف ظهره، مستعيناً بالله ومستحضراً عظمته وقوته في قلبه بجانب عظمة آيات القرآن الكريم، حتى يتمكن من الخشوع أثناء الصلاة والدعاء، وفقاً لقول الله في سورة الحشر آية 21 (لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).
وأشار إلى ثواب الخشوع وفضله على العبد المسلم، مستنداً لسورة المؤمنون من الآية الأولى حتى الحادية عشر، والتي تقول: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).