"زبيبة الصلاة" تثير الجدل في مصر.. تدين أم مرض جلدي؟ (خاص)
في الأيام الأخيرة، عاد الجدل من جديد داخل الرأي العام المصري، بشأن ما يُعرف محليًا باسم "زبيبة الصلاة".
وينتشر بين عدد واسع من الرجال على وجه الخصوص، علامات على جبهة الرأس، يتعامل معها البعض على أنها علامة حميدة، تدل على مدى الخشوع الذي يعيشه الشخص، وحرصه على أداء صلواته دون انقطاع.
وانتقد البعض فكرة الاعتزاز بظهور هذه العلامة على الرأس، زاعمين أنها في نهاية الأمر مرض جلدي، متهمين من يفخرون بها بأنهم يهتمون بمظهر التدين دون جوهره.
هذه الحالة، أثارها أستاذ الطب النفسي في مصر الدكتور أحمد عكاشة، والذي قال خلال تصريحات تلفزيونية قبل أيام: "زبيبة الصلاة مرض جلدي ومش موجودة غير في مصر، ما شوفتش إندونيسي أو أفغانستاني أو سوري أو تركي عنده زبيبة صلاة وكلهم بيصلوا، الدليل على كلامي أن شيخ الأزهر والمفتي ليس لديهما زبيبة صلاة، والمرأة أيضا لأنها ترتدي حجابًا (..) التدين لدى البعض شكلي يغلب عليه الطقوس، لكن ليس هذا الإسلام".
من منطلق المقدمات سالفة الذكر، حاولت "العين الإخبارية" تناول القضية الخلافية على الصعيدين الطبي والنفسي، للوصول إلى إجابة على السؤال الشائع: هل يفتخر البعض بمرض جلدي؟
الموقف الطبي
قال الدكتور عاصم فرج، أستاذ الأمراض الجلدية والتجميل بكلية الطب جامعة بنها، إن هناك أناس يحبون هذه العلامة وتريحهم نفسيًا، مع العلم أنها لا تظهر في السيدات كما هو الحال مع الرجال.
أضاف "فرج"، لـ"العين الإخبارية"، أن ظهور هذه العلامة على رؤوس الرجال سببها إراحة جبهتهم على الأرض بشكل ضاغط، وعدم تجفيف الرأس في بعض الحالات بعد الوضوء، بخلاف أداء فروضهم على حصير بلاستيكي صلب يجري تنظيفه بالماء.
ينوه "فرج" بأن الأمر يرتبط بجوانب أخرى بعيدة عن الشق الطبي، خاصةً أنه ناجم عن ممارسة الشعائر: "بعض الأشخاص قد لا يكون متاحًا أمامهم سوى الصلاة على الحصير".
أشار "فرج" إلى أن هناك علامات أخرى تظهر في مناطق متفرقة بالجسم، منها علامة مماثلة لـ"الزبيبة" على الركبتين نتيجة الضغط عليهما لحظة القيام من السجود، وأيضًا اليد والقدم، وأحيانًا قد يصاب الشخص بتينيا القدمين بين الأصابع، نتيجة أنها تكون مبلولة بالماء دون تجفيفها.
أوضح "فرج" أن طرق إزالة "الزبيبة" تتمثل في اللجوء إلى الليزر، أو وضع كريمات التفتيح على الرأس.
هل يدعي البعض التدين؟
من جانبه، صرح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن البعض يعاني من ازدواجية دينية، يدفعهم للاهتمام بالشكل الديني دون الاهتمام بمضمون وجوهر الدين.
أضاف "فرويز"، لـ"العين الإخبارية"، أن هذه الفئة تهتم بمظاهر أخرى بخلاف "الزبيبة"، منها المسبحة والخِمار والنقاب: "دينيًا هي أمور جيدة لكن ليس هناك في المقابل اهتمام بالمضمون".
استطرد: "الجوهر يكون خاصًا بالسلوك الديني، البعض للأسف يرتكب تصرفات مناقضة لما يحث عليه الدين، وهناك وقائع نصب واعتداء كان فيها الجاني يهتم بهذه المظاهر".
فيما قال الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي في جامعة عين شمس، إن بعض الرجال يعتبرون ظهور هذه العلامة كناية عن الآية القرآنية القائلة: "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ".
وذكر "مجدي"، في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، أن البعض يعتبر هذه "الزبيبة" علامة الصلاح والاجتهاد في الصلاة من كثرة السجود لله: "هذا يندرج تحت بند التدين الشكلي، كما هو الحال لبعض من يتركون لحاهم أو يرتدون جلبابًا قصيرًا. هذا النوع من التدين لا يعكس الأخلاقيات الحقيقية للإنسان وقد يكون خادعا في بعض الأحيان".
استدرك: "في ظروف أخرى يكون الشخص بالفعل متدينًا وملتزمًا ويتوافق تدينه السلوكي مع تدينه الظاهري، هنا يكون الشخص أمينًا في تعاملاته ويسلم الناس من لسانه ويده، ومن ثم لا يجب أن نُشعر هذه الفئة بأن ما لديها من علامة هو نوع من الرياء".